أعلن أمين سر منظمة التحرير الفلسطينية ياسر عبد ربه الأربعاء أن كبير المفاوضين الفلسطينيين صائب عريقات سيتوجه الى واشنطن للقاء وزيرة الخارجية الأمريكية هيلاري كلينتون "خلال يومين". من جانبه سيتوجه وزير الدفاع الاسرائيلي ايهود باراك الى واشنطن "لعقد لقاءات مع كبار مسؤولي الدفاع في الادارة الأمريكية " كما أعلن مكتب باراك في بيان. وتواجه المفاوضات الاسرائيلية الفلسطينية أزمة بعد فشل واشنطن في اقناع اسرائيل بتجميد جديد للاستيطان في الضفة الغربية وهو ما يشترطه الفلسطينيون لاستئناف مفاوضات السلام مع اسرائيل المجمدة منذ نهاية ايلول/ سبتمبر الماضي. الا ان الولاياتالمتحدة اكدت الاربعاء انها ما زالت تامل في التوصل الى اتفاق سلام بين اسرائيل والفلسطينيين قبل صيف 2011 رغم انهم "غيروا نهجهم". وقد أعلن الرئيس الفلسطيني محمود عباس الاربعاء في اثينا ان مفاوضات السلام الاسرائيلية الفلسطينية دخلت "ازمة صعبة" بعد قرار واشنطن العدول عن مطالبة اسرائيل بتجميد الاستيطان في الضفة الغربية كشرط لاستئناف المفاوضات المباشرة. وقال عباس في مؤتمر صحفي عقب اجتماعه مع رئيس الوزراء اليوناني جورج باباندريو إنه يأمل في مشاركة الاتحاد الأوروبي في عملية السلام لاتاحة الفرصة لاستئناف المفاوضات. في المقابل ، اعتبر د. نبيل شعث عضو اللجنة المركزية لحركة فتح في مقابلة مع بي بي سي التصريحات الأخيرة الصادرة من واشنطن بمثابة فشل أمريكي. أما صائب عريقات رئيس دائرة المفاوضات في منظمة التحرير فاعتبر في مقابلة مع بي بي سي أن"الحكومة الإسرائيلية أفشلت الجهد الأمريكي" محملا إسرائيل مسؤولية انهيار عملية السلام. وقال عريقات "كنا نتوقع أن تقوم الحكومة الأمريكية بتحميل إسرائيل مسؤولية هذا الفشل لكن هذا لم يحدث". وأضاف أن الرئيس الفلسطيني محمود عباس سيعرض الموقف على لجنة المتابعة العربية والقيادة الفلسطينية ممثلة في اللجنتين التنفيذية لمنظمة التحرير والمركزية لحركة فتح. واعتبر أن حكومة بنيامين نتيناهو" اختارت الاستيطان على حساب المفاوضات وعملية السلام". وأضاف" كنا نأمل أن تتخذ الإدارة الأمريكية خطوة الاعتراف بدولة فلسطينية على حدود 1967 كرد على الاستهتار الإسرائيلي". وجدد عريقات رفض السلطة الفلسطينية العودة إلى المفاوضات قبل وقف الاستيطان قائلا " إما السلام وإما الاستيطان". تصريحات أمريكية وكان مسؤول رفيع في البيت الأبيض قد أكد في تصريح لبي بي سي فشل محاولات الولاياتالمتحدة لإقناع إسرائيل بتجديد تجميد جزئي للاستيطان ومع ذلك، قال المسؤول إن هذا لا يعني أن الولاياتالمتحدة لن تحاول احياء المحادثات التي كانت معلقة منذ نهاية فترة تجميد إسرائيل الجزئي لبناء المستوطنات في أواخر شهر سبتمبر/ أيلول الماضي. وفي اسرائيل، أوردت بعض وسائل الإعلام مساء الثلاثاء أنباء عن فشل الولاياتالمتحدة في جهود تجميد الاستيطان. ونقلت وكالة الانباء الفرنسية عن مسؤول في البيت الأبيض أن واشنطت "تخلت عن سعيها" لاقناع اسرائيل بتجميد الاستيطان في الضفة الغربية. وأضاف المسؤول الذي لم يكشف عن اسمه أن الأمر سيناقش الاسبوع المقبل في مقر وزارة الخارجية الاميركية بحضور مفاوضين اسرائيليين وفلسطينيين. وأعلنت الإذاعة العسكرية في اسرائيل أن "الولاياتالمتحدة واسرائيل ستعلنان في الساعات المقبلة فشل هذه المفاوضات التي كانت تهدف الى استئناف المفاوضات مع الفلسطينيين". وقال وزير الدفاع الاسرائيلي ايهود باراك في وقت سابق إن المحادثات مع الولاياتالمتحدة قد تأجلت بسبب انشغال واشنطن بتداعيات تسريبات ويكيليكس والوضع في كوريا الشمالية. لكن المتحدث باسم الخارجية الأمريكية فيليب كراولي قال إن جهود بلاده لم تعلق بهذا الشأن، مضيفا "لدينا محادثات (مستمرة)، حتى ونحن نتحدث الآن". وكانت السلطة الوطنية الفلسطينية قد رفضت العودة إلى المفاوضات مع استمرار البناء في المستوطنات. ونفى الرئيس محمود عباس أواخر نوفمبر/ تشرين الثاني الماضي أن يكون الجانب الفلسطيني قد تسلم أي رد من الادارة الامريكية حول مساعيها مع الحكومة الاسرائيلية. بي بي سي