بيروت - "الخليج": تصدر الهاجس الأمني قائمة الأولويات في لبنان وتقدم على سائر الاهتمامات والاستحقاقات بما في ذلك الشغور الرئاسي المستمر لليوم الخامس والثلاثين على التوالي، رغم أن رئيس مجلس النواب نبيه بري دعا إلى جلسة لانتخاب رئيس جديد يوم الأربعاء المقبل . وفيما تبنت ولاية دمشق - القلمون التابعة لتنظيم "داعش" التفجير الانتحاري الذي وقع في فندق دي روي بمنطقة الروشة في بيروت أمس الأول، حيث أشارت في تغريدةٍ لها على موقع "تويتر" أمس، إلى أنّ من وصفتهما ب"انغماسيين من أسود الدولة الإسلامية في العراق والشام" قاما ب"الانغماس داخل مدينة بيروت في فندق دي روي بمجموعة أمنية تابعة للأمن العام"، زاعمة أنّ هذه المجموعة "وقعت بين قتيل وجريح" . وواصلت الأجهزة الأمنية في المقابل حرب الفنادق الاستباقية ضد الخلايا الإرهابية، واستمرت في أعمال الدهم في فنادق بيروت والضواحي بدءا من فندق "رامادا" (السفير سابقاً) حيث أخضعت نزلاءه للتحقيق، وبحثت في عدد من الغرف عن ممنوعات وأسلحة ومتفجرات بناءً لمعلومات سابقة، لكنها لم تعلن عن حصيلة المداهمات، إلا ان الأمن العام كشف هوية الشريك الثالث للسعوديين الاثنين الانتحاري القتيل علي بن إبراهيم الثويني والجريح المعتقل عبد الرحمن بن ناصر الشنيفي، وهو اللبناني المنذر خلدون الحسن (20 عاماً) من بلدة بزبينا العكارية شمال لبنان . وحسب التحقيقات التي يجريها القضاء العسكري، فان الحسن يعتبر صلة الوصل الأساسية بين تنظيمي "النصرة" و"داعش" والانتحاريين الذين أرسلوهم ويرسلونهم إلى الأراضي اللبنانية، وهو يتقاضى 50000 دولار نقدا عن كل انتحاري لقاء التسهيلات والمساعدات اللوجستية التي يقدمها . وكشفت التحقيقات، أن كاميرات "فندق نابليون" الذي دهمته القوى الأمنية في الأسبوع الماضي واعتقلت داخله الانتحاري الفرنسي المفترض الذي يحمل جنسية جزر القمر، أظهرت دخول الشنيفي إليه، حيث كان مكلفاً بتسليم مبلغ ألف دولار له . كما تبين أن أحد أمراء "لواء التوحيد" في منطقة الرقة السورية، وهو أردني (شقيق الموقوف الأردني في سجن روميه عبد الملك محمد يوسف عثمان عبد السلام)، هو الذي أعطى الأوامر للسعوديين الثويني والشنيفي بالتوجه إلى لبنان جواً عن طريق تركيا، حيث تولى استقبالهما الحسن ومن ثم تأمين الحزامين الناسفين وتحديد مهمتهما الأخيرة وهي تفجير فندق ومطعم "الساحة" على طريق المطار وهو تابع لمؤسسة العلامة الراحل محمد حسين فضل الله . في هذا الوقت، كرّر بري التشديد على ضرورة الاستثمار في الأمن، وقال إنّه كلّما التقى سفيراً عربياً أو أجنبياً سأله ماذا يريد لبنان؟ يجيب عليه: "المساعدات والدعم للجيش بالمال والسلاح، وأنا فاتح "دكانة" هذه الأيام لهذا الهدف، وليس أمامنا إلاّ دعم الجيش والأجهزة الأمنية، فعندما تكون هذه المؤسسات قوية فإنّ أحداً من الإرهابيين لا يستطيع القيام بأيّ اعتداء، وأقول ذلك بصوتٍ عالٍ" . وإذ أكّد بري حرصَه على إجراء الانتخابات الرئاسية، قال: "لا شيء يبعث حتى الآن على التفاؤل بإمكان انعقاد الجلسة الانتخابية المقبلة وانتخاب رئيس" . وكشف أنّه اتّصل بالرئيس سعد الحريري بعد برقيّة التهنئة التي تلقّاها منه لمناسبة حلول شهر رمضان، وتناول البحث التطورات، وكان الرأي متفقاً على ضرورة انتخاب رئيس جمهورية في أسرع وقت . الخليج الامارتية