تنتظر مدينة العين البدء بتطبيق المعايير والاشتراطات الجديدة للبقالات المحددة من قبل لجنة قائمة تضم جهاز أبوظبي للرقابة الغذائية وعدداً من الجهات الحكومية ذات الصلة، والتي من خلالها سيتم تطبيق عدد من الشروط والمعايير التي تضمن للمستهلك توفر مستويات جيدة لعرض المنتجات الغذائية، خاصة أن مساحات بعض البقالات الصغيرة تجبرهم على تكديس البضائع وتحويل المواقع إلى أشبه ما يكون بمستودع يعج بكميات كبيرة من البضائع المصفوفة بطرق عشوائية قد تتسبب أحياناً بتلوث الغذاء . وبالرغم من القفزات الكبيرة التي حققها جهاز أبوظبي للرقابة الغذائية، التي أحدث نقلة متميزة في مستويات النظافة وصحة وسلامة تداول الغذاء في مدينة العين، فإن البقالات المنتشرة خاصة في المناطق الشعبية، تحتاج إلى عمليات التحديث التي يجري تطبيقها في العاصمة أبوظبي، نظراً للتجاوزات والمخالفات العديدة التي تتم ممارستها في تلك المواقع، التي قد تتسبب بإلحاق أضرار صحية للمستهلك إلى جانب أن المظهر الخارجي وطريقة تبعثر المواد الغذائية، وعرضها العشوائي في بعض البقالات بات يشوه مظاهر الرقي والحضارة في العين . محمد جلال الريايسة، مدير إدارة العلاقات العامة والاتصال في جهاز أبوظبي للرقابة الغذائية، ذكر أن اللجنة القائمة والتي يعتبر الجهاز واحداً من أعضائها، لم تحدد بعد موعد البدء بتطبيق الاشتراطات والمعايير الجديدة على البقالات في مدينة العين، وأنه يجري حالياً تطبيقها في العاصمة أبوظبي . جملة مخالفات ورصدت عدسة "الخليج" خلال جولتها في عدد من محال البيع بالتجزئة الموجودة في المناطق الشعبية، جملة من المخالفات والممارسات الخطأ والتي تؤكد مدى حاجة تلك المواقع للتحديث والتطوير والبدء في تطبيق الاشتراطات الجديدة، حيث تم رصد مجموعة من البقالات أغلبيتها مساحاتها ضيقة، ما جعل تكديس البضائع فيها صفة سائدة ومشهداً مألوفاً، ويتم فيها عرض مواد غذائية بجانب أدوات ومواد تنظيف، إضافة إلى افتقار أغلبيتها لعنصر النظافة والترتيب في عرض المواد الغذائية . ويتجاهل البعض ضرورة وضع بعض الأطعمة في الثلاجات مثل البيض الذي قد يتعرض للفساد في حال عدم حفظه في درجات حرارة مناسبة . أما الثلاجات فقد تحولت إلى أشبه ما يكون بمستودعات يمكن أن يحفظ فيها كل شيء، بما في ذلك فوط التنظيف . أما المواقع المخصصة لعرض الخضراوات فحدث ولا حرج، حيث إن البعض لم يكترث بضرورة تحويل الصناديق الكرتونية إلى بلاستيكية، أما أصحاب البقالات التي التزمت بوضع المواد والخضراوات في البلاستيكيات فقد افتقرت تلك الصناديق للنظافة، حيث إن بعضها مهترئ لدرجة أن الصندوق لم يعد قادراً على احتواء الخضراوات، كما بدت عليها وبوضوح علامات التلوث بسبب عدم الاهتمام بتنظيفها . ويؤكد عدد من أهالي مدينة العين ضرورة البدء بتنفيذ الاشتراطات على البقالات الموجودة في مدينة العين، والتي ستسهم في تنظيم الممارسات في هذه النوعية من الأنشطة التجارية . سليمان النابلسي، موظف، أكد أن من أهم الأمور التي تستدعي الإسراع في تنفيذ المعايير الجديدة هي المساحات التي تتم فيها ممارسة تلك الأنشطة التي بسببها تتلاشى العديد من المظاهر الحضارية ومنها الفوضى في تلك البقالات واتخاذهم منها ستاراً لبيع العديد من المنتجات المحظور بيعها في تلك المواقع، إلى جانب أن بعضها يستغل الزوايا المخفية لممارسة سلوكات أخلاقية يرفضها المجتمع المحلي . وأشار أحمد اليافعي، طالب، إلى أن البقالات باتت مظاهرها لا تليق بمستوى التطور الحاصل في المدينة، كما أن التدليس المبالغ فيه بعمليات البيع يحتاج إلى ضوابط لحماية المستهلكين، خاصة في المناطق السكنية . وقال إن هذه النوعية من الأنشطة محتكرة على بعض فئات المجتمع، وهو ما يستحق النظر فيه من قبل الجهات المعنية، حيث إن هذه الفئات تتضامن من أجل تطبيق ممارسات لتصبح ممارسات عامة أضطر الأهالي القبول بها بالرغم من أنها تعتبر من التجاوزات . وذكر خالد عبد الله، موظف، أن بعض البقالات تحولت إلى أوكار لممارسة كل ما هو ممنوع من حيث بيع المنتجات للشباب، وأيضاً استغلال بعضهم للأطفال لانتهاك أعراضهم وهو ما شهدته بنفسي في إحدى البقالات . وأضاف أن توسيع المساحات المخصصة لممارسة النشاط في البقالات وأيضاً التوزيع الداخلي فيها سيلعب دوراً كبيراً في التخفيف من تلك التجاوزات، كما أن تنظيم العمل بداخلها يعتبر واحداً من أهم الاشتراطات التي ستعود بالنفع على أفراد المجتمع . أما أصحاب البقالات فقد عبّروا عن استيائهم من الاشتراطات والمعايير الجديدة، واعتبروها مكلفة جداً بالنسبة لنوعية النشاط الذي يمارسونه والذي بحسب ما ذكروا أنه لا يحقق أرباحاً طائلة .