استبعد الرئيس الأمريكي باراك أوباما تدخل القوات البرية في النزاع الدائر في العراق، مشدداً على مشاركة جوهرية لحكومة بغداد، ودعا وزير الخارجية جون كيري القادة العراقيين للوحدة في مواجهة التطرف وتنحية الخلافات الطائفية، وعرضت بريطانيا دعماً فنياً للعراق، فيما اقترحت الحكومة الإيرانية تعاوناً عسكرياً مع الولاياتالمتحدة لمكافحة الإرهاب في العراق، ونفت تركيا تقديم أي مساعدات لتنظيم الدولة الإسلامية في العراق والشام "داعش" . وقال أوباما إنه سيحتاج إلى أيام عدة لمراجعة الخيارات بشأن كيف يمكن للولايات المتحدة مساعدة العراق على التعامل مع أعمال العنف المسلحة، مشيراً إلى أن أي تحرك سيحتاج إلى مشاركة جوهرية من جانب العراق نفسه . وأضاف "الولاياتالمتحدة لن تدخل نفسها في عمل عسكري في غياب خطة سياسية من جانب العراقيين تعطينا قدرا من الاطمئنان إلى أنهم مستعدون للعمل معاً" . وأوضح أنه لن يرسل قوات أمريكية للقتال في العراق . ومضى يقول "لن نستطيع أن نفعل شيئاً بالنيابة عنهم" . وأكد أن قادة العراق لم يتمكنوا من تجاوز خلافاتهم الطائفية . وشدد الرئيس الأمريكي على أن خطر متشددي جماعة الدولة الإسلامية في العراق والشام لا يتهدد شعب العراق فحسب، بل وربما الأمريكيين . وأضاف "هذه مشكلة إقليمية وستكون مشكلة طويلة المدى . وما نحن بصدد القيام به هو مجموعة من الأعمال الانتقائية التي ينفذها جيشنا لضمان أننا نتعقب الإرهابيين الذين يمكن أن يلحقوا الضرر بمواطنينا في الخارج أو ضرب بلدنا في نهاية المطاف" . وفي سياق متصل دعا وزير الخارجية الأمريكي جون كيري رئيس الوزراء العراقي نوري المالكي إلى بذل المزيد لتنحية الخلافات الطائفية في بلاده . وقال كيري في مؤتمر صحفي مع وزير الخارجية البريطاني وليام هيغ: "ينبغي عدم السماح للانقسامات السياسية المستندة إلى خلافات إتنية أو دينية أن تسرق ما ضحى الشعب العراق الكثير لأجله في السنوات الأخيرة" . من جانبه، قال وزير الخارجية البريطاني وليام هيغ إن بلاده يمكن أن تقدم مساعدة فنية للحكومة العراقية في مجال مكافحة الإرهاب، لكنه شدد على عدم وجود رغبة بريطانية للتدخل عسكرياً وبشكل مباشر في العراق . وفي إطار ردود الفعل الإقليمية نقلت وكالة "رويترز" للأنباء عن مسؤول إيراني كبير أن طهران تشعر بقلق بالغ بشأن المكاسب التي يحققها المسلحون في العراق، لدرجة أنها قد تكون على استعداد للتعاون مع واشنطن في مساعدة بغداد على التصدي لهم . وقال المسؤول إن الفكرة مطروحة للنقاش بين زعماء إيران . ولم يكن لدى المسؤول علم إن كانت الفكرة طرحت مع أطراف أخرى . ويقول مسؤولون إن إيران ستوفد مستشارين وترسل أسلحة لمساعدة حليفها رئيس الوزراء نوري المالكي للتصدي لما تعتبره طهران خطراً كبيراً على استقرار المنطقة . لكن من غير المحتمل أن تدفع الجمهورية الإسلامية بقوات . من جانبها، نفت الحكومة التركية اتهامات بتقديم الدعم لتنظيم الدولة الإسلامية في العراق والشام (داعش) . وجاءت التصريحات رداً على انتقادات لخبراء قالوا إن الحكومة التركية سمحت لقوات داعش بالدخول والخروج عبر الحدود التركية للدول المجاورة . وكان مجلس الأمن الدولي عقد جلسة مغلقة ليل الخميس، لبحث آخر التطورات في العراق حيث استمع إلى إحاطة من الممثل الخاص للأمين العام هناك، نيكولاي ملادينوف عبر دائرة تلفزيونية مغلقة . وقال تشوركين بعد الجلسة للصحفيين أعرب أعضاء مجلس الأمن الدولي بالإجماع عن دعمهم لحكومة وشعب العراق في حربهم ضد الإرهاب، وشددوا على أن جميع الأعمال يجب أن تتم في الإطار الدستوري وتمتثل للقانون الإنساني الدولي ومعايير حقوق الإنسان، ودان الأعضاء بشدة جميع الأعمال الإرهابية والمتطرفة بغض النظر عن دوافعها، وأكدوا الحاجة إلى إجراء حوار وطني جامع . وأوضح المندوب الروسي، إلى أن ملادينوف، أعلم المجلس بأن لا خطورة في الوضع الراهن على بغداد . إلى ذلك دعت الحكومة الألمانية إلى الإسراع في تشكيل حكومة وحدة وطنية في العراق . وأكد بيان للخارجية الألمانية أن برلين "تشعر بقلق شديد" للأحداث في العراق، متحدثاً عن "تهديد إرهابي شديد الخطورة يمكن أن تكون له عواقب على استقرار العراق والمنطقة برمتها" . كما أعلنت الصين أنها تراقب التطورات الأمنية في العراق عن كثب، وعرضت على الحكومة في بغداد أي مساعدة يمكنها تقديمها . (وكالات) الخليج الامارتية