ذكرت تقارير صحفية أن الإدارة الأمريكية أبلغت السلطة الفلسطينية رسميا الأربعاء برفض استئناف تجميد الاستيطان. ونقلت صحيفة "القدس العربي" اللندنية عن مسئول فلسطيني رفض الكشف عن اسمه قوله: "واضح من الرد الأمريكي أن رئيس حكومة إسرائيل (بنيامين نتنياهو) رفض استمرار تجميد الاستيطان لاعطاء فرصة لتحقيق السلام في المنطقة". واضاف إن حكومة نتنياهو اختارت الاستيطان وترفض السلام. من جانبه، أكد الناطق الرسمي باسم الرئاسة الفلسطينية نبيل ابو ردينه أن "الرئيس الفلسطيني تلقى فجر الأربعاء رسالة رسمية حول الجهود الأمريكية على قضية الاستيطان والمفاوضات" ولكنه لم يعط مزيدا من التفاصيل حول طبيعة الرد الأمريكي. وأشار إلى أن الرئيس عباس "أبلغ الجانب الأمريكي اننا سنقوم بدراسة الرد الرسمي مع القيادة الفلسطينية والاشقاء العرب لاعطاء الموقف الفلسطيني النهائي على الرسالة الامريكية الرسمية". وكذلك رفض كبير المفاوضين الفلسطينيين صائب عريقات اعطاء مزيد من الايضاحات حول مضمون الرد الأمريكي. وقال: سيتم اخذ قرار في القيادة الفلسطينية على الرد الأمريكي. وكان مسئول كبير في البيت الأبيض الثلاثاء قال أن الادارة الأمريكية تخلت عن سعيها لاقناع إسرائيل بتجميد الاستيطان في الضفة الغربيةالمحتلة، لاستئناف مفاوضات السلام بين إسرائيل والفلسطينيين، موضحا أن الأمر سيناقش الاسبوع المقبل في مقر وزارة الخارجية الأمريكية في واشنطن في حضور مفاوضين اسرائيليين وفلسطينيين. ومن جهة أخرى، قال مصدر سياسي في القدسالمحتلة إن الولاياتالمتحدة تطرق حاليا سبيلا جديدا لاستمرار المفاوضات مع الفلسطينيين، مشيرا إلى أنه يتضمن بحث خيار أن تعرض إسرائيل على الفلسطينيين توسيع نطاق انسحابها من الضفة الغربية ونقل مهمة الدفاع إلى السلطة الفلسطينية. في غضون ذلك ، حذر وزير الحرب الإسرائيلي إيهود باراك خلال مشاركته في اجتماع لجنة الخارجية والأمن التابعة للكنيست الثلاثاء من عزل إسرائيل دوليا بسبب وصول المفاوضات مع الفلسطينيين إلى طريق مسدود. ونقلت وسائل إعلام إسرائيلية عن باراك قوله إن غياب عملية سياسية والطريق المسدود الذي وصلت إليه المفاوضات سيؤدي إلى عزل دولة إسرائيل ويحظر الاستخفاف بإمكانية كهذه. وأضاف إن الاتصالات بين إسرائيل والولاياتالمتحدة حول استئناف تجميد البناء الاستيطاني توقفت في هذه المرحلة لأن الإدارة الأمريكية منشغلة في كشف وثائق "ويكيليكس" وأيضا بسبب تدخلها في المواجهة بين الكوريتين. وقال باراك إنه لم نتوصل حتى هذه المرحلة إلى تفاهمات مع الولاياتالمتحدة حول كيفية حل قضية التجميد. وأضاف إن التفاهمات التي توصل إليها رئيس الحكومة بنيامين نتنياهو مع وزيرة الخارجية الأمريكية هيلاري كلينتون كانت تفاهمات جنتلمانية وليست نهائية، وعلى الولاياتالمتحدة أن تحصل الآن على مصادقة الكونجرس. وتابع إنه إذا لم يطرأ تقدم في ما يتعلق بالمفاوضات فإن حملة نزع الشرعية عن إسرائيل ستتصاعد. وقدر باراك إن ثمة إمكانية للتوصل إلى اتفاق فلسطيني داخلي بين حركتي فتح وحماس "وهذا سيحدث فقط عندما تكون لدى الفلسطينيين مصلحة واضحة بضرورة الجسر بين الفجوات". وأضاف إن "على حكومة إسرائيل الإمساك بزمام المبادرة ويحظر أن نكون جامدين والمفاوضات لن تتقدم من دون رغبة من جانب الفلسطينيين أو تدخل الولاياتالمتحدة، لكن الأمر يتطلب الحزم من جانبنا أيضا وثمة حاجة للتغلب على الخلافات الداخلية في الحكومة والكنيست". وتطرق باراك إلى أعمال بناء الجدار الحدودي بين إسرائيل ومصر وشدد على أنه لا يشكل حلا لوقف تسلل المهاجرين الأفارقة إلى إسرائيل، وأنه يجب العمل ضد مشغلي المهاجرين في إسرائيل والبحث في إمكانية إعادة الافارقة إلى أوطانهم، مشيرا إلى أن "نشاط المهربين يتزايد دهاء وهم يتعلمون أساليب نشاط الجيش الإسرائيلي".