بيروت - "الخليج": فجر انتحاري سيارة قرب حاجز لقوى الأمن الداخلي اللبناني عند جسر النملية في منطقة ضهر البيدر على طريق بيروت - دمشق الدولي، بالتزامن مع مرور موكب مدير عام الأمن العام اللواء عباس إبراهيم، ما أدى إلى سقوط قتيل من قوى الأمن هو المؤهل أول محمود جمال الدين، و34 جريحاً من العسكريين والمدنيين، وتضرر واحتراق عشرات السيارات . وقطع الجيش والقوى الأمنية الطريق تسهيلاً لوصول سيارات الإسعاف، وأشارت معلومات إلى أن احد الأشخاص اشتبه في الانتحاري عندما توقف أمام مطعم في صوفر وأبلغ قوى الأمن عنه ما جعلها تطارده وتحاول إيقافه في عاليه، فعاد إلى ضهر البيدر حيث فجر الانتحاري نفسه . وعاين مفوض الحكومة لدى المحكمة العسكرية القاضي صقر صقر، يرافقه مفوض الحكومة المعاون القاضي فادي عقيقي مكان التفجير، وتبين أن السيارة كانت تحوي ثلاثين كيلوغراماً من المواد المتفجرة، ويرجح أن العملية تمت بواسطة انتحاري، وعثر داخل السيارة على هوية باسم طارق لطفي الجباوي (مواليد 1984 - عرسال) لكن هذا الشخص سلم نفسه لمخفر عرسال . ووصل مدير عام قوى الأمن الداخلي اللواء إبراهيم بصبوص، إلى مكان التفجير الإرهابي، وأكد أن "قوى الأمن الداخلي مستمرة بتنفيذ مهماتها بحزم وقوة" . ونفى بصبوص أن "تكون السيارة الموجودة في موقع التفجير عائدة إلى موكب اللواء عباس إبراهيم"، وأشار إلى "تدابير أمنية مشددة"، وإلى أن "السيارة التي انفجرت كانت متجهة إلى بيروت، وعند الاشتباه فيها عادت إلى البقاع، واتخذت التدابير عند حاجز ضهر البيدر لتوقيف السيارة، إلا أن الإرهابي فجر نفسه" . وأكد إبراهيم أن "القوى الأمنية في لبنان جاهزة، ولن نكون عراقاً آخر ونحن مستعدون للمواجهة"، وقال "كنت متوجهاً إلى البقاع عندما وقع الانفجار على بعد أمتار من موكبي وهناك علامات استفهام حول تسريب الموساد خبر التحضير لعملية لاغتيالي"، واعتبر أن "ما حصل في شارع الحمراء يظهر جهوزيتنا"، مشيراً إلى أنه "تم توقيف 12 مشتبهاً فيهم في مداهمة فندق "نابوليون"، وموضحاً "إن الموساد "الإسرائيلي" متهم بتنفيذ الانفجار لأنه سرب وثيقة عن محاولة استهدافي"، ومؤكداً "إن الإرهاب له أوجه عدة و"إسرائيل" أحد وجوهه"، وأضاف "اشتبهنا بسيارة ونحن في طريقنا، وعندما تم توقيفها عند حاجز ضهر البيدر حصلت عملية التفجير"، مشيراً إلى أن "الانفجار وقع لحظة مرور السيارة التي كنت استقلها وبعد لحظات من مرور موكبي" . وطلبت وزارة الداخلية من منظمي المؤتمر الاختياري الوطني الأول في حركة "أمل" تأجيله إلى موعد لاحق بعدما كان مقررا افتتاحه برعاية رئيس مجلس النواب نبيه بري، وأشار وزير المال علي حسن خليل إلى أن "إلغاء المؤتمر مرتبط بمعلومات أمنية عن تحضيرات للقيام بأعمال إرهابية"، وقال إن "المداهمات جاءت بناء على معلومات عن عمليات كانت ستنفذ اليوم (أمس)" . وأعلن وزير الدفاع سمير مقبل أن "الجيش والقوى الأمنية أخذت جميع احتياطاتها وهي قادرة على ضبط الوضع"، وأشار إلى "معلومات عن عمليات تخريبية، إلا أن هناك احتياطات أمنية" . وأوقفت القوى الأمنية 30 شخصاً في فندق نابليون الحمرا في رأس بيروت وفي محيطه بعد الاشتباه في انتمائهم إلى مجموعات إرهابية دخلت إلى لبنان بهدف القيام بأعمال إرهابية، والتحقيقات جارية معهم، فيما أوضحت مصادر أمنية أن الموقوفين 23 شخصاً، من جنسيات مختلفة منها سعودية وعراقية وأردنية وباكستانية ويحملون هويات مزورة، مشيرة إلى أن هذه المجموعات كانت تنوي القيام بعمل إرهابي كبير ضد احتفال قصر الاونيسكو . وكانت قوة مشتركة من شعبة المعلومات والأمن العام داهمت الفندق صباحا، بعد ورود معلومات عن وجود مطلوب خطر فيه، ونفذ نحو 200 عنصر من فرع المعلومات والأمن العام انتشارا في شارع الحمرا، ودخل قسم منهم إلى الفندق، وألقوا القبض على عناصر مشتبه فيهم، وعمدت بعد توقيفهم إلى إغلاق العديد من الطرق . وكان لبنانيون تناقلوا صورة لوثيقة "أمنية" تفيد أن تنظيم "داعش" يعمل على تنفيذ عمليات انتحارية ووضع سيارات مفخخة واستهداف مراكز عسكرية ومدنية في بيروت والمناطق . وفور وقوع انفجار ضهر البيدر دان الرئيس السابق ميشال سليمان الموجود في فرنسا "العمل الإرهابي"، ودعا جميع الأطراف إلى "الالتفاف حول المؤسسات الأمنية"، متمنياً على النواب أداء واجبهم الديمقراطي في انتخاب رئيس الجمهورية القائد الأعلى للقوى المسلحة، لتنسيق الجهود في مكافحة الإرهاب"، كما دعا رئيس الحكومة تمام سلام إلى اجتماع أمني عاجل لمتابعة التطورات، ودعا رئيس تيار المستقبل سعد الحريري "اللبنانيين من كل الطوائف والمشارب السياسية إلى أعلى درجات التنبه والحذر، والتزام حدود الوعي والتضامن في وجه ما يحاك للبنان والمنطقة من مخططات خبيثة لا وظيفة لها سوى إشعال الفتنة"، وشجب التفجير الإرهابي، ورأى فيه "حلقة في سلسلة تعمل على شد الخناق على استقرار اللبنانيين وسلامتهم، وجر البلاد إلى المسار التخريبي" . ودعا رئيس تكتل "التغيير والإصلاح" ميشال عون اللبنانيين إلى الالتزام بالهدوء والمزيد من التضامن، وشجب رئيس حزب "القوات اللبنانية" سمير جعجع التفجير الإرهابي، وقال "إن المنطقة في حال غليان ولبنان ليس جزيرة معزولة" . ودان المنسق الخاص للأمم المتحدة في لبنان ديريك بلاملي بشدة التفجير، مشدداً على "أهمية العمل الذي تقوم به القوات المسلحة والقوى الأمنية للحفاظ على الهدوء" . إلى ذلك، دهم الجيش اللبناني، منزل عميل الاحتلال الفار حسين خطاب (فلسطيني)، في منطقة الفوار في مدينة صيدا، وأوقف زوجته، بعد مراقبة ورصد المرأة التي اجتمعت مع زوجها خارج الأراضي اللبنانية . الخليج الامارتية