أولم (د ب أ) - تعود رولا الحلبي إلى حلبة الملاكمة، بعد أن تجاوزت الحادث الأكثر مأساوية في حياتها، عقب إطلاق زوج والدتها، الذي أدخلها إلى عالم الملاكمة، النار عليها العام الماضي من مسافة قريبة، وكان على وشك أن يتسبب في إصابتها بالشلل. والآن تقاتل الألمانية اللبنانية الأصل، من أجل تحقيق ما هو أكثر من لقب عالمي، وأوضحت الملاكمة «27 عاماً» قبل عودتها المنتظرة إلى الحلبة في 12 يناير المقبل بمدينة أولم الألمانية «الاعتزال لم يبد لي الحل قط»، وتنافس الحلبي الإيطالية الألمانية الأصل لوتشيا موريلي على لقب الوزن الخفيف. ومع جرس الجولة الأولى، ستخلف وراءها تاريخا مثيرا بدأ في الأول من أبريل عام 2011، وكانت الحلبي في غرفتها قبل قليل من بدء مباراتها على لقب بطولة العالم في برلين، عندما تناهى إلى سمعها صوت طلقات نار، واقتحم زوج والدتها الغرفة وطرد منها مدربيها، لم يشفع عنده توسلاتها، فأطلق الرجل البالغ من العمر 45 عاماً النار على رولا الحلبي، متعمداً على اليدين والقدمين والركبتين. وأوضح القاضي «كان يريد إصابتها بعاهة»، وذلك قبل أن يدينه في نوفمبر ويصدر حكما عليه بالسجن ستة أعوام، وأمضت الحلبي شهرين على مقعد متحرك، وكان عليها الخضوع لتسع جراحات، وشكك الأطباء مبدئياً في قدرتها على العودة إلى المشي بصورة طبيعية. اقتصر التأثير البدني على 12 ندبة في أنحاء متفرقة من جسمها، لكن الأثر النفسي امتد لما هو أبعد بكثير. وتروي الحلبي بعد شفائها القصة قائلة: «من ناحية، جعلني زوج والدتي أقوى، لقد تربيت على ألا ينتزع مني أحدهم شيئاً أبداً، من ناحية أخرى كان هو بالتحديد من حاول انتزاع كل شيء مني»، ولذلك تشعر بطلة العالم مرتين من قبل في وزن الخفيف أن المباراة المرتقبة بالاتحاد العالمي للملاكمة النسائية لا تمثل فقط عودة لها إلى الرياضة، وإنما كذلك نوعا من العلاج. ففي الوقت الحالي، قد تحدد هذه المباراة كل شيء بالنسبة لملاكمة لبنانية الأصل، وأضافت «كل شيء يعتمد على 12 يناير: مستقبلي، استقراري الاجتماعي، كيفية تجاوز هذه الأزمة». وتضيف مخاطبة نفسها «في يديك أن ينتهي كل شيء بشكل جيد أو سيئ» عليك الإيمان بذلك، رافضة الإدلاء بأي تعليق بشان زوج والدتها، مكتفية بالقول إنه «لا يستحق العناء»، لكن يبدو أن الحياة تقول للحلبي إن العالم يتحرك أبعد من الحلبة. كتاب سيرتها الذاتية يصدر العام المقبل، وقضيتها أكسبتها حب الجماهير، تقول: «أناس لا يعرفونني» فقط استمعوا في الأخبار إلى شيء يتعلق بالفتاة التي أطلق عليها الرصاص تعاطفوا معي دون شروط». في المقابل «أحيانا تكون سائراً في الشارع وأصدقاؤك يذهبون في الاتجاه الآخر في محاولة لتجنبك، هكذا ببساطة ينقذون أنفسهم من الكلام معي»، وبالنظر إلى طبيعتها الهادئة والمتزنة، يبدو من المدهش أنها اختارت رياضة الملاكمة بصعوبة. وتوضح «للأمر علاقة بطفولتي»، ففي الحلبة كان بمقدورها الهرب من منزل تعاني فيه، كان مكان الحرية الوحيد بالنسبة لي، هناك كان يمكنني أن أقرر ما أفعل، وكيف أفعل». واستعداداً لنزال يناير اختارت الحلبي شعاراً من اللغة اللاتينية «مولون لابي» أو «تعال وخذه»: «لا تتركهم ينتزعون منك شيئاً، لو أراد أحدهم شيئاً ليأت وليحصل عليه» .