أكدت سعادة منى غانم المري المدير العام للمكتب الإعلامي لحكومة دبي أن دولة الإمارات تمكنت من تحقيق طفرات تنموية ضخمة خلال فترة زمنية قصيرة ناهزت العقود الأربعة بقليل نجحت خلالها في التحول من مجتمع بدوي بسيط إلى منارة للتطوير والتنمية في المنطقة ونموذج يحتذى في تطبيق أفضل الممارسات العالمية وتبني الحلول والتقنيات الحديثة وتسخيرها في خدمة الأهداف التنموية الطموحة لقيادتنا وشعبنا. جاء ذلك خلال الكلمة الرئيسية التي ألقتها سعادة المدير العام للمكتب الإعلامي لحكومة دبي في افتتاح مؤتمر قمة شبكات التواصل الاجتماعي الذي انطلقت أعماله اليوم في دبي واستضافها موقع " أريبا أريبا " بمشاركة لفيف من الخبراء وقيادات عدد من كبرى مؤسسات الإعلام والتكنولوجيا في المنطقة والمعنيين بشبكات التواصل الاجتماعي وما أحدثته من آثار كبيرة في المجتمعات سواء داخل المنطقة العربية أو العالم. وقالت المري إن دولة الإمارات عرفت منذ فترة طويلة مفهوم التواصل الاجتماعي ولكن في قالب مغاير كان متماشيا مع روح وطبيعة الحياة آنذاك ولكنه ظل محتفظا بمكانته وقيمته ودلالاته بل ووظيفته أيضا كأحد المكونات المهمة في الموروث الثقافي لدولتنا ألا وهو " المجلس " الذي كان يجمع حكام البلاد بعامة الناس لمناقشة الموضوعات التي تهم المجتمع والتباحث في مختلف شؤونهم الحياتية حيث ما لبث التطور أن أفرز أشكالا جديدة من "المجالس" ولكن في إطار تكنولوجي يتوافق مع روح العصر وهي التي باتت معروفة اليوم باسم " منصات أو شبكات التواصل الاجتماعي". وأشارت المري إلى الاهتمام الكبير الذي يوليه صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم نائب رئيس الدولة رئيس مجلس الوزراء حاكم دبي رعاه الله للإعلام الاجتماعي أو " منصات التواصل الاجتماعي " لما يراه سموه فيها من قيمة كبيرة في تحقيق التواصل المباشر بين القائد وشعبه وغيرهم من الناس فيما وراء بلاده بينما كان سموه من أوائل زعماء العالم في التنبه إلى هذه القيمة والمبادرة إلى تسخيرها في تعزيز خطوات بلادنا التنموية والرامية في نهاية المطاف إلى تحقيق السعادة لشعب الإمارات والمقيمين فيها وكذلك كل من يحل عليها ضيفا زائرا .. مشيرة إلى تدشين سموه لصفحته الخاصة على موقع " تويتر " في يونيو من عام 2009 في حين يسجل التاريخ لسموه أنه أول زعيم في العالم يعلن عن تغيير وزاري عبر تدوين على " تويتر" حيث أصبح سمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم في غضون فترة وجيزة واحدا من أكثر عشرة زعماء في العالم حضورا على شبكات التواصل الاجتماعي . وأعادت المري على مسامع الحضور مقولة صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم بمناسبة إطلاق سموه لجائزة الإعلام الاجتماعي ومؤداها " إن المؤثرين في الإعلام الاجتماعي أصبحوا جزءا من صناع التغيير في مجتمعاتهم ولا بد من التعامل مع هذا الواقع بحكمة وإبداع وروح إيجابية" في إشارة واضحة الدلالة على مدى إدراك سموه لقيمة هذه الظاهرة الجديدة وما يمكن أن تقدمه من فرص تطوير إيجابية إذا ما أحسن استخدامها. وأوضحت المدير العام للمكتب الإعلامي لحكومة دبي أن قناعة صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد بأثر التواصل الاجتماعي هو أمر متأصل في تاريخ وتراث دولة الإمارات التي لعبت على مدار حقبة زمنية كبيرة دورا محوريا مهما في ربط شرق العالم بغربه وكانت دائما نقطة التقاء حيوية لثقافات العالم وحضاراته لذا لم يكن أمرا مستغربا أن يبادر سموه إلى تسخير معطيات العصر في تفعيل التواصل مع الناس وتوسيع دائرته وتعميق أثره الإيجابي على المجتمع وجميع أفراده .. منوهة باستحداث سموه لمبادرة فريدة من نوعها بإطلاق "عصف ذهني" على موقع " تويتر " دعا فيه سموه عامة الناس إلى المشاركة بآرائهم واقتراحاتهم من أجل تحقيق مزيد من التطوير الإيجابي ضمن مختلف المجالات. وعن انتشار شبكات التواصل الاجتماعي في دولة الإمارات استدلت منى المري بإحصاءات أوردها تقرير "نظرة على الإعلام الاجتماعي في العالم العربي 2014" والصادر عن كلية محمد بن راشد آل مكتوم للإدارة الحكومية بالتعاون مع "منتدى الإعلام العربي" كمرجعية علمية حديثة وموثقة حيث أوضح التقرير أن دولة الإمارات تتصدر المنطقة العربية في معدلات انتشار استخدام موقع "فيسبوك" حيث ناهز عدد المستخدمين الجدد للموقع في الدولة خلال العام 2013 فقط أكثر من 900 ألف مستخدم وبانتشار إجمالي يقدر بنحو 54 في المائة من إجمالي سكان الدولة . وحول مدى تأثير شبكات التواصل الاجتماعي وسرعة انتشارها قالت المري إن العالم بات يتحرك بوتيرة أسرع لتحقيق مزيد من التقارب على مستوى الناس مع تنامي شعورهم في أطراف الأرض المختلفة بحاجة متزايدة للحصول على مزيد من المعلومات وأن يكونوا على إطلاع أكبر وأكثر سرعة بما يحدث في العالم حيث ساهم انتشار شبكات التواصل الاجتماعي في تلبية تلك الاحتياجات الملحة مدعوما بتطور تكنولوجي فرض على الشعوب تحديا كبيرا في محاولة ملاحقته .. مؤكدة أنه ربما كان من الصعب على أي من الحضور منذ عقد واحد مضى تصور مدى التأثير الذي يمكن أن يفرزه هذا التوسع الهائل في دوائر شبكات التواصل الاجتماعي . وفي ختام كلمتها أعربت منى المري عن أمنياتها لجميع المشاركين في المؤتمر بالخروج بنقاشات جادة ومثمرة تفتح آفاقا جديدة لتبادل الخبرات والتجارب للتوصل إلى أفضل الأساليب التي يمكن من خلالها تسخير شبكات التواصل الاجتماعي في تمهيد السبل إلى مستقبل أفضل حافل بالفرص والنجاح لشعوب المنطقة كافة. البيان الاماراتية