أي مشعل للفكر قد انطفأ لنجده اليوم في رأس السنة الميلادية (2013) فاتحة لإكمال مائتي يوم على رحيل الرجل النبيل وصاحب القلب الكبير سليل اسرة مناضلة صحافية ووطنية منذ عهد المؤسس المرحوم الاستاذ محمد علي باشراحيل حتى الارث الذي تحمله على عاتقه وشقيقه تمام الى يوم الوفاة ) 16/6/2012 ( في جمهورية ألمانيا الاتحادية رحمة الله عليه فقد ورد في الاثر: ان من مات في رحلة علاج او عمل او سفر لمهمة فهو شهيد ونعم الشهادة يا ابا باشا فلم يعد الوطن هو الذي يفخر بك فحسب بل تعدى ذلك الى العالمية التي خلدتك عند الله وعند الناس مما زاد من علو قدرك وجسامة تضحيتك التي بها خلقت ثورة عارمة اطاحت بالمتجبرين وأسست لحراك سلمي شعبي وطني يقود اليوم ثورة سلمية لاستعادة الوطن المسلوب ولقد بينت انك مثل والدك الذي كان يجمع التبرعات للعمل الفدائي في جبهات القتال، وقد اكدت الاصالة والانتساب لهذه المدينة التي وهبتها حياتك وما تملك . ولكن للاسف الشديد هناك من الاوفياء ايام محنتك خانتهم العشرة ونسوا ان الايام وهشام وتمام واسرة باشراحيل كافة كانوا هم وقود هذا الحراك ورايته والعامل الاول في اشهاره واظهاره في وقت كانت الدولة تقمع وتقتل ولم يتجرأ أي كبير ان يقول لها ) لا، وكفى ( لا الاحزاب ولا المنظمات ولا الوجاهات ولا حتى صناع القرار كانوا كلهم تحت سيطرة الخوف من الموت .. إلا باشراحيل الذي قال: لا لما يجري، وافرد مساحات للحراك في مطالبه ودعم تحركاته وواجه رأس الدولة ) المنهار (ولم يساوم على المبدأ وعلى الوطن ورفض الاغراءات الرئاسية الزائفة وكانوا يقولون: هو باشراحيل معروف عنه التغلب وإيثار المصلحة لكنهم خسئوا وانحشروا مع المنافقين حين قال لهم الرجل : والله لن اتراجع حتى لو دفعت حياتي واسرتي . وقد فعلها الباشراحيل فعلها وقهر الجميع جميع من كانوا يظهرون له الود وهم في قرارة أنفسهم ينفثون السم وهكذا هم الخائنون الذين لا وطن لهم ولا هوية. مائتا يوم تصادفنا اليوم مع فاتحة عام ميلادي جديد فهنيئاً لك يا ابا باشا وهاني ومحنا وهناء، هنيئا لك الخلود ومبارك لنا هذا النصر الذي حققته لنا وسيذكرك التاريخ ان اليوم او في الغد القريب كما سيلعن أولئك المندسون والخونة الذين صمتوا ولاذوا برؤوسهم في دفنها كالنعام ولات ساعة مندم لهؤلاء! مائتا يوم نحتفي بها وبك وبسنة جديدة علها تكون فاتحة عهد جديد لرئيس الدولة السيد عبدربه منصور هادي ورئيس حكومة الوفاق السيد محمد سالم باسندوة علهم يستشعرون تضحياتك التي اوصلتهم الى سدة الحكم ومن ثم يتم فك اسر الايام التي هي الآن في عامها الرابع اسرا . ولعل هؤلاء الذين يعرفون فك طلاسم اللغز لعلهم يقومون بعمل لائق يعيد كل شيء الى وضعه السابق وفقا للقانون والعرف الصحافي واستردادا للحق المسلوب ! اننا ونحن نطوي 200 يوم من رحيلك ايها الغالي الحبيب الاثير الى نفوسنا نترحم عليك وقلوبنا يعصرها الحزن والالم لفقدانك، لكنك ما تزال وستظل في عقولنا وفي قلوبنا الرجل الطيب الكريم الشهم الذي وهو على فراش المرض ويكاد يلاقي ربه يهاتفنا ويدعولنا ولوالدينا بالرحمة، فهل ننساك وصوتك مازال يرن ووجهك الباش ماثلا بابتسامته المعهودة وقلبك النقي الذي لا مثيل له حبا وودا والفة .. نعم نحن مازلنا على العهد ولك علينا التذكر والتفاخر في كل لحظة وفي كل انتصار وفي كل حرف نقرأه او نكتبه على الايام إن شاء الله .. وعلى صفحات الجرائد الاخرى هذا عهد لك نقطعه ولن نحيد عنه حتى يقطع الله صلتنا بالحياة ونسعد بلقيانك إن اراد الله فأنت كنت الانيس وستظل في قبرك توانسنا يوم اللقاء الاخير معك ومع محبيك ومناصرين وكل الناس الطيبين. أيا هشامنا الراحل ضاع الكلام وسكت الكلام ولم يبق إلا ان نودعك حتى لقاء .. لقاء يكون فيه النصر المؤزر بعودة الايام بجيلها الثالث الذي هو أهل للأمانة وتحملها بجدارة .