((عدن حرة)) عدن / خاص : الاثنين 2014-06-23 03:31:11 . يا حجة فطوم كانت الناس في بلادنا تستقبل رمضان في فرحة عظيمة ، الناس تفتح بيوتها – الجميع يأكل والغني يرحم الفقير ، كان رمضان كرنفال بالألوان .. حافة القاضي وكل الحوافي في عدن مزينه بالتريكات واللمبات الكهربائية تخرج من البيوت إلى "الفوت بات" – أي الرصيف ويصفوا الكراسي والأمياز ويخرجوا "الكيرم" والبطه "لعبة الورق" والدُمنه ، . كانت هناك عدة لمبات في الحافة .. لمبه حق محفوظ باوزير ، فضل عبدالاه ، خالد باسودان ، رفيق مسرج ، أحمد ناجي قاسم ، فيصل نعمي وخالد موشجي . وترسل البيوت إلى العيال السامرين الشاي المُلبن ، المزغول ، الفيمتو والماء البارد . العيال الصغار يلعبوا "عصا" و "كتشابدو" و"بيع التيس′′ و"غميضان" . . كانت الألعاب الشعبية في عدن لها تاريخ عريق تناقلته الأجيال ومعظم هذه الألعاب كانت تتواجد في كل حوافي عدن .. لوحة شعبية . . كان الفطور في رمضان يتكون من القهوة قشر – مزغول والتمر والشوربه والسمبوسه والباجيه والخمير الحالي واللبنيه والبدامي ، ثم الذهاب إلى المسجد للصلاة وبعد ذلك يُقدم العشاء ، وهو العشاء العدني – رز ولحم ، أو رز وسمك صانونه مطفاية وبسباس وعُشار أو شتني مع الكشومبر أو بسباس مع الحُمر ، أو بسباس أخضر مع الجُبن . . قالت الحجة فطوم قد يستغرب البعض من أين لكل الناس هذه الصحون ، كانت الناس في عدن ترحم بعض ، البيوت الغنية ترسل معظم هذه الصحون إلى البيوت الفقيرة والأصدقاء ، كل الناس في الحارة تأكل من كل الأصناف ، تتبادل البيوت الأكل فيما بينهم نظام عاطفي وبعض العيال الفقراء في الحافه يأكلوا عند السمره من الصحون الزايدة التي ترسل من البيوت للعيال وهم سامرين ، لا يوجد تخزين للطعام . قبل المغرب ترى أعظم حركة إنسانية في تاريخ شعب .. الأطفال يحملوا الصحون والأطباق بالأكل إلى كل البيوت ، الكل يأكل لا يوجد جائع في بلادنا. . يا حجة فطوم كان السحور العدني المميز ، يتكون من الجبيز والمُعبل حق بيت باحد ، ضحكت الحجة فطوم وقالت الجبيز – بيتزا عدن . والخمير الحالي .. والخمير موفى وشيخ السحور "المُعبل الرهيب" أعظم سحور عدني .. مُعبل فته باللبن والسكر . . يا حجة فطوم با حازيك هذه المحزايه الظريفة عن المُعبل . في عام 1969 كنت في كوبنهاجن – الدنمارك وذهبت مع صديق عمري وطفولتي أخي المهندس غازي نجيب جعفر أمان – كانت أمه الحجة منيرة بنت الحاج سلام صديقة أمي الحجة زينب بنت علي محمد منذ الطفولة . . وصلت مع أخي غازي إلى الريف الدنماركي كنا في ضيافة عائلة دنماركية في عطلة عيد الميلاد.. ذهبنا إلى أقاصي الريف الدنماركي إلى قرية أسمها فيبورج Viborg كانت أيام وذكرى جميلة سكنت في قلبي إلى الأبد . . في هذه القرية الساحرة رأيت أعظم منظر في حياتي – رأيت القمر يرسل الضوء على صفحة الثلوج .. رأيت الثلوج تسقط في ضوء القمر. كنا في ضيافة العائلة الدنماركية – أحضروا لنا القُراع – الفطور وكانت مفاجأة غريبة .. أحضروا لنا مُعبل – نفس المُعبل حق عدن .. الفرق الوحيد انه كان فوق المُعبل جام – أي مربى وزبدة ، ضحك غازي بصوت عالي وقال : مُعبل عدني. أخيرآ قالت الحجة فطوم يا محمد الوقت غَلس .. ايش تشتي من سحور . . قلت لها أكيد مُعبل . ضحكت الحجة فطوم وقالت : مُعبل عدني .. أو مُعبل دنماركي .. قلت لها مُعبل عدني فته باللبن والسكر .. قالت حاضر . . *محمد أحمد البيضاني كاتب عدني ومؤرخ سياسي القاهرة عدة حرة