شارك سمو الشيخ عبدالله بن زايد آل نهيان وزير الخارجية، في اجتماع بباريس ضم كلاً من وزير الخارجية السعودي الأمير سعود الفيصل ووزير الخارجية الأردني ناصر جودة مع وزير الخارجية الأميركي جون كيري، حيث بحث الاجتماع التهديد الذي يشكله تنظيم «دولة العراق والشام- داعش» على المنطقة في ضوء التطورات في العراق. كما عبر الوزراء عن قلقهم لعدم وجود حكومة جامعة في العراق وسبل تغيير ذلك، فيما أمل وزير الخارجية السعودي أن يكون بمقدورهم «التأثير على الوضع في الشرق الأوسط»، في وقت اقر رئيس الوزراء العراقي نوري المالكي للمرة الأولى بأن العمليات العسكرية ضد المسلحين يجب أن تترافق مع حل سياسي، إلا ان هذا التحول ليس حاسماً نظراً لعدم تلاقيه مع الرؤية العربية والدولية بضرورة تشكيل حكومة وحدة وطنية قبل الشروع في مواجهة الإرهاب من أجل ضمان الإجماع العراقي، في وقت يستعد البرلمان الجديد لعقد اولى جلساته الثلاثاء المقبل للبدء في تشكيل الحكومة وانتخاب رئيس للجمهورية وآخر للبرلمان. قلق عربي أميركي وقال مسؤول رفيع المستوى في وزارة الخارجية الأميركية إن كيري أطلع الوزراء على نتائج زيارته إلى بغداد واربيل حيث دعا وزير الخارجية الأميركي القيادات العراقية إلى الوحدة في مواجهة خطر انقسام البلاد. وأضاف المسؤول في الخارجية الأميركية أن «كافة الوزراء في باريس عبروا عن قلقهم لعدم وجود حكومة جامعة في العراق وعن ضرورة أن يتغير ذلك». وتوجه وزير الخارجية الأميركي بالشكر إلى الوزراء لحرصهم على عقد هذا الاجتماع من أجل بحث عدد من «القضايا الحساسة». وأكد كيري على ان «تهديد تنظيم داعش لا يقتصر على العراق فقط، بل يمتد إلى المنطقة»، وفق مسؤول رفيع المستوى في وزارة الخارجية الأميركية. وخلال الجلسة اتصل كيري بمسؤولين اميركيين في بغداد للاطلاع على آخر التطورات. وجلس الوزراء، ويرافق كل منهم مساعد واحد، في الحديقة الخارجية وتباحثوا لمدة 90 دقيقة. وسيطر تنظيم داعش الأسبوع الحالي على معبر حدودي بين العراق والأردن، ما اثار خشية امتداد النزاع إلى المملكة الهاشمية. احتمال الغارات ورداً على سؤال حول ما إن كان كيري بحث احتمال شن الولاياتالمتحدة لغارات جوية ضد قوات داعش، أوضح مسؤول آخر في وزارة الخارجية الأميركية ان كيري ابلغ الوزراء ان واشنطن «تعمل الآن على النظر في اهداف محتملة، ولكن حتى هذه اللحظة لم يتخذ اي قرار حول القيام بتحرك عسكري». أما وزير الخارجية السعودي سعود الفيصل فقال إن «كل هذه القضايا... ذات اهمية بالغة بالنسبة لدولنا»، مضيفاً: «وأعتقد انه عبر التعاون بين الدول آمل ان يكون بمقدورنا التأثير على الوضع في الشرق الأوسط». وناقش الوزراء ايضا الأزمة السورية المستمرة منذ ثلاث سنوات. وسيتوجه كيري اليوم إلى السعودية لبحث الاضطرابات في الشرق الأوسط مع العاهل السعودي الملك عبدالله بن عبدالعزيز. تحوّل المالكي على الصعيد العراقي، اقر رئيس الوزراء العراقي نوري المالكي للمرة الأولى بأن الحل السياسي اساسي للانتصار على المسلحين قائلاً خلال لقائه وزير الخارجية البريطاني وليام هيغ في بغداد: لا بد من المضي في مسارين متوازيين الأول العمل الميداني والعمليات العسكرية ضد الإرهابيين وتجمعاتهم». وأضاف بحسب ما جاء في بيان نشر على موقع رئاسة الوزراء أن «الحل الثاني متابعة المسار السياسي وعقد اجتماع مجلس النواب في موعده المحدد وانتخاب رئيس للبرلمان ورئيس للجمهورية وتشكيل الحكومة»، مشدداً على أن «المضي قدماً في هذين المسارين هو الذي سيلحق الهزيمة بالإرهابيين». ويتعرض المالكي الذي يحكم البلاد منذ 2006 ويتولى ايضا منصب القائد العام للقوات المسلحة إلى انتقادات داخلية وخارجية خصوصا من قبل مسؤولين اميركيين حيال استراتيجيته الأمنية، ويواجه كذلك اتهامات بتهميش السنة واحتكار الحكم. غير أن المالكي يصر على احقيته في تشكيل الحكومة المقبلة على اعتبار أن الكتلة التي يقودها فازت بأكبر عدد من مقاعد البرلمان في انتخابات ابريل الماضي. انتقادات الصدر وفي موازاة تحذيره للمسلحين، دعا الزعيم العراقي مقتدى الصدر في خطابه مساء أول من أمس إلى «الإسراع بتشكيل الحكومة الوطنية بوجوه جديدة ومن كافة الأطياف وبعيدة عن المحاصصة الطائفية»، وطالب الحكومة بأن تتعهد «بإمضاء المطالب السلمية المشروعة لسنة العراق المعتدلين الذين عانوا التهميش والإقصاء». ووجه الصدر انتقاداً غير مباشر إلى المالكي، حيث قال ان شيعة العراق صاروا «تحت افكاك الظالم الذي يريد المصالح الشخصية لا المذهبية ولا الإسلامية الوطنية». اجتماع البرلمان في الأثناء، اعلن المكتب الإعلامي لنائب رئيس الجمهورية خضير الخزاعي في بيان أن رئاسة الجمهورية اصدرت مرسوماً جمهورياً دعت فيه مجلس النواب المنتخب للانعقاد يوم الثلاثاء المقبل على أن يترأس الجلسة اكبر الأعضاء سناً. وبعد ايام قليلة من زيارة وزير الخارجية الأميركي جون كيري إلى بغداد، استهل نظيره البريطاني وليام هيغ زيارة مفاجئة مماثلة بلقاء المالكي قبل ان يلتقي مسؤولين اخرين في العاصمة العراقية. وقال هيغ للصحافيين إن «العامل الأساسي الذي سيحدد ما اذا كان العراق قادراً أم لا على النهوض بالتحدي هو بالفعل الوحدة السياسية». وأضاف أن «الأولوية يجب ان تكون تشكيل حكومة تجمع كل الطوائف بعد الانتخابات التشريعية الأخيرة»، معتبرا انه «من الضروري الإثبات للعالم أن العراق متحد في مواجهة التهديد. انها افضل وسيلة للحصول على دعم المجموعة الدولية». حكومة طوارئ عبرت الولاياتالمتحدة عن رفضها لتشكيل حكومة طوارئ في العراق، ودعت إلى الإسراع في تشكيل حكومة شاملة في أسرع وقت ممكن. وقالت الناطق باسم الخارجية الأميركية ماري هارف، في مؤتمر صحافي، إن بلادها لا تؤيد تشكيل حكومة طوارئ مؤقتة لأنها «عملية منفصلة عن إطار الدستور». وأكدت على ضرورة تشكيل «حكومة شاملة طبقاً للعملية الدستورية في أسرع وقت ممكن». واشنطن- الوكالات البيان الاماراتية