كثيرة هي الحفلات التي ندعى إليها بين الحين والآخر، لكن قليلة جداً تلك التي تبقى في ذاكرتنا ونذكرها للآخرين كدليل على دقة التنظيم وحسن الضيافة والتميز في أدق التفاصيل . لذلك لا تتوقف العمانية هدنة البلوشي عن ابتكار كل ما هو جديد ومتميز، خاصة أنها تميزت منذ الصغر بحسن الذوق ودقة الملاحظة وحب الترتيب والتنظيم، واكتشفت عندما كبرت أن مواهبها الفطرية يمكن أن تفتح عليها آفاقاً واسعة على أعمال قل من يتخصص بها وهنا كانت البداية . تخرجت البلوشي في كلية الشرق الأوسط بدرجة بكالوريوس في الوسائط المتعددة، وبعد ذلك بدأت رحلة البحث عن مشروع تجاري خاص تبدأ به حياتها العملية بعيدة عن الوظيفة التي لا ترى أنها لا توفر حياة كريمة لصاحبها . هدنة البلوشي التي نما بداخلها خلال سنوات عمرها حب تنظيم الفعاليات قامت بدراسة بحثية لاحتياجات السوق المحلي في سلطنة عمان، ونتيجة لهذه الدراسة اكتشفت أن مواهبها المتميزة من الممكن أن تكون بداية ناجحة للعمل الحر، فقررت أن تغادر عالم الهواة وتلتحق بركب المحترفين في تنظيم الفعاليات . والدها كان مقتنعاً تماماً بما يمكن لفتاته أن تفعله وهنا قرر تقديم كل أوجه المساعدة على تحويل ذلك لواقع حقيقي . البداية كانت الحصول على المعدات والأدوات المميزة والفريدة المستخدمة في هذا المجال وهنا كانت الصين هي الوجهة، حيث سافرت هدنة البلوشي إلى هناك وعادت محملة بكل ما يمكن أن يخطر على بال من المعدات مثل الكراسي والطاولات والمفارش ومعدات تقديم الطعام من كؤوس وأطباق وملاعق وغيرها الكثير من أدوات التزيين وديكور الحفلات من شمعدانات ومزهريات وتماثيل وغيرها، وحينها أصبحت تملك ما يمكنها من خدمة 1500 ضيف في الحفلة . بدأت هدنة البلوشي في المشاركة بالمعارض التسويقية للمشاريع الصغيرة، الأمر الذي وضعها على بداية الطريق عملياً من خلال حفلات أعياد الميلاد والمناسبات الخاصة، أي الحفلات التي لا يزيد عدد مدعويها على 100 أو 150 ضيفاً، لكنها كانت بداية موفقة، إذ عرفت بكونها أشهر من يستطيع أن يجعل احتفالك ذكرى لا تنسى، بعد أشهر قليلة بدأت أعمال هدنة البلوشي بالازدهار وحفلاتها بالتوسع وقدمت خدماتها للشركات الكبرى في السلطنة وحفلات التدشين الرسمية وغيرها من المناسبات التي يدعى إليها المئات، كما دخلت هدنة خط تنظيم حفلات الزفاف بكل ثقلها ونجحت . حفلة وراء أخرى، ومناسبة عامة يتلوها حفل زفاف راق وأصبح هاتف هدنة البلوشي لا يصمت، عندها عرفت أنها على أعتاب المرحلة التالية ويجب عليها توسيع أعمالها لتلبي حاجات زبائنها على أفضل وجه . سافرت مجدداً إلى الصين وبدأت بجمع المزيد من الأدوات الفريدة والجديدة والتي تعد أحدث ما أنتجه العالم من ديكورات وبأعداد تؤهلها لخدمة ما يزيد على 2500 شخص مرة واحدة . وبذلك أصبحت واحدة من أبرز منظمي الفعاليات والحفلات على مستوى السلطنة بكاملها، فهي تملك معداتها ولا تستأجرها كما يفعل كثير من الشركات في هذا المجال وهي بذلك قادرة على المنافسة بالأسعار إلى جانب الابتكار الذي تملكه . وبعد شهرتها في مجال تنظيم الحفلات قررت أن الوقت حان للمرحلة الأخيرة وهي افتتاح صالتها الخاصة لتنظيم واستضافة الحفلات والفعاليات، تقول: "إنه مشروع مستقبلي ولكنه ليس ببعيد، أعمل حالياً على تصميم المكان ليكون فريداً من نوعه وسوف يتسع لما يزيد على 2000 مدعو وبذلك يكون واحداً من أكبر الصالات في مسقط ولدي من المعدات ما يكفي لخدمة هؤلاء جميعاً ويزيد كما أحضرت من الخارج مجموعة فريدة من أدوات الزينة المعتمدة على الإضاءة والظلال والتي تضفي على المكان بهجة خاصة، كما أحضرت مسرحاً مميزاً بجودة عالية جداً لاستخدامه ككوشة أعراس ومنصة للفعاليات والحفلات الرسمية، وستكون الصالة الجديدة مزودة بمطبخ يقدم كل أنواع المأكولات والمقبلات والحلويات مما يقدم للزبون خدمة متكاملة تحت سقف واحد يضمن من خلالها أن تكون حفلته خاصة بكل ما تعني الكلمة .