بيروت - "الخليج": سقط 3 جرحى في تفجير فندق بمنطقة الروشة، غربي بيروت أمس، وإصابة أحدهما حرجة، ووصل إلى موقع الانفجار مفوض الحكومة لدى المحكمة العسكرية القاضي صقر صقر، للاطلاع على الأوضاع . وأفادت "الوكالة الوطنية للإعلام" الرسمية أن قوى الأمن الداخلي دعت المدنيين إلى الابتعاد عن موقع الانفجار، حفاظاً على سلامتهم ولتسهيل وصول فرق الإسعاف، حيث أدى الانفجار إلى وقوع عدد من الإصابات، أثناء مداهمة وحدة من الأمن العام لمطلوب من جنسية عربية قام بتفجير نفسه لدى دهمه في غرفته داخل الفندق . وذكرت تقارير أمنية تناقلتها وسائل الإعلام المحلية أن انفجاراً دوى في فندق "دو روي" في الروشة، وأشارت إلى أن أحد الأجهزة الأمنية كانت تعمل على مداهمة إحدى الغرف في الفندق للاشتباه بأحد الأشخاص عندما وقع الانفجار . وعاد الهم الأمني إلى صدارة الاهتمامات بعد تفجيري ضهر البيدر على طريق بيروتدمشق الدولية يوم الجمعة الماضي، والطيونة عند مدخل الضاحية الجنوبية لبيروت ليل الاثنين/الثلاثاء، بالتزامن مع اكتشاف شبكات إرهابية تخطط للقيام بعمليات انتحارية تستهدف شخصيات سياسية وعسكرية، في وقت لا يزال الوضع السياسي يراوح، ولم تظهر بوادر إيجابية بعد على قرب إجراء الاستحقاق الرئاسي بعد الشغور منذ 25 مايو/أيار الماضي، فيما يعجز مجلس النواب عن تأمين النصاب لإقرار سلسلة الرتب والرواتب، ونجح مجلس الوزراء حتى الآن في تقليص الخلاف حول آلية ممارسة صلاحيات الرئيس، وسيعقد جلسة اليوم للتوافق على الآلية . واستعادت منطقة الطيونة حياتها الطبيعية في سرعة قياسية، وتمّ تشييع المفتش الثاني في الأمن العام عبدالكريم حدرج أمس، بعدما وصل جثمانه من مستشفى الساحل إلى مكان التفجير في الطيونة، قبل أن يوارى الثرى في الشياح، وكشفت التحقيقات جانباً مهماً من خلفيات هذا التفجير، إذ تبين أن السيارة تم تفخيخها في بلدة عرسال في البقاع الشمالي، بعد القبض على أحد المخبرين لدى الجهات الإرهابية، عند حاجز الجيش عند مفرق بلدة حربتا في البقاع الشمالي، وهو شاب سوري يدعى فراس محمد خير رعد (18 عاماً) بجرم دخول البلاد خلسة وتسلمه مخفر درك اللبوة، بينما كان متوجهاً إلى عرسال لقبض مبلغ من المال مقابل مراقبته عدداً من الشوارع ورفده آخرين بمعلومات . وخلال التحقيق اعترف الشاب أنه يتقاضى مبلغ 300 دولار عن كل معلومة، وأنه يعمل مع المدعو أبو مهند من مجدل عنجر في البقاع الأوسط، وأنه كان قادماً من مجدل عنجر إلى عرسال بهدف الالتحاق بالمجموعات المقاتلة، وهذا ما أكدته الصور الموجودة على هاتفه الذي وجد عليه أيضاً رسالة تشير إلى إمكان انتقاله إلى عرسال بعد حصول الانفجار في الضاحية، وتمت إحالته إلى شعبة المعلومات في بيروت للتحقيق معه حول صلته بالانفجار الذي تبنته "كتائب عبد الله عزام" بعد إعلان الشيخ المتواري سراج الدين زريقات، عبر "تويتر"، مسؤولية هذه الكتائب عن التفجيرين في الطيونة وضهر البيدر وتسمية مدير عام الأمن العام اللواء عباس إبراهيم شخصياً على أنه المستهدف بتفجير ضهر البيدر، فيما كشفت التحقيقات أن الانتحاري لم يكن يقصد تفجير نفسه في المكان الذي وقع فيه الحادث، إنما كان يقصد هدفاً آخر في عمق الضاحية، وتعمد الدخول عبر الشوارع الضيقة، ساعياً إلى تخطي حاجز الجيش من دون أن يثير الشبهات، إلا أن عطلاً مفاجئاً طرأ على محرك السيارة أدى إلى إطفائه وتوقفها في منتصف الطريق، ما أثار ارتباكاً لديه وهو يحاول إعادة تشغيلها من دون جدوى إلى أن تدخل حدرج ورفيقه الجريح علي جابر ففجر نفسه . على خط أمني آخر، أوقف الجيش اللبناني خلية إرهابية كانت تخطط لاغتيال أحد كبار الضباط في الشمال، وأعلنت قيادة الجيش في بيان عن "عملية أمنية نوعية، أوقفت خلالها مديرية المخابرات في الجيش خلية إرهابية في منطقة القلمون (جنوبي طرابلس) كانت تخطط لاغتيال أحد كبار الضباط الأمنيين، وأحالت إلى القضاء الموقوفين وسيم أحمد القص، وسام أحمد القص، داني أحمد القص، أمجد نهاد الخطيب، نبيل كامل بيضا"، وذكرت أن "المديرية تستمر بأعمال الرصد والملاحقة والتحقيقات، لتوقيف بقية أفراد الخلية وكشف ارتباطاتهم ومخططاتهم" . وشدد نائب رئيس الحكومة وزير الدفاع سمير مقبل بعد زيارته رئيس مجلس النواب نبيه بري على أن تعزيز المؤسسة العسكرية والقوى الأمنية يعزز الاستقرار ويحصن البلاد، وأكد أن الوضع مضبوط وممسوك، فيما رفع بري سقف مخاوفه، معتبراً أن "الوضع الأمني خطر جداً بعد الفراق السعودي الإيراني في العراق"، داعياً اللبنانيين إلى أن "يتراصوا أكثر بغية إيجاد عوامل اطمئنان أكثر"، وأكّد رئيس الحكومة تمام سلام أن "لبنان محصن وينعم بالاستقرار، أما فيما يتعلق بالتفجير الإرهابي فهذا يمكن أن يحصل، لأنه خارج عن إمكاناتنا وهو دخيل وليس حالة دائمة، وإنما هناك وضع سياسي غير مستكمل" . الخليج الامارتية