يقول القيادي في حركة 6 ابريل، طارق الخولي، في حديث ل"إيلاف" إن حركته مستمرة في نضالها ضد الدستور، مؤكداً أن ورود اسمه ضمن قائمة الاغتيالات في حال سقطت الدولة أمر لا يقلقه. القاهرة: تعتبر حركة 6 إبريل من التيارات السياسية المصرية التي كان لها دور هام في تحريك المشهد السياسي على مدار السنوات الماضية، فكانت سببًا في كشف عوار النظام السابق وإجباره على التنحي، كما شاركت بقوة في إسقاط الفريق أحمد شفيق، ونجاح الرئيس محمد مرسي في الانتخابات الرئاسية. وبسبب قيامه بدور كبير في رفض الدستور الحالي، وحث الناخبين على التصويت بلا، والتصدي لهيمنة الإخوان على السلطة والتمكن من الدولة، ولأن اسمه ورد في قائمة الاغتيالات في حال سقوط الدولة، فكان ل"إيلاف"هذا اللقاء مع طارق الخولي القيادي بحركة 6 إبريل. وفي بداية اللقاء، أكد الخولي أن الحركة مستمرة في نضالها ضد الدستور برفض النتائج مهما كانت؛ لأن الاستفتاء شابه البطلان نظرًا للانتهاكات داخل اللجان، وقال إن الحركة تعتذر للشعب عن مساندة الرئيس مرسي في الانتخابات الرئاسية بعدما ثبت أنه ينفذ أجندة مكتب الإرشاد فقط، كما أن حركة 6 إبريل قادرة على المنافسة في الانتخابات البرلمانية القادمة وتحقيق بعض المقاعد. وللمزيد فإلى نص الحوار: كيف سيكون التصعيد في حال الموافقة على الدستور؟ - التصعيد سيكون في اتجاهين، الأول: اتباع الطرق القانونية عن طريق البلاغات المقدمة للنائب العام ضد المخالفات التي حدثت في الاستفتاء، والتي تؤدي إلى بطلان العملية برمتها، ثاني أمور التصعيد وهو الشعب والتحركات الميدانية وهذه بدأت بعد المرحلة الأولى من الاستفتاء سواء التحركات التي كانت في اتجاه قصر الاتحادية أو التحركات في الشارع؛ لكشف التلاعب الذي حدث أثناء عملية الاستفتاء، وسنواصل تلك التحركات؛ لأن الدستور بشكل عام ليس المعركة الأخيرة فهناك معركة أخرى، وأعتقد أنها الأهم وهي الانتخابات البرلمانية، حيث ستعيد وضع كل القوانين التي تطابق للدستور الجديد، بالتالي سيكون دور البرلمان القادم مهماً جدًا وخطيراً، ونحتاج إلى تواجد عدد من التيارات المدنية. هل هذه التحركات ستكون سببًا للتحالف مع باقي التيارات المدنية المعارضة؟ - بالطبع ونحن كحزب 6 إبريل ضمن جبهة الإنقاذ التي تضم كل التيارات المعارضة، وسيكون هذا التحالف مستمرًا حتى الانتخابات البرلمانية القادمة، وقد اتفق أعضاء الجبهة على ذلك، حيث لن يكون هناك تنافس بيننا، فالكل متفق على مواجهة الإسلاميين في الانتخابات البرلمانية، ومن الممكن أن تخوض جبهة الإنقاذ الوطني الانتخابات في قائمة واحدة. هل 6 إبريل قادرة على المنافسة في الانتخابات البرلمانية القادمة؟ - أظن ذلك، ولكن نحن أيضًا في طور إعداد الكوادر؛ لأن العديد من كوادر الحركة انضم إلى بعض الحركات الثورية، ونحن قوة قادرة على المشاركة بشكل قوي وسنحقق بعض المقاعد في البرلمان. لماذا فقدت حركة 6 إبريل القدرة على تحريك الشارع والمعارضة؟ - حركة 6 إبريل مازالت قادرة على المعارضة والتغيير، وقد تكون الحركة مرت بمجموعة من الصعوبات في فترة من الفترات كان سببها تحالف البعض مع الإخوان، وقد تسبب البعض في تشويه اسم الحركة، ونحن الآن نحاول أن ننهي هذه الأمور ونعيد تشكيل قوتنا من جديد، وكذلك إعادة رسم وتصحيح للصفوف حتى نكون قوة قادرة على تحريك الأمور بالسلب أو بالإيجاب في الانتخابات البرلمانية، و ما زلنا قادرين على ذلك، ونحاول دعم الحركة لنكون في قوة أكبر. ما ملاحظات 6 إبريل على الاستفتاء؟ - أولا نحن شكلنا العديد من لجان المراقبة في المحافظات، وكنا حريصين على التواجد في كل لجنة، ورغم وجود تصريحات إلا أن الإخوان والقضاة قاموا بمنع عدد منا من دخول اللجان في الاستفتاء، وقد رصدنا المئات من المخالفات والانتهاكات الخاصة بوجود مساعدين قضاة إخوان، والأوراق غير مختومة، وتم تسويد آلاف البطاقات الانتخابية لصالح (نعم) بجانب منع المسيحيين من دخول اللجان في بعض الدوائر، الأمر الأهم وهو عدم وجود قضاة في بعض اللجان، والاستعانة بموظفين بالمحاكم بدلاً منهم، وقد تم إبلاغ غرفة عمليات جبهة الإنقاذ لتقديم بلاغات جماعية إلى النائب العام ولجنة الانتخابات العامة . هل تعتقد أن الانتهاكات في الاستفتاء ستكون سببًا في إعادة التصويت مرة أخرى على الدستور؟ - الانتهاكات كبيرة وخبراء القانون أكدوا على بطلان الاستفتاء ومنها: التلاعب في كشوف الأسماء بإضافة اسم خيرت الشاطر، وهو ممنوع من ممارسة حقوقه السياسية، ونقل المقر الانتخابي للرئيس مرسي من الشرقية الى مصر الجديدة مخالفة صريحة، والأمر نفسه بالنسبة لعدم وجود قضاة على صناديق اللجان، ووفقًا للإعلان الدستوري الصادر في 19 مارس 2011م، أكد على الإشراف القضائي الكامل، بجانب منع الأقباط من التصويت كل ذلك كفيل ببطلان الاستفتاء. ولكن اللجنة العليا للانتخابات ترى أن الانتهاكات لا تؤثر على صحة الاستفتاء. - الرئيس ينتهك القانون ومن غير الغريب أن ترفض اللجنة العليا للانتخابات _التي تنفذ ما يطلب منها _ تنفيذ القانون والتحقيق في البلاغات المقدمة فيما حدث في الاستفتاء، فالرئيس والإخوان ماضون في تنفيذ مخططهم مهما حدث كما كان يفعل الحزب الوطني المنحل بتزوير استفتاء 2008 م عند تعديل المواد 76 بدستور 71 . لكن في فترة من الفترات تحالفت حركة 6 إبريل مع الإخوان فلماذا الانقلاب الآن؟ لم تكن حركة 6 إبريل كلها تتحالف مع الإخوان، انما جزء معين منها فقط، وهذا الجناح الذي انضم للإخوان تعرض لضرر سياسي كبير بسبب التحالف مع الجماعة بعدما ظهر لهم و للجميع الوجه الحقيقي للإخوان، حيث استخدموا نفس طرق النظام السابق ونفس آليات مبارك في الحكم، وأنهم لا يملكون رؤية إصلاحية بل هم "مفلسون" بشكل كبير فلا يملكون رؤية اقتصادية ولا اجتماعية ومشروع النهضة هو مشروع وهمي، وكل ما يشغلهم هو فكر التمكن من كل شيء، وهذا صعب لأنه لا يوجد استقرار ديمقراطي. لكن الحركة كانت من مؤيدي الرئيس مرسي في الانتخابات الرئاسية، فلماذا لا يأخذ الوقت لإثبات نفسه؟ - نحن وقفنا مع الرئيس واعتذرنا بعد ذلك؛ لأن البديل كان عودة النظام السابق متمثلاً في الفريق شفيق، وكنا نرى أن الإخوان شاركوا في الثورة حتى لو لم يكونوا من البداية، ولكن الرئيس أثبت لنا وللجميع أنه رئيس ينفذ تعليمات مكتب الإرشاد ويصدر قراراته لصالح الجماعة فقط، ولم يثبت حتى الآن أنه رئيس كل المصريين، ويكفي (سلق) الدستور، فكانت لزامًا علينا المعارضة، والرئيس لابد أن يأخذ فرصته بشرط أن يقوم بإصلاح وتقويم نفسه أمام الشعب. اعتراضكم على الدستور هل هو على بعض مواد الدستور أم على الطريقة التي خرج بها؟ - اعتراضنا على الدستور يتمثل في الأمرين، حيث نعترض على الطريقة التي خرج بها الدستور ومحتواه، ولكونه خرج على دماء المصريين و تحدى القضاء والمحكمة الدستورية ، واعتراضنا على بعض المواد مثل المواد الخاصة بتعيين رؤساء الأجهزة الرقابية والمواد المتعلقة بالدستورية العليا والتنكيل بها عن طريق تقليص دورها، وكذلك المواد الخاصة بالحريات والصحافيين، وأن الدستور الحالي أعطى للرئيس صلاحيات تزيد عن صلاحيات الرئيس في دستور 71 ب 23 مادة وهذه كارثة. ورد اسمك ضمن قائمة الاغتيالات التي أعلنتها جبهة أنصار الشريعة في حال سقوط الدولة، فكيف تلقيت ذلك؟ للأسف إسمي ضمن قائمة من سموا أنفسهم بأنصار الشريعة، و في حال سقوط الدولة سيتم اغتيالي، فيبدو أن الغرض الأساسي الآن التمكن تمامًا من الدولة حتى لو وصل الأمر باغتيال هؤلاء المثقفين والساسة، نحن نؤكد لهم أننا لن نترك البلاد غنيمة لهم كما فعل بها النظام السابق حتى لو قدمنا أرواحنا، ففي ثورة 25 يناير خرجنا بميدان التحرير أمام رئيس لديه جهاز أمني جبار، وكنا متأكدين أننا لن نعود لمنازلنا مرة أخرى والحمد لله انتصر الحق فتلك التهديدات لا ترهبنا ونحن مستمرون في نشر الديمقراطية بمصر. الإخوان تتهم 6 إبريل بالتحالف مع الفلول لإسقاط الرئيس، فكيف ترى ذلك؟ - هذا ليس صحيحًا، وهناك بعض الشخصيات القليلة التي تواجدت وحولهم كلام أنهم ينتمون إلى النظام السابق، والميدان لم يسمح بتواجد الفلول، وهناك مواقف محرجة حدثت لبعض الشخصيات عندما ذهبت للميدان، ولكن نحن لا نمنع عنهم الحق في الوقوف بجانب المعارضة ضد النظام فهذه هي الديمقراطية، وأنا أتعجب من الإخوان فهم أول من تعاملوا مع النظام السابق وتحالفوا مع المجلس العسكري في الوقت الذي كنا نرفع فيه شعارات: "يسقط حكم العسكر"، فهم آخر من يتحدثون عن التحالفات والقيم.