وسعي كل منهما إلي التحذير من خطورة الخيار الأخر علي مستقبل الأمريكيين. بالتوازي, تركزت حملات الساعات الأخيرة علي الولايات المتأرجحة الحاسمة وخاصة أوهايو وفلوريدا وفيرجينيا وإيوا وويسكونسن مع بقاء الفرق في استطلاعات الرأي في حدود1% فقط لصالح المرشح الديمقراطي. وفي محاولة لحسم الأصوات ال33 التي يحتاجها لحسم المعركة لصالحه في المجمع الانتخابي, أكد أوباما, في كولورادو, أنه ما زال مرشح التغيير, مشيدا بتكاتف الأمريكيين في مواجهة إعصار ساندي. وقال: أعرف ما هو التغيير الحقيقي لأنني حاربت من أجله, ولدي من الجروح ما يثبت ذلك وشاب شعري من أجل ذلك.. وأنتم حاربتم من أجله كذلك.. وبعد كل ما مررنا به سويا لا يمكننا أن نتخلي عنه الآن. ومنح تعامل أوباما مع تداعيات إعصار ساندي دفعة قوية انتخابيا وتكللت أمس بإعلان عمدة نيويورك مايكل بلومبيرج تأييده للمرشح الديمقراطي بسبب ما وصفه برد فعله القوي في التعامل مع إعصار ساندي ومواقفه تجاه قضية تغير المناخ, وهو ما يوجه ضربة سياسية للحزب الجمهوري الذي يعتبر بلومبيرج المحايد سياسيا أقرب لخطاب مرشحهم رومني. وقال بلومبيرج إن أوباما اتخذ خطوات مهمة للحد من انبعاثات الكربون الناجمة عن الطاقة, بينما تبني منافسه رومني مواقف مغايرة في هذا الصدد عندما كان حاكما لولاية ماساتشوسيتس. وتأتي هذه الضربة لرومني بعد أخري مثلتها إشادة الحاكم الجمهوري لولاية نيوجيرسي كريس كريستي بالرئيس أوباما وجهوده للتصدي لآثار ساندي. ومن المقرر أن يقضي أوباما ورومني الأيام الأخيرة من حملتيهما في ثماني ولايات متأرجحة من شأنها أن تحدد الفائز بأصوات المجمع الانتخابي اللازمة لدخول البيت الأبيض وعددها270 صوتا. وقضي أوباما أمس الأول في زيارة أربع ولايات بدأها بويسكونسن, وأعقبها بنيفادا وكولورادو, قبل أن يتوجه إلي أوهايو, بينما أمضي رومني أمس الأول بالكامل في أنشطة انتخابية بولاية فيرجينيا, وزار أمس ويسكونسن وأوهايو, ويزور نيوهامشر وأيوا وكولورادو اليوم السبت. وفي معركة تكسير العظام الأخيرة, اعتبر رومني, خلال زيارته لفيرجينيا, أن أربعة أعوام أخري في عهد أوباما ستكون مدمرة للاقتصاد الأمريكي, مشددا علي أنه ليس بوسع الأمريكيين تحمل أربعة أعوام أخري تحت قيادة الرئيس الديمقراطي, مشيرا إلي أن متوسط الدخل في البلاد انخفض بمبلغ4300 دولار علي مدي السنوات الأربع الماضية, إضافة إلي ارتفاع أسعار البنزين التي زادت بمبلغ ألفي دولار علي كل أسرة أمريكية, جنبا إلي جنب مع تكاليف الرعاية الطبية التي زادت بحوالي2500 دولار علي كل أسرة. من جانبه, وصف أوباما منافسه الجمهوري بأنه ليس الرجل المناسب للتغيير, ودعا أنصاره والمترددين من الناخبين إلي التصويت له لأربع سنوات إضافية من أجل استكمال ما بدأه. وأكد المرشح الديمقراطي أن رومني يروج للسياسات الاقتصادية التي تحابي الأغنياء, مشيرا إلي أن هذه السياسات قد فشلت خلال فترات رئاسة الجمهوريين السابقة, ونوه بأن التغيير لهذه السياسات لا معني له لأنه لا يريد للشعب الأمريكي أن يعود إلي هذه السياسات الفاشلة. كما أنه يريد فرصة لاستكمال ما بدأه من إصلاح علي المسار الصحيح. وقال أوباما: الآن وفي الاسبوع الأخير من الحملة الانتخابية استخدم الحاكم رومني جميع مواهبه كتاجر يروج لنفس السياسات التي فشلت في بلادنا بشدة.. نفس السياسات التي حاولنا التخلص من آثارها علي مدي السنوات الأربع الماضية.. ورومني يقول إنه يطرح نفس هذه السياسات علي أنها التغيير. في الوقت نفسه, أعاد أوباما التذكير بقدرات الولاياتالمتحدة علي التحدي خلال كارثة ساندي, مستفيدا بالتقييم الإيجابي لدوره خلال هذه الأزمة, وقال: علي مدي الأيام الثلاثة الماضية كنا جميعا نركز علي واحدة من أسوأ العواصف التي تجتاح البلاد وتواضعنا وخشعنا أمام قدرة الطبيعة المدمرة.