فيصل الصوفي يوم الثلاثاء ارتفع العميد فضل الردفاني شهيدا برصاص إرهابيين، ونجا في نفس اليوم ضابطان كبيران من الاغتيال.. ثلاث عمليات داخل العاصمة في أوقات زمنية متقاربة، وكان ذلك في اليوم التالي لمقتل إرهابيين اثنين في البيضاء، وخمسة في حضرموت بضربتين جويتين متقاربتين زمنيا. الطائرات الأمريكية تقتل الإرهابيين، والإرهابيون -كما هي عادتهم- يثأرون لزملائهم باغتيال ضباط وجنود يمنيين برشاشات أومسدسات مكتومة الصوت من فوق دراجات نارية تسير في الأرض بسرعة الطائرات في الجو. رد فعل الإرهابيين متوقع دائما، وميدان رد الفعل يمكن أن يكون أي مكان، لأن أهدافهم غير منتقاة دائما، فهم يعملون بقاعدة "الطارف غريم"، وإذا كان رد الفعل متوقعاً، فأين كان جهاز الأمن القومي وجهاز الأمن السياسي ووزارة الداخلية والمخابرات العسكرية؟ إن صورة الشهيد العميد فضل الردفاني التي نشرت في الصحف مدعاة لحرب شاملة على الإرهاب، ولو أقال رئيس الجمهورية رؤساء القومي والسياسي والاستخبارات العسكرية ووزير الداخلية لكان ذلك أقل ما يشفي غليل الناس الذين أبكتهم تلك الصورة. ثلاثة من كبار الضباط يغتالون في يوم واحد في العاصمة كتبت الحياة لاثنين منهم، وعشرات من ضباط الجيش والأمن تم اغتيالهم خلال وقت قصير، فأين كانت تلك الأجهزة؟ لا شك أن الإرهابيين قد ترخصوا في الدماء، وجعلوا كل الأمكنة ميادين لضرباتهم، وأي ضابط أو جندي صار هدفا لهم، لكن هذا لا يبرر فشل تلك الأجهزة أو تقصيرها، ولا يبرر التقصير بالقول إنها أجهزة مخترقة من قبل الجماعات الإرهابية، بل أن مثل هذا القول يدينها ولا يبرر لها. لقد سمعت تعليقات "محللين ومحرمين" يقولون للفضائيات إن الردفاني اغتيل لأنه من الحزب الاشتراكي وإن اغتياله مقدمة لاغتيالات من قبيل ما حدث لقيادات الاشتراكي بعد الوحدة، وكلام كهذا بالغ السفه لأن الردفاني قائد عسكري لا ينتمي لأي حزب، ثم هل اغتيل الآخرون لأنهم اشتراكيون؟ ومن سفه "التحليل السياسي" القول إن اغتيال الضباط الهدف منه إضعاف وإرباك الرئيس هادي لأنه لن يجد بدلاء، ففي الحالين يتم تحميل المسئولية جهات مجهولة وتبرئة الفاعل الحقيقي وهم الإرهابيون، الذين يجاهرون بأن لديهم مشكلة مع الجيش والأمن ويفاخرون بقتل الضباط ثأرا لزملائهم كما يقولون. فالجيش والأمن مستهدفان من قبل الإرهابيين، وهذا لا يعني أنهما غير مستهدفين من قبل أطراف أخرى لها مصلحة في إسقاط الدولة القائمة لإحلال الخلافة الإسلامية. *صحيفة اليمن اليوم