الثلاثاء 01 يناير 2013 08:42 صباحاً ربما هي مصادفة، ورب صدفة خير من ألف ميعاد، كما قد جرى كلام الاولين، ولعل الأحبة دائما يكونون في العقل والقلب، أحياء كانوا أم أمواتا، ونجد ذلك في حياتنا مع من نحبهم كأمثلة جلية تمثل الخلود والتوافق حتى لكأن اقتران المناسبات تعطي مكانة في الاندماج والتماهي، ولله در من نحن بصدد الحديث عنه فقد كان مجتمعا بحد ذاته، عاش بطلا ومات بطلا، ولكننا نحصي الأيام والليالي بعد فراقه، وتألمنا وتنكرنا له، وإنا لنعد ذلك من أيامنا الباقية، وعند الله العلم في الأخير. أنا سجلت في تاريخ الميلاد، وهو رقم تقريبي، لكنه يحمل دلالة، ولا ذنب لي بما سجل لي لكنني أعتز به واعتبره يوما لمولدي وهو موثق بشهاداتي وبطاقتي الشخصية.. إلخ. هذا التاريخ هو 1\1\1952م لذلك أجد نفسي ملزما بالاحتفال بهذا التاريخ من ناحية أنه تاريخ مولدي ومن ناحية أخرى لأنه يوم ميلاد السيد المسيح (عليه السلام)، وهو ما يحتفي به العالم كله تكريما للسيد المسيح، وقصته أوردها القرآن الكريم، ووالدته السيدة مريم العذراء.. وهو الذي يقول: "أحبوا أعداءكم". وللمرء أن يتمعن في شرح هذه المقولة الخالدة، وأن يفسرها كما شاء.. من هذا يأتي ذكر الخالد الكبير المناضل الوطني أبا عن جد، الأستاذ الراحل هشام باشراحيل، الذي توفاه الله في جمهورية ألمانيا الاتحادية، واحتضنت تربة (القطيع) بكريتر جثمانه الطاهر بجوار أبيه الراحل محمد علي باشراحيل، عليهم جميعا رحمة من الله، حيث كانت الوفاة في 16\6\2012م وتمر الأيام، ونحسبها قبل أن تصل إلى السنين في حساب خلود ورفعة ومكانة الرجل الذي ترك ذكرى جميلة وموقفا وطنيا كبيرا ستذكره الأجيال على مر التاريخ، ولقد تصادف أن يكون الأول من يناير 2012م هو اليوم الذي تكتمل به مئتا يوم على رحيل الغالي هشام باشراحيل الأشهر بأيامها (الثلاثين والواحد والثلاثين) وهي حسبة سهلة، لكنها غالية وهامة، وقد كتبت هنا عن ذكرى مرور 100 يوم من وفاة الغالي هشام، وها نحن نواصل التذكير بهذا العلم الذي لايمكن أن ننساه مهما كانت المشكلات، وينبغي أن يظل الباشراحيل في الأذهان جرسا يدق كلما مرت دقيقة أو ساعة أو يوم، فهذا هو الوفاء الذي يجب علينا أن ننادي به ونباهي بعطائه ومواقفه الجبارة التي لم يقفها أي حزب أو منظمة أو جهة ما في هذه الزمان، أتذكر هذا التاريخ سريعا لأنه يتدحرج عندي بجدول زمني لا أهمله، فكبرت المناسبة لدي وشمخت شموخ هشام الذي يطاول جبل شمسان الأشم في علوه وكبريائه، وسعدت كثيرا أن أكون قد وجدت لنفسي جزاء بسيطا في مساحة أيام خلود حبيبنا هشام ولو ليوم واحد فقط، وأي يوم! إنه يوم عالمي يتشرف به أن يكون خاتمة المائتي يوم لهشام باشراحيل الذي حمل لواء التغيير في هذا الوطن وتحمل رسالة إشهار وإظهار الحراك السلمي الجنوبي منذ خطوته الأولى في 7\7\ 2007م حتى ظهوره ككيان في الواقع إلى أن تم إغلاق "الأيام" في 4\5\2009م. إذن، ونحن نحتفي بمرور ماتي يوم على رحيل الأستاذ المعلم هشام باشراحيل، وفي يوم يحتفل به العالم كلة، إنما يعني ذلك كبر وخلود هشامنا وتعظيم عطائه وتضحياته، وهو ما يحتم علينا في عدن على الأقل أن نعطي ذلك اعتبارا لتخليده، وأخص بذلك قوى الحراك، معظم قادته نسوا الباشراحيل ولا يتذكرونه إلا في ما ندر، كما نحث جميع أنصار "الأيام" التي هي الأخرى نامت ولم تصح بعد لمواصلة نشاطها الذي تبنته طواعية من أجل تخليد رجل الصحافة والمواقف الوطنية الجسورة المضحي بحياته وكل ما يملك في سبيل نصرة الحق واسترداد ما سلب من الناس بقوة السلاح بالغبن والجبروت، فلا ينبغي إغفال ذلك أيها السادة، وستجدون أن أي انتصار يحقق أو حق سترون أو دولة تعاد إنما كان هشام باشراحيل وصحيفته ومؤسسته وأسرته كلهم المحرك الأول والمضحي السخي في سبيل ذلك، وهو ما نريد أن تسجله الأقلام الشريفة بدون كلل أو ملل. يرحمك الله يا هشامنا الغالي، وسيأتي يوم لنعلمك بما كنت تراه، وإن نصر الله لقريب، ولا نامت أعين الجبناء!.