إذا ما صحت الأنباء عن عثور السلطات الباكستانية على يوميات جديدة لزعيم تنظيم القاعدة السابق أسامة بن لادن فأن ذلك يشكل نكسة لواشنطن التي أكدت أنها حصلت على كل شيء بهذا الشأن، والمثير في اليوميات الجديدة المزعومة هو دفع بن لادن رشوة لجابي الضرائب من أجل تشييد منزله. يهز مسؤولون استخباراتيون وعسكريون اميركيون رؤسهم حائرين إزاء تقرير نُشر في باكستان هذا الاسبوع مدعيا ان لدى السلطات الباكستانية يوميات شخصية لم تكن معروفة من قبل سجلها اسامة بن لادن وعُثر عليها بين انقاض منزله في مدينة ابوت آباد الباكستانية قبل هدم المنزل العام الماضي إثر مقتل زعيم تنظيم القاعدة في عملية نفذتها قوات خاصة اميركية. وكان فريق القوات الخاصة المؤلف من 79 عنصرا عاد بعد تنفيذ العملية في 2 ايار/مايو 2011 حاملا معه كنزا من الوثائق بينها يوميات كتبها بن لادن بخط يده. وتتضمن اليوميات تعليمات الى شبكة القاعدة ذات الامتدادات الواسعة ، كما افادت وكالات انباء اميركية في حينه. ولكن التقرير الجديد عن وجود يوميات جديدة سجلها بن لادن اصاب رؤوسا في واشنطن بالدوار. ويذهب التقرير الذي نشرته كانت صحيفة نيوز انترناشنال الباكستانية الناطقة بالانكليزية اول من نشرته ثم بثته وسائل اعلام اخرى في جنوب آسيا ، الى ان بن لادن يكشف في هذه اليوميات انه دفع رشوة الى احد جابي الضرائب المحلي للسماح ببناء منزل ذي ثلاثة طوابق ومجمع يحيطه سور مرتفع امضى زعيم القاعدة ايامه الأخيرة فيه. وجاء في التقرير "عثر مسؤولون باكستانيون على يوميات يروي فيها اسامة انه اضطر الى ان يرشي مسؤول ضريبة الدخل لبناء مجمعه ، وهو حادث فريد من نوعه في التاريخ إذا علمنا ان جابي الضرائب في القرية قبض رشوة من الارهابي الأول على قائمة المطلوبين". وتابع التقرير "ان جابي الضرائب كان يجهل هوية اسامة حين تسلم منه الرشوة. ولكن اليوميات المترجمة كشفت ان اسامة لم يكن على علم بدفع الرشوة فحسب بل انها دُفعت بموافقته". وبحسب التقرير فان جابي الضرائب تعرض للاعتقال وأُخضع للتحقيق. ولاحظت مجلة فورين بولسي الاميركية ان صحيفة نيوز انترناشنال الباكستانية كثيرا ما تنشر تقارير تتماشى مع مصلحة جهاز الاستخبارات الباكستانية. ولكن مسؤولين استخباراتيين وعسكريين على اطلاع وثيق على عملية قتل بن لادن نفوا علمهم بوجود اليوميات المفترضة حين اتصلت بهم مجلة فورين بولسي. وقال كين ماكغرو نائب مسؤول الشؤون العامة في قيادة العمليات الخاصة الاميركية التي اشرفت على الفريق الذي نفذ العملية "ليس لدينا أي علم بالمعلومات التي قد تكون فاتت على الفريق خلال التمشيط الذي اعقب الغارة". واضاف "ان قوات العمليات الخاصة تسلم كل المعلومات التي تُجمع خلال القيام بعملية الى اجهزة الاستخبارات". وتردد ان الفريق الذي نفذ الغارة على منزل بن لادن عاد بالوثائق وملفات الكومبيوتر بعد نحو 38 دقيقة ظل خلالها داخل المجمع. وقال مسؤول استخباراتي اميركي على اطلاع وثيق على الغارة لمجلة فوري بولسي طالبا عدم ذكر اسمه "لا علم لي بأي يوميات كهذه تُركت في مجمع ابوت آباد". وامتنع مسؤولون في وكالة المخابرات المركزية عن التعليق على تقرير وسائل الاعلام الباكستانية.