صحة غزة: ارتفاع حصيلة الشهداء إلى 34 ألفا و183    مليشيا الحوثي توافق على عقد لقاء مباشر مع الحكومة الشرعية مقابل شرط واحد    الشيخ بن بريك: علماء الإسلام عند موت أحد من رؤوس الضلال يحمدون الله    أذكروا محاسن موتاكم.. فتشنا لمحاسن "زنداني" ولم نجدها    كيف علقت حركة ''حماس'' على رحيل الشيخ الزنداني    القبض على مقيم يمني في السعودية بسبب محادثة .. شاهد ما قاله عن ''محمد بن سلمان'' (فيديو)    لابورتا بعد بيان ناري: في هذه الحالة سنطلب إعادة الكلاسيكو    انقطاع الشريان الوحيد المؤدي إلى مدينة تعز بسبب السيول وتضرر عدد من السيارات (صور)    السعودية تضع اشتراطات صارمة للسماح بدخول الحجاج إلى أراضيها هذا العام    مكان وموعد تشييع جثمان الشيخ عبدالمجيد الزنداني    شبام يستعد توازنة أمام التعاون بالعقاد في البطولة الرمضانية لكرة السلة بحضرموت    قيادي حوثي يقتحم قاعة الأختبارات بإحدى الكليات بجامعة ذمار ويطرد الطلاب    التضامن يقترب من حسم بطاقة الصعود الثانية بفوز كبير على سمعون    مؤسسة دغسان تحمل أربع جهات حكومية بينها الأمن والمخابرات مسؤلية إدخال المبيدات السامة (وثائق)    ميلشيا الحوثي تشن حملة اعتقالات غير معلنة بصنعاء ومصادر تكشف السبب الصادم!    برئاسة القاضية سوسن الحوثي .. محاكمة صورية بصنعاء لقضية المبيدات السامة المتورط فيها اكثر من 25 متهم    دعاء مستجاب لكل شيء    الحوثيون يستجيبون لوساطة قبلية للسماح بإقامة مراسيم الدفن والعزاء للزنداني بصنعاء    في اليوم ال 199 لحرب الإبادة الإسرائيلية على غزة.. 34151 شهيدًا ونحو 77084 جريحا    حزب الرشاد يعزي في وفاة الشيخ الزنداني عضو الهيئة العليا للإصلاح    - عاجل محكمة الاموال العامة برئاسة القاضية سوسن الحوثي تحاكم دغسان وعدد من التجار اليوم الثلاثاء بعد نشر الاوراق الاسبوع الماضي لاستدعاء المحكمة لهم عام2014ا وتجميدها    رئيس مجلس القيادة: برحيل الشيخ الزنداني خسرت الأمة مناضلاً جمهورياً كبيراً    ديزل النجاة يُعيد عدن إلى الحياة    الكشف عن علاقة الشيخ الراحل "عبدالمجيد الزنداني" مع الحوثيين    الزنداني كقائد جمهوري وفارس جماهيري    عودة الزحام لمنفذ الوديعة.. أزمة تتكرر مع كل موسم    رئاسة الجمهورية تنعي الشيخ عبدالمجيد الزنداني وتشيد بدوره في مقارعة النظام الإمامي    غضب المعلمين الجنوبيين.. انتفاضة مستمرة بحثا عن حقوق مشروعة    وزير الصحة يشارك في اجتماعات نشاط التقييم الذاتي لبرنامج التحصين بالقاهرة    ماني يتوج بجائزة الافضل في الجولة ال 28 من دوري روشن السعودي    من هو الشيخ عبدالمجيد الزنداني.. سيرة ذاتية    الأمانة العامة لمجلس وزراء الداخلية العرب تحتفل باليوم العربي للتوعية بآلام ومآسي ضحايا الأعمال الإرهابية    الامين العام للحزب الاشتراكي اليمني يبعث برقية عزاء ومواساة الى اللواء احمد عبدالله تركي محافظ محافظة لحج بوفاة نجله مميز    «كاك بنك» يكرم شركة المفلحي للصرافة تقديراً لشراكتها المتميزة في صرف الحوالات الصادرة عبر منتج كاك حوالة    تراجع هجمات الحوثيين بالبحر الأحمر.. "كمل امكذب"!!    راتكليف يطلب من جماهير اليونايتد المزيد من الصبر    مجازر صباحية وسط قطاع غزة تخلف عشرات الشهداء والجرحى    مستشار الرئيس الزبيدي: مصفاة نفط خاصة في شبوة مطلبا عادلًا وحقا مشروعا    ارتفاع الوفيات الناجمة عن السيول في حضرموت والمهرة    انخفاض أسعار الذهب مع انحسار التوترات في الشرق الأوسط    ريال مدريد يقتنص فوزا ثمينا على برشلونة في "كلاسيكو مثير"    مع الوثائق عملا بحق الرد    لماذا يشجع معظم اليمنيين فريق (البرشا)؟    الزنداني يكذب على العالم باكتشاف علاج للإيدز ويرفض نشر معلوماته    الدعاء موقوف بين السماء والأرض حتى تفعل هذا الأمر    فاسكيز يقود ريال مدريد لحسم الكلاسيكو امام برشلونة    الحكومة تطالب بإدانة دولية لجريمة إغراق الحوثيين مناطق سيطرتهم بالمبيدات القاتلة    النقد الدولي: ارتفاع الطلب الأميركي يحفز النمو العالمي    المواصفات والمقاييس تختتم برنامج التدريب على كفاءة الطاقة بالتعاون مع هيئة التقييس الخليجي    الأهداف التعليمية والتربوية في قصص القاضي العمراني (1)    لحظة يازمن    بعد الهجمة الواسعة.. مسؤول سابق يعلق على عودة الفنان حسين محب إلى صنعاء    المساح واستيقاف الزمن    - عاجل فنان اليمن الكبير ايواب طارش يدخل غرفة العمليات اقرا السبب    وفاة الاديب والكاتب الصحفي محمد المساح    الممثل صلاح الوافي : أزمة اليمن أثرت إيجابًا على الدراما (حوار)    تصحيح التراث الشرعي (24).. ماذا فعلت المذاهب الفقهية وأتباعها؟    وزارة الأوقاف تعلن صدور أول تأشيرة لحجاج اليمن لموسم 1445ه    







شكرا على الإبلاغ!
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.



الصحافة اليوم 26-6-2014: عملية أمنية استباقية للامن العام تجنب لبنان الاسوء

ركزت الصحف اللبنانية الصادرة صباح اليوم الخميس في بيروت في 26-6-2014 الحديث عن التطورات الامنية الخيرة فبعد ملاحقة قوى الامن الانتحاري في صوفر وإجباره على تفجير نفسه في ضهر البيدر، وبعد اشتباه عنصري "الأمن العام" بسيارة الطيونة ما دفع سائقها الى تفجير نفسه... ها هو "الأمن العام" أيضا يوجّه ضربة وقائية إلى خليّة إرهابية "داعشية"، تضم سعوديين وشخصاً ثالثاً مجهول الهوية، كانت تتخذ من فندق «دو روي» مقراً لها، فيما كانت مخابرات الجيش تعتقل، قبيل ساعات، خلية أخرى في بلدة القلمون الشمالية مكونة من خمسة أشخاص، كانت تستعد لاغتيال أحد ضباط "الأمن العام"، دولياً، تحدثت الصحف عن التطورات العسكرية والسياسية الاخير للازمتين العراقية والسورية.
السفير
الأمن الاستباقي: «خلية القلمون» تسقط.. واعتماد «المعاملة بالمثل»
«داعشيان» سعوديان يتفجران.. في بيروت
لينا فخر الدين
بداية جولتنا مع صحيفة "السفير" التي كتبت تقول "لبنان بلا رئيس للجمهورية لليوم الثالث والثلاثين على التوالي.
جولة أخرى ربحها الأمن اللبناني في مواجهة الإرهاب.
ضربتان استباقيتان في يوم واحد، منعتا وقوع الأسوأ وحقنتا الكثير من الدماء التي كان يمكن أن تسيل في أكثر من مكان، وخصوصاً في أحد أكبر مطاعم وفنادق العاصمة اللبنانية.
بعد ملاحقة قوى الامن الانتحاري في صوفر وإجباره على تفجير نفسه في ضهر البيدر، وبعد اشتباه عنصري «الأمن العام» بسيارة الطيونة ما دفع سائقها الى تفجير نفسه... ها هو «الأمن العام» أيضا يوجّه ضربة وقائية إلى خليّة إرهابية «داعشية»، تضم سعوديين وشخصاً ثالثاً مجهول الهوية، كانت تتخذ من فندق «دو روي» مقراً لها، فيما كانت مخابرات الجيش تعتقل، قبيل ساعات، خلية أخرى في بلدة القلمون الشمالية مكونة من خمسة أشخاص، كانت تستعد لاغتيال أحد ضباط «الأمن العام».
وإذا كان تدفق الانتحاريين خلال الأيام الماضية، يؤشّر الى قرار بتصعيد العمليات الإرهابية، فإن الأمن السياسي الذي تجسّده الحكومة الحالية ونجاح الأجهزة العسكرية والأمنية في عرقلة سير الانتحاريين وإجبارهم على تحوير وجهتهم كما حصل في ضهر البيدر والطيونة، أو ضبطهم بالجرم المشهود كما جرى في الروشة، إنما يؤشر بدوره الى حصانة سياسية وجهوزية أمنية عالية خصوصاً على صعيد جمع المعلومات والتحرك الميداني، بحيث يمكن القول إن المبادرة على الأرض لا تزال في أيدي الأمن اللبناني، والشبكات الإرهابية تتهاوى كأحجار «الدومينو».
رصد الخلية لأسبوع كامل
في التفاصيل، أن الأمن العام بدأ برصد خلية «دو روي» الروشة الإرهابية المؤلفة من 3 عناصر(سعوديان في العقد الثاني من العمر هما علي بن ابراهيم بن علي السويني وعبد الرحمن بن ناصر بن عبد الرحمن الشقيفي وشخص ثالث) على مدى أسبوع كامل وتمكن من جمع ملف أمني كامل يؤكّد علاقتهم بتنظيم «داعش».
تلقت الخليّة، أمس، أمراً بتنفيذ هجوم انتحاري مزدوج عبر تفجير انتحاريين مجهّزين بأحزمة ناسفة نفسيهما داخل أحد أكبر المطاعم في بيروت (ومن ضمنه فندق كبير) خلال وقت الذروة ووجود أكبر عدد من مرتادي المطعم، أي خلال متابعة مشاهدة إحدى مباريات «المونديال».
وبعد عمليّة الرصد، جهّزت «قوات النخبة» في الأمن العام نفسها لدهم الفندق في الروشة بثيابٍ مدنيّة، بإشراف مباشر من اللواء عباس ابراهيم. تولّت مجموعات عدة المهام، من رصد الفندق من بعيد، الى التحكم ببعض الطرق المؤدية إليه، وصولاً الى قيام مجموعة باحكام الطوق على مداخل الفندق البيروتي الواقع قبالة السفارة السعودية ومقر تلفزيون «المستقبل» سابقاً في الروشة.
وفي الوقت نفسه، توجهت مجموعة من «النخبة» إلى الطبقة الرابعة، وكانت قد تبلغت أن هناك أكثر من انتحاري في الغرفة نفسها... والمطلوب اقتحام المكان حتى يحول عنصر المباغتة دون جعلهما يستخدمان الأحزمة التي بحوزتهما. وفي الساعة الصفر، اقتحمت المجموعة الغرفة، فسارع الإرهابي السعودي الشقيفي إلى رمي حزامه الناسف في وجههم، ليسقط هو قتيلا قبل أن تحترق جثته بالكامل لاحقاً، كما سقط ثلاثة جرحى من عناصر الأمن العام فوراً وهم هيثم وهبي وطارق الضيقة وأسامة حجازي، فيما تولت مجموعة أخرى اقتحام الغرفة، ولاحظت أن شخصاً اندفع فوراً نحو شرفة الغرفة لرمي نفسه من الشرفة، وآثار الحريق وبعض الجروح جليّة على جسمه، غير أن سرعة المجموعة وإرباك الإرهابي (السويني) حالا دون فراره.
في المحصلة، قتل انتحاري نتيجة الانفجار والحريق الذي اندلع داخل الغرفة، وألقي القبض على الإرهابي الآخر الذي نقل إلى سجن الأمن العام في محلة المتحف، حيث أخضع للعلاج، وتبين أن حروقه غير خطيرة، وبدأت التحقيقات ليلا معه، وأكد خلالها وجود شخص ثالث ينتمي الى المجموعة نفسها استطاع الهروب، لكن لم يعرف ما اذا كان ذلك قد حصل بالصدفة أو بالتزامن مع عمليّة الدهم.
وجرت عملية مداهمة لعدد من الغرف، فضلاً عن تفتيش غرفة «الداعشيين» السعوديين، وعثر فيها على حقيبة من المتفجّرات التي صادرها الأمن العام.
وفيما كان اللواء ابراهيم يتفقد جرحى الأمن العام في مستشفى الجامعة الأميركية، ووزير الداخلية نهاد المشنوق يزور مسرح العملية الأمنية الاستباقية في الروشة، اتصل رئيس الحكومة تمام سلام باللواء ابراهيم منوّهاً بإنجاز الأمن العام، ومتمنياً الشفاء العاجل للجرحى.
فرض التأشيرة على الخليجيين
وعلمت «السفير» أن مجلس الوزراء سيقرّ، اليوم، سلسلة إجراءات عند الحدود البرية والبحرية وكذلك في مطار بيروت، وخصوصاً لجهة إلزام الخليجيين بالحصول على التأشيرة اللبنانية مسبقاً، وليس مباشرة من مطار بيروت، وذلك على قاعدة «المعاملة بالمثل»، وذلك بما يقطع الطريق على أية تسهيلات محتملة لدخول إرهابيين الى بيروت من جهة، وبما يشكل ضمانة أمنية للبنانيين وضيوفهم الراغبين بزيارة لبنان من جهة ثانية.
يذكر أن فرق الدفاع المدني وفوج الإطفاء عملت لأكثر من ساعتين على إخماد الحريق الذي اندلع وتمدّد داخل الطبقة الرابعة من فندق «دو روي»، فيما تجمهر عشرات الإعلاميين والصحافيين والمصورين وسيارات النقل المباشر على بعد أمتار من الفندق، محاولين التقاط المعلومات القليلة التي يخرج بها ضباط من القوى الأمنيّة الذين منعوا المدنيين من الاقتراب من المكان.
وحتى ساعة متأخرة من ليل أمس، كانت مجموعات من «النخبة» في الأمن العام والجيش و«المعلومات» تنفّذ سلسلة من المداهمات في عدد من فنادق العاصمة والضواحي الجنوبية (مثل «ماريوت» سابقا و«الساحة» وغيرهما)، في ظل معلومات عن احتمال وجود الانتحاري الثالث الذي تمكن من الفرار في أحد هذه الأماكن.
وقال مصدر أمني ل«السفير» إنه حتى ساعة متأخرة من ليل أمس، تم القبض على مجموعة لا تتجاوز أصابع اليد الواحدة بينها سعودي وسوريان من المشتبه بهم.
خليّة القلمون
في سياق أمني متصل، تمكنت مخابرات الجيش من توقيف خليّة إرهابية في بلدة القلمون، مؤلفة من خمسة أشخاص، كانت تخطط لاغتيال رئيس شعبة المعلومات في الأمن العام في الشمال المقدم خطار ناصر الدين الذي كان موضع رصد من قبل مجموعات إرهابية منذ أربعة أشهر، ما اقتضى اتخاذ تدابير وقائية، بينها تزويده بسيارة مصفّحة وتعديل خطة تنقّله بشكل دوري.
ووفق المعلومات، يُشتبه بأن يكون الموقوفون على علاقة ب«كتائب عبد الله عزام»، وبأن تكون هناك رابطة نسب لأحدهم مع أبو سليمان المهاجر الذي كان قائداً لموقع قلعة الحصن في حمص قبل أن يسقط في يد الجيش السوري، ولا يزال مصيره مجهولاً منذ ذلك الحين.
وأشارت المعلومات الى أن الموقوفين كانوا قد قطعوا شوطاً كبيراً في التحضير لعملية الاغتيال، وأنهم كانوا ينتظرون تحديد الساعة صفر لتنفيذها، في أحد أزقّة بلدة القلمون الضيّقة.
المالكي يرفض «حكومة الإنقاذ».. وحقول النفط بين كرّ وفرّ
حرب «داعش» ترسم تحالفات إقليمية ضمنية
حالة تأهب قصوى تتطور ملامحها بين دول المنطقة منذ بدء تمدد تنظيم «الدولة الإسلامية في العراق والشام» - «داعش» في الأراضي العراقية وتهديده الحدود الغربية للبلاد، حيث بدا أنّ حرباً سورية عراقية مشتركة انطلقت في الأيام الماضية لمواجهة خطر اهتزاز الحدود بين البلدين، وسط تحذير أميركي صريح من التداعيات، ورفع مستوى الجاهزية في الدول المجاورة.
وفي هذا الوقت، كان رئيس الوزراء العراقي نوري المالكي، وبعد يوم على مغادرة وزير الخارجية الأميركي جون كيري البلاد، يرسم حدوداً دستورية لأي حل داخلي للأزمة، حيث قال إنّ «الدعوة إلى تشكيل حكومة إنقاذ وطني تمثل انقلاباً على الدستور والعملية السياسية»، واضعاً أرضية مشتركة لانطلاق العملية السياسية من جديد من خلال البناء على نتائج الانتخابات النيابية الأخيرة. وأضاف أنّ «ما يردده المتمردون على الدستور برفض الحديث عن العراق ما قبل نينوى وأنه يختلف عن عراق ما بعد نينوى تقسيم خاطئ لا يعبر عن أدنى مسؤولية وطنية وهو محاولة لاستغلال ما تتعرض له البلاد من هجمة إرهابية لتحقيق مكاسب سياسة فئوية ضيقة».
وفي ما له علاقة بالتطورات الأمنية في العراق، فقد كان بارزاً خلال الساعات الماضية جرس الإنذار الذي أطلقه «داعش» بُعيد سيطرته على عدد من المعابر الحدودية بين العراق وسوريا، إضافة إلى استيلائه على مدينة الرطبة الاستراتيجية، الواقعة في مثلث يضمّ الحدود السورية والأردنية والسعودية.
وبحسب مصادر سورية مطلعة تحدثت ل«السفير»، لم ينتظر السوريون تبلور أي وجهة سياسية إقليمية أو دولية للمبادرة لاحتواء تقدم «داعش» باتجاه الغرب العراقي والأردن. وبالتالي بدا أنّ الطيران السوري في سماء العراق، وعلى مقربة من الأردن، لاعب رئيس في «تحالف الأمر الواقع» لاحتواء «داعش»، من خلال الحرب التي يخوضها انطلاقاً من مطارات الشرق السوري، ضد أرتال أبو بكر البغدادي، في جبهة عراقية - سورية، وربما أردنية، مشتركة وحدتها غزوة الموصل. وتقول مصادر سورية رفيعة إنّ الطيران السوري، لم يتوقف في الأيام الأخيرة عن توجيه ضربات في قلب العراق، أبعد من المناطق الحدودية او المعابر التي تفصله عن العراق في القائم وغيرها متطابقاً مع استراتيجية «داعش» نفسها. وقال المصدر السوري إنّ الوقت يداهم الجميع في المنطقة، ولا بدّ من التحرك بسرعة لوقف تقدّم «داعش»، ولن ننتظر أحداً لكي نباشر العمليات.
لكن وزارة الإعلام السورية نفت بشدة أمس، التقارير عن قصف للطيران السوري داخل الحدود العراقية، مؤكدة أن «هذا الخبر عار من الصحة شكلاً ومضموناً».
عموماً، فقد ترافقت هذه التطورات مع تطور آخر مثير وغير متوقع، حيث سلّم أمراء «جبهة النصرة» مفاتيح مدينة البوكمال في ريف دير الزور، إلى خصمهم اللدود تنظيم «داعش» بعدما قدّموا البيعة لأميره أبي بكر البغدادي. وتتيح السيطرة على البوكمال تحقيق حلم طالما راود قيادة «داعش»، وهو الربط بين الأراضي التي يسيطر عليها بين العراق وسوريا، والتحكم بالمعابر في ما بينها، الأمر الذي يمنحه إمكانيات واسعة لاستخدام خطوط الإمداد بين البلدين جيئة وذهاباً، لاسيما في ظل المعارك التي يخوضها حالياً على طرفي الحدود. ويشار إلى أن «داعش» سبق أن سيطر نهاية الأسبوع الماضي على بلدة القائم في العراق المقابلة لدير الزور. وعلى الجهة المقابلة، وبرغم تأكيد قائد قوات حرس الحدود الأردني العميد الركن صابر المهايرة أنّ قوات بلاده قادرة على تأمين حدودها مع العراق من «أي اعتداء»، فإنّ إشارات «تحالف الأمر الواقع» بدأت تلوح في الأفق. ونقلت وكالة «اسوشييتد برس» عن مسؤول عراقي حديثه عن أنّ الدول المجاورة للعراق الأردن والكويت والسعودية وتركيا تعزز طلعاتها الجوية ضمن امتدادها الجوي بهدف مراقبة الأوضاع. وأكد المسؤول أنّ طائرات سورية استهدفت مواقع لمسلحين بالقرب من مدينة القائم الحدودية، بينما تحدث مسؤولون أميركيون أنّ طائرات من دون طيار إيرانية تقوم بطلعات جوية في الأجواء العراقية.
وأفادت صحيفة «نيويورك تايمز»، أمس، أن إيران نشرت سراً طائرات مراقبة من دون طيار في العراق حيث ترسل أيضاً معدات عسكرية جواً لمساعدة بغداد في معركتها. وقالت الصحيفة على موقعها الالكتروني نقلاً عن مسؤولين أميركيين رفضوا الكشف عن أسمائهم إن «اسطولاً صغيراً» من طائرات «ابابيل» من دون طيار نشر في «قاعدة الرشيد» الجوية قرب بغداد. وطائرات ابابيل بدون طيار صنعت في ايران ومخصصة للمراقبة فقط وليست مجهزة بأسلحة.
ووسط هذه التطورات حذّر وزير الخارجية الأميركي جون كيري دول الشرق الأوسط، أمس، من اتخاذ خطوات عسكرية في العراق. وقال كيري في بروكسل، خلال اجتماع لوزراء خارجية «حلف شمال الأطلسي»، «لقد كنا واضحين مع كل طرف في المنطقة حيال أننا لا نريد أن يقع أي شيء من شأنه إثارة الانقسامات الطائفية». وأضاف أنه على بغداد اتخاذ خطوات تضمن جاهزية الجيش العراقي للدفاع عن البلاد من دون الاعتماد على قوى خارجية.
وكان كيري حاول خلال لقاء إعلامي في بروكسل التملص من الرد على سؤال بشأن ما ورد على لسان المالكي، وقال إنه ليس واثقاً «بدقة مما رفضه او مما تحدث عنه» رئيس الوزراء العراقي. وفي هذا الصدد، اعتبرت المتحدثة باسم الخارجية الأميركية ماري هارف أنّ تصريحات المالكي «أسيئت ترجمتها». وأضافت أن المالكي «تعهّد بوضوح بإنهاء العملية الانتخابية وجمع البرلمان الجديد والتقدم في العملية الدستورية باتجاه تشكيل حكومة». وبالنسبة للمتحدثة وللعديد من المسؤولين الأميركيين فإنّ هذه التصريحات «تتفق مع الالتزامات التي تعهّد بها لدى وزير الخارجية والتي نأمل بقوة أن تتم».
وفي إشارة أخرى إلى حالة الطوارئ التي باتت تعيشها المنطقة، أعلن كيري أنه سيزور السعودية يوم غد لإجراء محادثات مع الملك السعودي عبد الله بن عبد العزيز بشأن الأزمة في العراق. وعلى هامش محادثات «حلف شمال الأطلسي» في بروكسل، أعلن كيري إضافة السعودية إلى جولته الحالية السريعة في المنطقة. وقال، في مؤتمر صحافي، إنّ «الرئيس (باراك) اوباما طلب مني كذلك التوجه إلى السعودية الجمعة (يوم غد) للقاء جلالة الملك عبد الله لمناقشة القضايا الإقليمية، ومن بينها بالتأكيد الوضع في العراق». وأضاف أنه سيناقش في السعودية «كيفية مواجهة التهديد الذي يشكله تنظيم الدولة الإسلامية في العراق والشام، إضافة إلى مناقشة دعمنا للمعارضة المعتدلة في سوريا». وقال «لا حاجة لتذكير أي منا بأنّ تهديداً في مكان بعيد يمكن أن يخلف تبعات مأساوية في بلادنا بطرق لا نتوقعها مطلقاً وفي الوقت الذي لا نتوقعه مطلقاً».
تطورات ميدانية
وفي تطورات عراقية أخرى، شكلت الحقول النفطية في محافظة صلاح الدين العنوان الأبرز خلال الساعات الأخيرة، حيث قال مصدر يعمل في موقع عجيل النفطي الذي يقع على بعد 30 كيلومتراً شرقي تكريت إن المسلحين المتشددين سيطروا، أمس، على الموقع الذي يضم ما لا يقل عن ثلاثة حقول نفطية صغيرة تنتج 28 ألف برميل يومياً. وأضاف المصدر أنّ العشائر المحلية تتولى مسؤولية حماية الحقول بعد انسحاب الشرطة، لكنهم غادروا الموقع أيضا بعدما سيطر المتشددون على بلدة العلم القريبة. ويرتبط موقع عجيل بأنبوبي نفط أحدهما يصل إلى ميناء جيهان التركي والآخر إلى مصفاة بيجي النفطية التي لا تزال تشهد قتالاً للسيطرة عليها.
وعرض التلفزيون العراقي لقطات لنقل تعزيزات جواً بطوافات لصد الهجوم على المصفاة التي تعد مجمعاً صناعياً استراتيجياً على بعد 200 كيلومتر شمالي بغداد. وقال زعماء عشائر محليون إنهم يتفاوضون مع كل من الحكومة ومع المقاتلين للسماح للعشائر بإدارة المصفاة إذا انسحبت القوات العراقية. وقال مسؤول في الحكومة إن بغداد تريد من العشائر أن تنأى بنفسها عن تنظيم «داعش» وعن فصائل مسلحة للمساعدة في الدفاع عن المجمع.
وتجري المعارك حول المصفاة منذ الأسبوع الماضي ولم يتضح الطرف المنتصر إلى الآن إذ تأرجح القتال بين الطرفين. وقال شهود ونائب رئيس بلدية يثرب إن اشتباكات دارت بين مسلحين - بينهم مقاتلون من تنظيم «الدولة الإسلامية» والعشائر المتحالفة معه - وبين القوات العراقية في البلدة التي تبعد نحو 90 كيلومتراً شمالي بغداد في ساعة مبكرة من صباح أمس.
من جهة أخرى، هاجم المسلحون المتطرفون خلال الساعات الماضية قاعدة عسكرية في قضاء بلد الواقع على بعد 70 كيلومتراً شمال بغداد، إلا أنّ القوات العراقية تمكنت من صد هجمات هؤلاء، بحسب ما أفادت مصادر أمنية أمس. وتعد قاعدة بلد العسكرية التي تشمل قاعدة جوية وكانت تسمى «قاعدة البكر» سابقاً، أحد المقار الرئيسية لقوات الجيش العراقي في محافظة صلاح الدين التي يسيطر مسلحون على مركزها ومناطق أخرى فيها.
بدورها، أعلنت وزارة الدفاع العراقية أنها بدأت فجر أمس «تطهير» الطريق بين بغداد ومدينة سامراء التي تضمّ مرقداً دينياً أدى تفجيره العام 2006 إلى اندلاع حرب طائفية قتل فيها الآلاف.
في موازاة ذلك، أكد المتحدث باسم مكتب القائد العام للقوات المسلحة الفريق قاسم عطا بدء الدفعة الأولى من المستشارين العسكريين الأميركيين اجتماعاتها مع «مختلف القيادات» العراقية، قائلاً «نأمل أن يكون هناك تدخل حقيقي» يوفر «مساعدة حقيقية للعراق». وكانت وزارة الدفاع الأميركية أعلنت، أمس الأول، أنّ الدفعة الأولى من المستشارين العسكريين الأميركيين البالغ عددهم الإجمالي 300 مستشار انتشرت في بغداد لمساعدة القوات العراقية في قتالها ضد المتطرفين.
في غضون ذلك، فجر عناصر ينتمون إلى تنظيم «داعش» حسينيتين في قريتين تركمانيتين في شمال العراق، بحسب ما أفاد مسوؤل تركماني محلي في المنطقة. وأوضح المسؤول أنّ «مسلحين من تنظيم داعش هاجموا مساء الثلاثاء (أمس الأول) قريتي شريخان والقبة التركمانيتين شمال الموصل وفجروا حسينيتين بعبوات ناسفة زرعت في محيطهما مما أسفر عن انهيارهما بشكل كامل»."
النهار
مواجهة بلا هوادة بين الأجهزة والانتحاريّين
ضربة استباقية ثالثة في بيروت والشمال
ومن جهتها، كتبت صحيفة "النهار" تقول "اتخذت المواجهة الشرسة والمفتوحة بين الاجهزة الامنية اللبنانية والمجموعات الارهابية أشد وجوهها التصعيدية امس في ظل جولة هي الثالثة في اقل من اسبوع سجلت خلالها الاجهزة الامنية ضربة استباقية للارهابيين ودفعت ثمنها ضريبة الشهادة. وكشفت هذه المواجهة عبر عملية دهم الامن العام فندق "دي روي" في منطقة الروشة حيث ضبط انتحاريين مستوى غير مسبوق في تعرض لبنان لنمط متغير من الاستهدافات الارهابية التي تسارعت بوتيرة اكثر كثافة من التجارب السابقة، اذ بدا لافتا ان ثلاثة ايام فقط فصلت بين حادث تفجير ضهر البيدر وحادث التفجير في شاتيلا، فيما حصل حادث الروشة بعد يومين من التفجير الثاني.
وأثارت الجولة الثالثة من المواجهة مخاوف من اتساع فصولها المتعاقبة وخصوصا في ظل التضييق الذي نجحت الاجهزة الامنية في فرضه على المشتبه فيهم وتعقبهم بلا هوادة وقت بدا واضحا ان الجهوزية القصوى للاجهزة تستند الى وفرة من المعلومات الاستخبارية الداخلية والاجنبية التي تملكها الاجهزة عن "فورة" بالغة الخطورة في رصد حركة مجموعات وخلايا ارهابية واستعداداتها لتنفيذ عمليات تفخيخ وتفجير واغتيالات. ولعل بروز دور الامن العام في العمليات الاخيرة كان مؤشرا اساسيا لحركة تعقب المشتبه فيهم من جنسيات مختلفة عبر حركة ترصد الدخول والخروج وتعقب المشبوهين، علما ان العامل البارز امس والذي اكتسب خطورة عالية تمثل في شمول المواجهة للمرة الثانية قطاع الفنادق مع ما يعنيه ذلك من تداعيات سلبية على هذا القطاع والموسم السياحي عموماً بدليل ان عددا لا يستهان به من رواد فنادق الروشة غادرها مساء امس عقب الحادث.
الجولة الثالثة شهدت اذاً مواجهة صاعقة بين مجموعة من رجال الامن العام وانتحاريين توافرت معلومات للامن العام عن وجودهما في فندق "دي روي" بالروشة من دون معلومات تفصيلية عن الهدف الذي كانا يعتزمان مهاجمته. وحصلت المواجهة لدى دهم المجموعة الامنية الفندق واقتحامها الغرفة التي كان الانتحاريان ينزلان فيها في الطبقة الثالثة، وما ان حصل الاقتحام حتى فجر احدهما نفسه بحزام ناسف أحدث انفجاراً قوياً وحريقاً في الطبقة الثالثة. لكن رجال الامن العام تمكنوا من توقيف رفيق الانتحاري الذي اصيب بجروح نتيجة الانفجار، كما ضبطوا من الغرفة حقيبة متفجرة بلغت زنتها سبعة كيلوغرامات وحزاماً ناسفاً. وتردد ان جنود الجيش وقوى الامن الداخلي الذين آزروا لاحقا الامن العام اوقفوا اشخاصا آخرين من جنسيات عربية. واصيب ثلاثة من مجموعة الامن العام بجروح في التفجير بينهم ضابط آمر المجموعة. كما ادى التفجير الى اصابة سبعة من نزلاء الفندق بجروح.
وافادت معلومات ان الانتحاري الذي فجر نفسه كان يحمل جواز سفر سعوديا باسم عبدالرحمن الحميقي وان الموقوف الثاني قيد التحقيق هو من آل السويني. وقالت السفارة السعودية في بيروت انه يجري التأكد من هوية الانتحاري، مشيرة الى ان التنسيق جار مع السلطات اللبنانية للتأكد من حقيقة ما أورده بعض وسائل الاعلام من ان الانتحاري سعودي، ذلك أن الهوية قد تكون مزورة. وقد تواصلت التحقيقات ليلا مع 11 من نزلاء الفندق وخمسة من الموظفين فيه. وصرح وزير الداخلية نهاد المشنوق لدى تفقده مكان التفجير بان الانتحاري كان ينوي تفجير نفسه في مكان آخر "لكن العملية التي قام بها الامن العام كانت استباقية". وقال ان الاجراءات التي تتخذها الاجهزة الامنية "تمنع الانتحاريين من تنفيذ عملياتهم وهذا امر كبير يجب تقديره للاجهزة كلها دون استثناء". وأصدرت المديرية العامة للامن العام بياناً عن الحادث جاء فيه انها "بالتنسيق مع الاجهزة العسكرية والامنية لن تتهاون في ملاحقة الارهابيين ولن تدخر جهدا لمنعهم من تنفيذ مخططاتهم في ضرب استقرار لبنان وجره الى الفتنة مهما بلغت التحديات والتضحيات".
اما في ردود الفعل السياسية، فبرز موقف الرئيس سعد الحريري الذي سارع الى ابداء "كل التضامن مع الاجهزة الامنية في مواجهة اوكار الارهاب". وقال عبر "تويتر": "المسلمون في لبنان براء من منتحلي الهوية الذين لا صفة ولا مذهب لهم سوى الارهاب وندعو القوى الامنية الى اعلى درجات التنسيق وضرب جيوب الارهاب أنّى كانت".
ويشار في هذا السياق الى انه قبل ساعات من حادث الروشة، أعلنت قيادة الجيش ان مديرية المخابرات أوقفت خلية ارهابية في منطقة القلمون كانت تخطط لاغتيال احد كبار الضباط الامنيين في الشمال وانها ماضية في اعمال الرصد والملاحقة لتوقيف سائر أفراد الخلية. واذ بلغ عدد الموقوفين من الخلية ستة، أفادت معلومات "النهار" ان الضابط المستهدف بتخطيط الخلية هو المسؤول عن الامن العام في منطقة الشمال النقيب خطار نصرالدين.
مجلس الوزراء
الى ذلك، علمت "النهار" أن جلسة مجلس الوزراء التي تحدد موعدها الحادية عشرة قبل ظهر اليوم، سبقها تأكيد من رئيس مجلس الوزراء تمام سلام للمتصلين به من الوزراء انه متمسك بشروع المجلس في درس جدول الأعمال الموزع على الوزراء. أما في ما يتعلق بمنهجية العمل فإنه، أي الرئيس سلام، لا مانع لديه ان يبدي أي وزير رغبته في الانضمام الى المجموعة التي سيناط بها توقيع ما يصدر عن الحكومة لكي يستجاب لرغبته. وشدد في الوقت نفسه على ممارسة صلاحياته. وأعلن أن كل اتصالاته مع جميع الأفرقاء المعنيين كانت ايجابية خلافاً لما يشاع عكس ذلك. أما في ما يتعلق بجواز طرح بنود من خارج جدول الأعمال، فقال الرئيس سلام إن الأمر منوط بالتوافق. وما لا يتفق عليه سيتم تجاوزه.
بكركي
كما علمت "النهار" من أوساط سفراء الدول الخمس الدائمة العضوية في مجلس الأمن الذين التقوا أمس في بكركي البطريرك الماروني الكاردينال مار بشارة بطرس الراعي، أن اللقاء هو رسالة من مجلس الأمن بأنه يريد رئيساً للبنان. وفي الوقت نفسه أكدت أوساط السفراء أن على اللبنانيين أنفسهم التوافق في ما بينهم لانجاز هذا الاستحقاق وعدم انتظار التطورات الخارجية لأن انتظارهم هذا سيطول. وتحدثت الأوساط نفسها عن اتصالات سيجريها المنسق الخاص للامم المتحدة في لبنان ديريك بلامبلي مع الاطراف الداخليين ومنهم مرشحون لرئاسة الجمهورية بغية مواكبة الاستحقاق الرئاسي والوقوف على آخر المعطيات المتصلة به.
غارات جويّة سورية داخل العراق وطلعات لطائرات إيرانية من دون طيّار
كيري يحذّر من تأجيج النزاع الطائفي ويزور السعودية غداً
بعد تقارير عن شن الطائرات السورية غارات داخل الاراضي العراقية وعن قيام طائرات ايرانية من دون طيار بطلعات استكشافية فوق العراق، حذر وزير الخارجية الاميركي جون كيري دول الشرق الاوسط من اتخاذ أية خطوات عسكرية من شأنها تصعيد الانقسام الطائفي في العراق، فيما أكد الاردن انه قادر على الدفاع عن حدوده في ضوء تمدد تنظيم "الدولة الاسلامية في العراق والشام" (داعش) الى الحدود العراقيةالاردنية، وتخوّفت تركيا من امتداد النزاع الى اراضيها.
وصرّح مسؤول عسكري عراقي بأن الطائرات السورية اغارت على مواقع ل"داعش" داخل المعبر الحدودي في مدينة القائم العراقية وقربه. واضاف ان جارات العراق، الاردن والكويت والمملكة العربية السعودية وتركيا، تعزز كلها الطلعات الاستكشافية في اجوائها لمراقبة الوضع.
ونقلت صحيفة "النيويورك تايمس" عن مسؤولين اميركيين طلبوا عدم ذكر اسمائهم ان "اسطولاً صغيراً" من طائرات "ابابيل" من دون طيار نشر في قاعدة الرشيد الجوية قرب بغداد.
وأفاد مسؤول أميركي، ان ايران أقامت جسراً جوياً نحو بغداد اذ تنظم يوميا رحلتين لنقل تجهيزات عسكرية وامدادات الى العراق. واضاف: "انها كمية كبيرة"، موضحاً انها "ليست بالضرورة أسلحة ثقيلة، لكنها ليست ايضاً مجرد أسلحة خفيفة وذخائر".
وأوردت الصحيفة معلومات مفادها ان ايران قد تكون حشدت عشر فرق من الجيش النظامي و"فيلق القدس" التابع للحرس الثوري "الباسدران" على الحدود العراقية كي تكون مستعدة للتحرك اذا صارت بغداد أو العتبات الشيعية المقدسة مهددة.
وأوضح مسؤولون أميركيون ان الغارات الجوية بدت كأنها من صنع حكومة الرئيس السوري بشار الاسد. وان الهدف كان "داعش".
وقال كيري خلال اجتماع لحلف شمال الاطلسي في بروكسيل: "لقد اوضحنا لكل واحد في المنطقة اننا لا نحتاج الى أي شيء يمكن ان يزيد الانقسامات الطائفية التي بلغت اصلاً ذروة من التصعيد". ورأى ان بغداد في حاجة الى اتخاذ خطوات لضمان قدرة القوات العراقية على الدفاع عن البلاد من دون الاعتماد على قوات خارجية.
وأعلن وزير الخارجية الاميركي انه سيزور السعودية غداً لاجراء محادثات مع العاهل السعودي الملك عبدالله بن عبدالعزيز في شأن الازمة في العراق. وقال انه سيشدد على "الضرورة الملحة" لمعالجة النزاع في العراق ويطلع المسؤولين السعوديين على نتائج زيارته لبغداد واربيل هذا الاسبوع. وكشف ان "الرئيس (الاميركي باراك) اوباما طلب مني كذلك التوجه الى السعودية الجمعة للقاء جلالة الملك عبدالله لمناقشة القضايا الاقليمية، ومنها بالتاكيد الوضع في العراق". واضاف انه سيناقش في السعودية "سبل مواجهة التهديد الذي يشكله تنظيم "الدولة الاسلامية في العراق والشام"، الى مناقشة دعمنا للمعارضة المعتدلة في سوريا... لا حاجة الى تذكير اي منا بان تهديدا في مكان بعيد يمكن ان يخلف تبعات مأسوية في بلادنا بطرق لا نتوقعها إطلاقاً وفي وقت لا نتوقعه إطلاقاً".
ومعلوم ان الاعلام السعودي قلل شأن دور "الدولة الاسلامية" التي تدرجها السعودية على قائمة المنظمات الارهابية، وابرز دور القبائل السنية وغيرها من الجماعات المسلحة في القتال في العراق.
وعلى هامش اجتماع حلف شمال الاطلسي، دعا وزير الخارجية التركي احمد داود اوغلو الذي التقى كيري، الى مزيد من التعاون لمواجهة تهديد الجهاديين والحرب الاهلية المستمرة في سوريا. وقال :"نحن نمر في عملية صعبة جداً في المناطق المجاورة لتركيا وفي منطقة البحر المتوسط والشرق الاوسط... حان الوقت لمزيد من التشاور والعمل معا كحليفين استراتيجيين".
ووصف كيري تركيا بأنها "شريك مهم من جوانب عدة، لكنها مهمة خصوصاً نظرا الى ما يحصل في سوريا والان في العراق مع وجود تنظيم داعش".
وقال الامين العام لحلف شمال الاطلسي اندرس فوغ راسموسن في محادثات مع وزراء الخارجية لدول الحلف ال28: "اطمئنكم الى ان الحلفاء يقفون معا في تضامن ووحدة، ونحن نركز على توفير الدفاع الفعال والحماية لجميع حلفائنا بما فيهم تركيا". واضاف: "لن نتردد في اتخاذ الخطوات الضرورية لضمان توفير مثل هذه الحماية الدفاعية الفعالة لتركيا".
ويحتجز مسلحون من "داعش" 49 مواطنا تركيا بعد خطفهم من القنصلية التركية في مدينة الموصل العراقية التي سيطر عليها التنظيم الاصولي قبل اسبوعين. كما خطف التنظيم الذي ادرجته تركيا على قائمة المنظمات الارهابية مطلع حزيران 31 تركيا من سائقي الشاحنات.
"النصرة" بايعت "داعش" في البوكمال السورية
سفينة أميركية أبحرت لتدمير الكيميائية
أفاد "المرصد السوري لحقوق الانسان" الذي يتخذ لندن مقراً له وموقع يستخدمه الإسلاميون على الانترنت، أن "جبهة النصرة" التي تعتبر جناح "القاعدة" في سوريا بايعت تنظيم "الدولة الإسلامية في العراق والشام" (داعش) المنافس لها، في مدينة البوكمال السورية الحدودية في محافظة دير الزور، الأمر الذي سيعزز سيطرة هذا التنظيم على جانبي الحدود بين العراق وسوريا.
ونشر مستخدمو موقع "تويتر" للتواصل الاجتماعي صورة تظهر زعيم "جبهة النصرة" في البوكمال ابو يوسف المصري وهو يبايع أحد المقاتلين البارزين من "الدولة الإسلامية".
وقال مدير المرصد رامي عبد الرحمن إن ما حصل له أهمية كبيرة نظراً الى قوة "جبهة النصرة" في البوكمال. وأضاف أنه لا يستطيع أن يقول إن "داعش" يسيطر على البوكمال، لكنه يستطيع تأكيد وجوده في المدينة.
وكشفت مصادر قيادية في "الجيش السوري الحر" أن مسلحين من "داعش" يستعدون للهجوم على البوكمال. وقالت "إنهم رصدوا حشودا مسلحة من تنظيم داعش على الحدود من الجانب العراقي، في ما يبدو أنه استعدادات للتقدم نحو مدينة البوكمال على الجانب السوري". وأضافت أن هذه التطورات تأتي في موازاة حركة نزوح كثيفة من منطقة القائم في اتجاه البوكمال الحدودية، وذلك في ضوء الاشتباكات في المنطقة الواقعة جنوب نهر الفرات من مدينة القائم".
من جهة أخرى، أعلنت وزارة الدفاع الأميركية "البنتاغون" أن السفينة "كيب راي" المجهزة لتدمير الأسلحة الكيميائية السورية غادرت ميناء روتا الإسباني في طريقها إلى إيطاليا لبدء عملية تدمير المواد الكيميائية السورية في المياه الدولية.
وقال الناطق باسم "البنتاغون" جون كيربي في بيان إنه من المقرر أن ترسو "كيب راي" في ميناء جيويا تاورو الإيطالي حيث ستنقل الأسلحة الكيميائية السورية المعلن عنها من السفينة الدانماركية إلى السفينة الأميركية الأمر الذي سيستغرق بضعة أيام، ثم تتوجه "كيب راي" في ما بعد الى المياه الدولية للبدء بتدمير المواد الكيميائية السورية في عرض البحر المتوسط. وأكد أن العملية ستتم بطريقة آمنة ولا تنطوي على أية مخاطر للبيئة.
ويذكر أن منظمة حظر الأسلحة الكيميائية المشرفة على نقل الأسلحة إلى خارج الأراضي السورية كانت قد أعلنت الاثنين عن تسليم سوريا ما تبقى من المواد الكيميائية المعلن عنها تمهيدا لتدميرها."
الاخبار
الأمن العام يضرب مجدداً: قتل انتحاري واعتقال آخر
مطاردة أمنية لخلايا إرهابية من الشمال إلى فنادق بيروت والضاحية
وبدورها، أشارت صحيفة الاخبار الى أن "على بُعد أمتار قليلة من السفارة السعودية، تناثرت أشلاء انتحاري سعودي فجّر نفسه للحؤول دون تمكّن الأمن العام اللبناني من توقيفه. ورغم «طفرة» الانتحاريين غير المسبوقة، إلا أن خلاياهم الإرهابية بدأت تتساقط واحدة تلو الأخرى . هكذا، أثمرت المعطيات التي حصلت عليها الأجهزة الأمنية من الاستخبارات الألمانية والأميركية إنجازات ميدانية سريعة.
بعد توقيف المشتبه فيه الفرنسي (من أصول عربية) الذي كان يستعد لتنفيذ عملية انتحارية، تسارعت الأحداث بعد تفجيري ضهر البيدر والطيونة الانتحاريين. وتتالت ضربات الأجهزة الأمنية للخلايا الإرهابية التي يبدو بعضها مرتبطاً ببعض. فقُبِض بداية على المجموعة التي كانت تُعد لاغتيال أحد أبرز ضباط الأمن العام في الشمال المقدّم خطار نصر الدين، بعدما سبقتها جملة توقيفات في الشمال.
أمس، كانت العملية الأمنية النوعية التي قام بها الأمن العام، حيث تمكّن عناصره من إحباط عملية انتحارية قبل تنفيذها. سُجّل لهذا الجهاز الصاعد جُهدٌ فردي غير مسبوق. فقد تمكن عناصره وضباطه، بقدرات ذاتية، وبعد مقاطعة معطيات أمنية توافرت لديهم مع تلك المتوافرة من «داتا الفنادق» والنزلاء فيها، من تحديد عدد من المشتبه فيهم الذين ينزلون في عدد من فنادق بيروت. وأمكن «شعبة المعلومات» في الأمن العام اكتشاف خيط يربط بين هذه المجموعات. وبين المشتبه فيهم، كان السعوديان عبد الرحمن بن ناصر بن عبد الرحمن الشنيفي (مواليد 1995) وعلي بن ابراهيم بن علي الثويني (مواليد 1994).
بعد التثبت من المعطيات، دهمت قوة من الأمن العام، قوامها ستة أفراد بإمرة نقيب، فندق «دي روي» في محلة الروشة لتوقيف السعوديين واقتيادهما للتحقيق. وعلمت «الأخبار» أن الضابط ورتيبين صعدوا إلى غرفة المشتبه فيه، فيما انتظر الثلاثة الآخرون في الأسفل. ولم تكد تمر دقائق على صعودهم بالمصعد حتى دوّى انفجار ضخم سبّب إحراق الطبقة بأكمله وأدى إلى إصابة كل من النقيب ط. ض. والرتيبين أ. ح. وه. و.، إصابة أحدهم خطرة، ليتبين أن المشتبه فيه كان يحمل حزاماً ناسفاً، وقد عمد الى تفجيره بمجرّد أن طرق أحد العناصر الباب. كذلك أصيب سبعة مدنيين، كان بعضهم يؤازر القوة المداهمة والآخرون نزلاء في الفندق.
وبحسب المعلومات، لم يحصل أي اشتباك، ما طرح أكثر من تساؤل بشأن تواطؤ أحد الموجودين في الفندق مع الانتحاري. وعلى الأثر، تمكن العناصر الثلاثة الباقون من توقيف المطلوب السعودي الثاني الذي كان يحاول أن يلوذ بالفرار. وتحدّثت معلومات امنية عن مغادرة شابين مجهولين للفندق قبل دقائق من وصول الدورية.
في موازاة ذلك، دهمت قوة من استخبارات الجيش والأمن العام ثلاثة فنادق في الروشة وكراكاس. وأشارت المعلومات إلى أنه تم توقيف مشتبه فيهما سوري وسعودي. كذلك نفّذ عناصر الأمن العام عمليات دهم في فندق غاليريا (بئر حسن) حيث أوقف مشتبه فيه سعودي، فيما دُهم فندق الساحة في الضاحية الجنوبية بحثاً عن مطلوبين يُشتبه في أنهم نزلاء فيه.
أما بشأن ارتباطات الموقوفين، فترجّح المعلومات ضلوع كل من تنظيمي «كتائب عبدالله عزام» و«الدولة الإسلامية في العراق والشام» (داعش) في التخطيط لهذه العمليات. ورغم أن التحقيقات لم تجزم بوجود الارتباط بعد، لكن التقدير بوجود «أمر عمليات» يقف خلف اندفاع هذه المجموعات واستقدام انتحاريين من الخارج لتنفيذ عمليات أمنية ضد أهداف مدنية.
وقالت مصادر امنية ل«الأخبار» إنه لا وجود لأي رابط واضح بين موقوف فندق نابليون في الحمرا، وبين عملية الروشة امس. كذلك لم يتضح وجود أي رابط بعد بين العمليتين وبين تفجيري ضهر البيدر والطيونة. وقال مسؤول أمني بارز: «نرجّح ان يكون انتحاري ضهر البيدر قد انتظر انتحاري الطيونة في منطقة صوفر. ولما انكشف أمر الأول، ولاحقه الدرك، توجه الى البقاع بدلاً من بيروت، إلى ان وقع التفجير على حاجز الامن الداخلي». وتحدّثت المصادر عن ترجيحها أنّ الانتحاريين كانا متجهين إلى بيروت لتنفيذ عملية مزدوجة مثل عمليتي السفارة الإيرانية والمستشارية الثقافية الإيرانية.
ومساء امس أصدر الأمن العام بياناً اكد فيه عدم «التهاون في ملاحقة الإرهابيين ومنعهم من تنفيذ مخططاتهم»، موضحاً أنه «في إطار الجهود التي تقوم بها المديرية العامة للأمن العام في مكافحة الإرهاب، وبعد عمليات استقصاء ومتابعة قام بها مكتب شؤون المعلومات في المديرية، أدت إلى رصد شخصين موجودين في فندق «دو روي» يشتبه في تحضيرهما لعمليات تفجير إرهابية، قامت مجموعة من قوات النخبة في الأمن العام بدهم الفندق. ولدى وصول عناصر المجموعة إلى باب الغرفة حيث يقيم المشتبه فيهما داخلها، قام أحدهما بتفجير نفسه بحزام ناسف، ما أدى إلى مقتله وجرح ثلاثة عناصر من المجموعة نقلوا إلى مستشفى الجامعة الأميركية في بيروت للعلاج، فيما أُوقف المشتبه فيه الثاني، الذي كان معه في الغرفة نفسها، وقد أُصيب بحروق جراء التفجير، حيث نقل إلى المستشفى للعلاج، وهو يخضع للتحقيق بإشراف القضاء المختص».
السيرك التلفزيوني الطويل
يشكو الزملاء الصحافيون في كل مرة من الملاحظات التي تبديها الصحافة المكتوبة تجاه التغطيات التلفزيونية المباشرة في أوقات الأزمات، لكن ما حصل أمس فاق ما كان يجري سابقاً بسبب خطورة الأوضاع ودقتها. ونكتفي بهذه الملاحظات:
بدأ نهار أمس مع مقابلة مطولة على المؤسسة اللبنانية للإرسال مع النائب خالد ضاهر الذي لم يوفر عبارة إلا استهدف بها الجيش اللبناني وانتهى بمقابلة مع الشيخ سالم الرافعي عبر تلفزيون المستقبل في تتمة للهجوم على الدولة والدفاع عن «المظلومين من أهل السنّة» الذين تستهدفهم الدولة، وتبرير العنف بعد لحظات من انفجار الروشة.
تدافع الصحافيون إلى تغطية تلفزيونية للدماء وصور الجرحى والعناصر الأمنيين المصابين، وكأن لا أمهات لهؤلاء يشاهدن أبناءهن جرحى ينقلون وسط تدافع غير إنساني وغير لائق.
تباهى أكثر من صحافي بالحديث عن خطورة إصابة الضابط وإعطاء تفصيل عن حالته الصحية بنحو غير إنساني وغير مهني.
أبدى صحافيون تلفزيونيون استياءهم من تدابير الجيش والقوى الأمنية التي هدفت إلى إبعاد الجموع والصحافيين عن ساحة الحدث خوفاً من أي انفجار، وتناسوا الانتحاري ليركزوا فقط في نقلهم المباشر على التدابير. كذلك أبدى صحافيون انزعاجهم لمنعهم من دخول مستشفى الجامعة الأميركية، وكأنه يحق لأي كان الاطلاع على الحال الصحية للمصابين.
كان حادث أمس مناسبة لقناة «المستقبل» كي تعوض عن ضائقتها الشعبية، من دون إهمال مراسلها تكرار القول إنه كان أول من وصل إلى المكان.
اتصلت قناة «المنار» بنائب كتلة المستقبل عن بيروت محمد قباني لسؤاله عن رأيه في ما جرى في الروشة، وكيف أن موجة الانتحاريين تهدد أمن كل المناطق، وتؤدي إلى ضرب الموسم السياحي، فأجاب قباني بأن «الانتحاري لم يكن يقصد تفجير نفسه في هذا المكان، وقد صودف أنهم دهموه داخل الفندق فاضطر إلى تفجير نفسه! وهو بالتالي، أي الانتحاري، لم يكن يقصد أن يفجر نفسه في بيروت! وفي كل حال جوابنا الرسمي ككتلة مستقبل أن على حزب الله أن ينسحب من سوريا»."
المستقبل
انتحاري يفجّر نفسه وآخر قيد التحقيق .. والحريري يتضامن مع الأجهزة الأمنية في وجه الإرهابيين
الأمن يسابق الإرهاب
وتحت هذا العنوان كتبت صحيفة "المستقبل" تقول "مرة جديدة نجا لبنان أمس من كارثة بفضل أمنه الوقائي الذي بات يُظهر مقدرة على استباق مخططات الإرهابيين، مربكاً العمليات الانتحارية وحاصراً الأضرار في أضيق نطاق ممكن، في عملية نوعية نفذّتها عناصر من الأمن العام في فندق «دو روي» في الروشة.
ومرّة جديدة يرتفع صوت الرئيس سعد الحريري ليعلن أن المسلمين في لبنان «براء من منتحلي الهوية الذين لا صفة ولا مذهب لهم سوى الإرهاب»، مؤكّداً في تغريدات على موقع «تويتر» تضامنه مع «الأجهزة الأمنية في الجيش والأمن العام وقوى الأمن الداخلي وأمن الدولة في مواجهة أوكار الإرهاب». ودعا هذه القوى إلى «أعلى درجات التنسيق وضرب جيوب الإرهاب أينما كانت».
إذاً، بعد نجاح شعبة المعلومات يوم الجمعة الفائت في اكتشاف شبكة الفرنسي من أصل عربي في فندق «نابليون»، ومن ثم منع انتحاري ضهر البيدر من تحقيق هدفه، نجح الأمن العام أمس في الإطباق على انتحاريين في فندق «دو روي» في الروشة، الأول فجّر نفسه ما أدى إلى جرح ضابط وعنصرين من الأمن العام، والثاني تمكّنوا من اعتقاله بعد إصابته بجروح وحروق ونقله إلى المستشفى حيث يخضع للتحقيق، بعد نجاحه أول من أمس في إحباط مخطط انتحاري لتفجير سيارة مفخخة، فانفجرت في الطيونة وأدت إلى استشهاد المفتش الثاني عبد الكريم حدرج.
قبيل الساعة الثامنة من مساء أمس دوى انفجار في الطابق الثالث من فندق «دو روي» في محلة الروشة تبيّن أنه ناتج عن تفجير انتحاري نفسه لحظة مداهمة الغرفة التي يقيم فيها من قبل وحدة من عناصر الأمن العام كانت تلقت معلومات حول احتمال وجود إرهابيين في الفندق.
وذكرت الوكالة الوطنية للإعلام أنه نتيجة التحقيقات التي أجرتها الأجهزة الأمنية، تبيّن أن الانتحاري الذي قتل على الفور هو سعودي الجنسية من مواليد العام 1994 ويدعى عبد الرحمن الحميقي في حين تمكن الأمن العام من إلقاء القبض على سعودي ثانٍ من مواليد العام 1995 يدعى أحمد عبد الرحمن السويني أصيب بحروق نتيجة التفجير وهو شريك للانتحاري وقد ضبط معه حزام ناسف، فيما أكّدت السفارة السعودية في لبنان أن تحقيقات تجرى من أجل التأكد من هوية الانتحاريين.
وبعد أن ضربت القوى الأمنية طوقاً حول الفندق وطلبت من المواطنين الابتعاد عن المكان وبنتيجة عمليات التفتيش التي قامت بها، عثرت على حقيبة تحتوي على حوالى سبعة كيلوغرامات من المواد المتفجرة عمل الخبير العسكري على تفكيكها.
وتبنّى «لواء أحرار السنة بعلبك» في تغريدة على حسابه على موقع «تويتر» مسؤوليته «عن التفجير الانتحاري في فندق دو روي في منطقة الروشة» مشيراً إلى أنه «تم تنفيذه من قبل مجاهد من الأحرار بقوة صليبية بعد محاولتها القبض عليه»، لافتاً إلى أن «مجاهدين آخرين أصبحوا بأمان خارج منطقة العملية الانتحارية».
المشنوق
ومن موقع التفجير قال وزير الداخلية والبلديات نهاد المشنوق إن «اللبنانيين سينتصرون على الإرهاب»، مشيراً الى أن «ما يحصل هو حرب بين كل اللبنانيين والإرهاب»، لافتاً إلى أن «الإجراءات الأمنية التي تُتخذ تمنع الانتحاريين من تنفيذ عملياتهم، وهذا أمر كبير يجب تقديره للأجهزة الأمنية اللبنانية كلها من دون استثناء»، كاشفاً أن «الانتحاري في الروشة كان ينوي تفجير نفسه في مكان آخر ولكن العملية التي قام بها الأمن العام كانت استباقية».
وعن تبني «لواء أحرار السنة» العملية قال «إن أحرار السنة هم أحرار الاستقرار والعدل والأمن»، وإن «السنة أهل اعتدال»، معتبراً أنه «ليس هناك من أحرار يقتلون الآخرين بواسطة الانتحار».
وأكد أن «التفجيرات الثلاثة التي حصلت في كل من ضهر البيدر والطيونة والروشة أثبتت جهوزية الأجهزة الأمنية التي حمت المدنيين من هذه التفجيرات» مشيراً إلى أن «هناك ثلاثة جرحى من الأمن العام في تفجير الروشة أصيبوا بجروح طفيفة، إضافة الى الانتحاري وجريح سعودي فقط حتى الآن».
وتفقّد مفوض الحكومة لدى المحكمة العسكرية القاضي صقر صقر مكان التفجير وأكّد أن الانفجار ناجم عن انتحاري وأنه أصيب نتيجة التفجير ثلاثة عناصر من قوة الأمن العام التي كانت تنفّذ عملية مداهمة الفندق.
الأمن العام
وأعلنت مديرية الأمن العام في بيان مساء أمس أنها «وبالتنسيق مع الأجهزة العسكرية والأمنية، لن تتهاون في ملاحقة الإرهابيين، ولن تدخر جهداً في منعهم من تنفيذ مخططاتهم في ضرب استقرار لبنان وجره إلى الفتنة، وهذا ما لم يُسمح به إطلاقاً مهما بلغت التحديات والتضحيات».
وأشارت إلى أنه عند وصول عناصر المداهمة إلى «باب الغرفة حيث يقيم المشتبه بهما في داخلها، قام أحدهما بتفجير نفسه بحزام ناسف أدى إلى مصرعه وجرح ثلاثة عناصر من المجموعة نقلوا إلى مستشفى الجامعة الأميركية في بيروت وهم يخضعون للمعالجة، وتم توقيف المشتبه به الثاني حيث يتم التحقيق معه بإشراف القضاء المختص»."
اللواء
مداهمة إستباقية في الروشة تحمي أمن بيروت من الإنكشاف
مقتل إنتحاري واعتقال آخر وتوقيف إثنين في الماريوت ليلاً .. وإصابة 3 من الأمن العام
وكتبت صحيفة "اللواء" تقول "شربت القوى الامنية «حليب السباع» وتمكنت من ضرب «الارهاب»، مسجلة نجاحاً ملموساً في «حرب الاستخبارات» او الحرب الاستباقية، وفقاً لبيان الامن العام اللبناني.
عند السابعة والنصف من مساء امس، شهدت شوارع بيروت وضعاً ضاغطاً، تبين انه ناجم عن معلومات سرعان ما تأكدت، من ان تفجيراً حصل في احد فنادق الروشة، بطله انتحاري، حضرت قوة مشتركة من الامن العام والجيش لاعتقاله ففجر نفسه بحزام ناسف داخل الغرفة، مما ادى الى مقتله، في حين تم توقيف شخص آخر بالتهمة نفسها، اصيب بجروح ونقل الى المستشفى للمعالجة، في حين كشف بيان الامن العام ان ثلاثة من عناصر النخبة في هذا الجهاز اصيبوا بجروح وتم نقلهم الى مستشفى الجامعة الاميركية.
وحضر وزير الداخلية نهاد المشنوق الى مكان الانفجار، كما حضر مفوض الحكومة لدى المحكمة العسكرية القاضي صقر صقر، حيث وضع القضاء العسكري يده على الملف مع الموقوف الثاني الجريح، في وقت تفقد فيه مدير الامن العام اللواء عباس ابراهيم جرحى الامن العام في المستشفى، مؤكداً ان المستهدف هو الامن في لبنان، و«اننا نقوم بعملنا ونعرف ما نفعل، ولا نحتاج الى دروس الى ما يعلمنا».
وفي معلومات «اللواء» ان وحدة المداهمة تحركت قبيل السابعة تجاه الروشة، واحيط وزير الداخلية والاجهزة الامنية علماً بها، والتي جاءت اثر تأكد الاستقصاء في الامن العام من وجود الارهابيين في فندق «دو روي» في شارع اوستراليا في الروشة والغرفة التي يقطنان فيها، وكامل المعلومات عن الهوية الظاهرة لهما.
ووفق المعلومات، فإن وحدة مشتركة امنية، بدعم من الجيش اللبناني قطعت الطرقات في المنطقة ضمن تنسيق محكم بين الاجهزة لاعتقال الانتحاريين بهدوء دون خسائر، إلا ان احد الانتحاريين بلغته معلومة من ان قوة امنية في الطريق لاعتقاله، فجهز حزاماً ناسفاً لتفجير نفسه بالمجموعة عند مدخل باب غرفته الكائنة في الطبقة الثالثة من الفندق.
وبدأت عمليات بحث، عمّا إذا كان أبلغ بواسطة شخص أم هاتفياً بأن وحدة أمنية في الطريق لاعتقاله، وان الفندق محاصر والطرق مقطوعة.
ونجم عن التفجير الارهابي، وهو الثالث منذ يوم الجمعة الماضي، عشرة جرحى، بمن فيهم جرحى الأمن العام الثلاثة، واندلاع حريق وتحطيم زجاج وخراب في الفندق ذي الأربعة نجوم والابنية المجاورة.
ولاحظ مصدر أمني رفيع أن غرفة العمليات المشتركة تمكنت من توفير إمكانيات الدولة في كشف هذه الشبكات وملاحقتها والقضاء عليها قبل أن تتمكن من القيام بالمهام الإرهابية الموكولة إليها، فارهابي ضهر البيدر فجر نفسه عند حاجز قوى الامن بعدما انكشف امره، وكذلك ارهابي مقهى «ابو عساف» في الطيونة، والذي كشفه المفتش الأوّل في الامن العام عبدالكريم حدرج الذي قضى شهيداً وشيّع امس، وارهابيا فندق الروشة احدهما انتحر والثاني اصبح في قبضة القوى الأمنية، والمواجهة مفتوحة في ملاحقة الارهابيين ومنعهم من تنفيذ مخططاتهم في ضرب استقرار لبنان وجره إلى الفتنة، وفقاً لبيان الأمن العام.
وليلاً داهمت قوة من الأمن العام فندق «الماريوت» في بئر حسن وأوقفت اثنين، أحدهما من الجنسية السعودية والآخر سوري.
وعلى هذا الصعيد، قال وزير بارز ل «اللواء» أن المواجهة الأمنية على اهميتها غير كافية، إذ أن البلاد بحاجة إلى تحصين سياسي، عبر وحدة المجتمع السياسي والمجتمع الأهلي، والتنسيق بين القوى الأمنية، فضلاً عن إطلاق عجلة الحكومة، حيث ستشكل جلسة مجلس الوزراء اليوم محكاً جدياً للنيات لجهة وضع منهجية عمل الحكومة لملء الشغور الرئاسي موضع التنفيذ، والحرص على التوافق في اتخاذ القرارات، وعدم تعريض الحكومة للتعطيل او التصدع تمهيداً للانتقال إلى وضع مسألة انتخاب الرئيس على طاولة العمل الجدي.
وأضاف الوزير انه صحيح أن لبنان هو أقل البلدان تأثراً بما يجري حوله من حروب وصراعات وتصفيات، الا أن الأمور لا تقف عند اعتقال إرهابي هنا أو احباط عملية إرهابية هناك، بل هي تحتاج إلى شبكة أمان وطني، وإلى سقف سياسي يحمي القرار الأمني بالمواجهة، ويبقي المجتمع متماسكاً لمواجهة جيوب الإرهاب التي لا هوية ولا صفة ولا مذهب لها سوى الإرهاب، على حد تعبير الرئيس سعد الحريري الذي أعلن، عبر تغريدة له على موقع «تويتر» عن كامل تضامنه مع الأجهزة الأمنية، داعياً هذه الأجهزة الى أعلى درجات التنسيق وضرب جيوب الإرهاب أينما كانت.
ولاحظ الوزير ل «اللواء» أن الإرهابيين يستغلون الانقسامات في صفوف اللبنانيين للنفاذ الى داخل المجتمع اللبناني، وعلى القوى السياسية الانتباه الى هذا الأمر لتسارع الى انتخاب رئيس جديد للجمهورية، والسعي مع «حزب الله» الى سحب مقاتليه من سوريا، لافتاَ النظر الى أن أي تقصير في أي مجال، سواء على صعيد التحصين السياسي أو الاجتماعي، ندفع ثمنه غالياً في الأمن.
أما وزير الثقافة روني عريجي، فدعا بدوره الى الارتقاء الى مستوى المسؤولية في ظل الخطر الداهم على لبنان بفعل تداعيات الوضعين العراقي والسوري، رافضاً عبر «اللواء» تشبيه ما يحصل على الساحة اللبنانية بما يجري في سوريا والعراق.
وقال: في لبنان، هناك حكومة تقوم بواجباتها، كما أن القوى الأمنية على اختلافها متماسكة وتمارس مهامها على أكمل وجه.
وإذ أعرب عن قلقه حيال ما يجري، أكد أهمية عدم فرض حال من التشاؤم.
ورداً على سؤال عما إذا كان هناك من مجال لمناقشة منهجية عمل الحكومة في جلسة اليوم لمجلس الوزراء في أعقاب عملية الروشة، أكد عريجي أن الوضع الأمني سيفرض نفسه، نافياً وجود أي مشكلة في موضوع آلية عمل الحكومة. مشيراً الى أنه زار الرئيس تمام سلام الذي أظهر حساً وطنياً عالياً وانفتاحاً وتجاوباً، مشدداً على أهمية قيام التوافق قبل أي أمر آخر. وتحدث عن طرحين في الإمكان مناقشتهما داخل المجلس بخصوص هذه المسألة دون الكشف عنهما.
ومن جهته اعتبر وزير الشؤون الاجتماعية رشيد درباس أن ما جرى أمس في الروشة، إضافة الى المحاولتين الإرهابيتين الفاشلتين في الطيونة وضهر البيدر، من شأنه أن يقوي وضعية الحكومة، مشدداً على نظرية عدم وجود بيئة حاضنة للإرهاب في لبنان.
ونفى الوزير درباس ل«اللواء» ما يتردد عن حكومة مصغرة داخل الحكومة، أو لجنة وزارية لتوقيع المراسيم والقرارات الخاصة بتوقيع رئيس الجمهورية، مؤكداً وجود تفاهم بين كل الكتل السياسية الممثلة في الحكومة للتوقيع وكالة. مشدداً على ان تعبير آلية هو اسم لغير مسمى، لأن الآلية بدعة دستورية، وقال: «طالما ان الدستور أعطى مجلس الوزراء صلاحيات التوقيع عن رئيس الجمهورية، في ظل الشغور الرئاسي، فإنه (أي المجلس) يستطيع أن يفوض بعض أعضائه بتوقيع هذه المراسيم.
وكشف درباس انه زار أمس وزير الداخلية في شأن الوضع الأمني في طرابلس، ونقل عنه ان معركة الشمال كسبناها ولن نخسرها، لكن علينا ان نتنبه من محاولات تجري في عاصمة الشمال، على الرغم انها ليست من بنات المجتمع الطرابلسي، وبالتأكيد هي لن تنجح.
وتجدر الإشارة إلى ان الحديث عن وضع طرابلس تزامن مع إعلان قيادة الجيش، عن توقيف شبكة ارهابية كانت تخطط لإغتيال أحد ضباط الجيش، تردد انه رئيس فرع مخابرات الجيش العميد عامر الحسن، لكن قناة «المنار» قالت ان المقصود هو العميد خطار ناصر الدين.
وأكد الوزير المشنوق ان الموقوفين من أفراد الشبكة اعترفوا بالتخطيط لاغتيال أحد الضباط من دون أن يذكر اسمه."
التجمع من اجل الديمقراطية


انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.