فراغٌ في رئاسة الجمهورية، ملأه صدى انفجار هو الرابع في منطقة البقاع وضمن سلسلة انفجارات، بدأت الصيف الماضي، لم تستثن منطقة لبنانية فيما كانت عناصر من الأمن العام وفرع المعلومات تداهم فندق "نابليون" في منطقة الحمراء، حيث أوقفت 12 مشتبهاً بهم بالانتماء إلى تنظيم إرهابي (معظمهم من جنسيات غير لبنانية) وبإشراف وزير الداخلية نهاد المشنوق، الذي كان قد طلب من حركة "أمل" تأجيل "المؤتمر الاختياري الأول" الذي كان سينظمه مكتب الشؤون البلدية والاختيارية المركزي في الحركة في قصر الأونيسكو اليوم، بعد ورود معلومات عن سيارة مفخخة يقودها انتحاري، وفق تأكيد مرجع أمني. وأكد المرجع الأمني ل "السفير"، أن عملية الدهم في الحمراء غير مرتبطة باحتفال الاونيسكو، مشيراً إلى أن الأجهزة الأمنية كانت قد نصحت الأحزاب والشخصيات بإلغاء أية احتفالات في هذه الفترة مخافة أي عمل يهدد السلم الأهلي. وفي تفاصيل انفجار اليوم، سقط شهيد هو المؤهل أول محمود جمال الدين و32 جريحاً في تفجير إرهابي استهدف حاجزاً لقوى الأمن الداخلي في منطقة ضهر البيدر في البقاع، حسبما أفادت وزارة الصحة. وقد أكد المدير العام للأمن العام اللواء عباس إبراهيم لقناة "الجديد"، أن "الانفجار تزامن مع مرور موكبي". كما قال ل"المؤسسة اللبنانية للارسال": كنت متوجها الى البقاع عندما وقع الانفجار على بعد أمتار من موكبي وهناك علامات استفهام حول تسريب الموساد خبر التحضير لعملية لاغتيالي. اضاف: الارهاب هو شبكة متواصلة ولا جنسية له والعمل الذي حصل في الحمرا اليوم يظهر جهوزيتنا ولن نكون عراقا آخر ونحن مستعدون للمواجهة. وقد عثرت القوى الأمنية على هوية مزورة داخل السيارة المنفجرة باسم طارق لطفي الجباوي (مواليد العام 1984 - عرسال) الهوية، الذي سلّم نفسه إلى فصيلة درك عرسال. وكانت معلومات أمنية خاصة قد أكدت ل "السفير"، أنه "تم تعميم مواصفات السيارة التي انفجرت في ضهر البيدر وسيارتين أخريين"، كاشفة عن خطة وضعها تنظيم "الدولة الإسلامية في العراق والشام" (داعش) لتنفيذ سلسلة عمليات انتحارية، اليوم، بالتزامن مع صلاة الجمعة. وأشار قاضي التحقيق العسكري صقر صقر، خلال تفقده مكان الانفجار، إلى أن زنة العبوة، التي أدت إلى أضرارٍ كبيرة في السيارات على امتداد عشرات الأمتار فيما تناثرت الأشلاء في المكان، بلغت حوالي 30 كلغ من المتفجرات وضعت في سيارة رباعية الدفع. على صعيد متصل، عمّم وزير الصحة وائل أبو فاعور على كل المستشفيات استقبال الجرحى والمصابين بانفجار ضهر البيدر ومعالجتهم على نفقة وزارة الصحة. وفيما تم التشدد في الإجراءات الأمنية في العاصمة بيروت، حيث أغلقت كل طرق عين التينة والأونيسكو ومطار بيروت الدولي والمستشفى العسكري في السوديكو ومفترق فردان - الصنائع حيث وزارتي الإعلام والداخلية، سيدعو رئيس الحكومة تمام سلام إلى اجتماع، في الساعات المقبلة، يحضره الوزراء المعنيون وقادة الأجهزة الأمنية. وفي الإطار عينه، ألغى السفير الأميركي دايفيد هيل موعده المقرر مع وزير الخارجية جبران باسيل في قصر بسترس لدواع أمنية وبطلب من الأجهزة الأمنية اللبنانية. وكان مرجع أمني واسع الاطلاع قد أكد، أمس، ل "السفير" أن الجيش والقوى الأمنية اللبنانية في أعلى درجات الجهوزية منذ أشهر، ربطاً بالتطورات العراقية، واحتمال إيقاظ بعض الخلايا النائمة للقيام بعمليات إرهابية. وهو ما تزامن مع تمكّن مخابرات الجيش من إلقاء القبض على المدعو م. ر. (47 سنة) في منطقة الطريق الجديدة، وهو من التابعية السورية، بعدما ثبت ارتباطه بتنظيم "القاعدة" وتمويله مجموعات إرهابية تابعة ل "كتائب عبدالله عزام". كما ثبت ارتباطه برجل دين متشدّد ورد اسمه في اعترافات الإرهابي نعيم عباس بأنه هو من زوده بالصواريخ التي كانت توجه إلى الضاحية الجنوبية. وبحسب المرجع، فإن تعزيز الإجراءات الأمنية تزامن مع معلومات أمنية عن تحضيرات إرهابية لمجموعات مرتبطة بالشيخ سراج الدين زريقات (المسؤول عن تفجيري بئر حسن والسفارة الإيرانية) الذي كان متوارياً في يبرود السورية، قبل سقوطها في يد الجيش السوري، و"ثمة إشارات حول تواجده حالياً في منطقة الجرود في الجانب السوري القريب من الحدود اللبنانية". الى ذلك، أعلنت "حركة أمل" عن تأجيل "المؤتمر الاختياري الأول" الذي كان سينظمه مكتب الشؤون البلدية والاختيارية المركزي في الحركة في قصر الأونيسكو، اليوم. وأفاد المكتب الإعلامي المركزي للحركة في بيان، بأن "القرار جاء بناء على معلومات أمنية رسمية وبعد اتصالات مع وزير الداخلية والبلديات نهاد المشنوق". من جهتها، طلبت وزارة الداخلية والبلديات من منظمي المؤتمر الاختياري تأجيله إلى موعد لاحق من دون ذكر الأسباب. وأشارت في بيان، إلى أن "المؤتمر كان مقرراً افتتاحه في العاشرة من قبل ظهر اليوم برعاية رئيس مجلس النواب نبيه بري في قصر الأونيسكو وحضور حشد من المختارين من كل المناطق اللبنانية".