أبدى المجلس الوطني السوري المعارض الجمعة رفضا لدعوات أميركية تتعلق بضرورة ضم شخصيات سياسية أخرى من الداخل لتشكيل جبهة معارضة موسعة قادرة على مواجهة نظام الرئيس السوري بشار الأسد. واعتبر المجلس قبل يومين من اجتماع موسع يعقده في العاصمة القطرية الأحد، "أن أي حديث عن تجاوز المجلس الوطني أو تكوين اطر أخرى بديلة محاولة لإيذاء الثورة السورية وزرع بذور الفرقة والاختلاف"، ومشيرا إلى عدم جدية قوى يفترض أن تكون داعمة للشعب السوري في مواجهة "نظام القتل والإجرام، ونأي عن القيام بواجب حماية المدنيين الذين تقصفهم آلة الموت في كل لحظة". إلا أن المجلس أكد "جديته في الحوار مع كافة أطياف المعارضة بشأن المرحلة الانتقالية وتشكيل سلطة تعبر عن كامل الطيف الوطني"، وأوضح في بيان أصدره أن أي اجتماع في هذا الشأن "لن يكون بديلا عن المجلس أو نقيضا له". ويأتي موقف المجلس بعد يومين من تصريحات لوزيرة الخارجية الأميركية هيلاري كلينتون قالت فيها إنه "لم يعد من الممكن النظر إلى المجلس الوطني السوري على انه الزعامة المرئية للمعارضة"، بل يمكن أن يكون "جزء من المعارضة التي يجب أن تضم أشخاصا من الداخل السوري وغيرهم". وأضافت أنه حان الوقت لتجاوز المجلس الوطني وضم "من يقفون في خطوط المواجهة يقاتلون ويموتون اليوم" إلي صفوف المعارضة، معتبرة أن قيام ائتلاف واسع للمعارضة بحاجة إلى بنية قيادية قادرة على تمثيل كل السوريين وحمايتهم. مؤتمر المعارضة وبشأن مؤتمر المعارضة الذي سيعقد في الدوحة في السابع والثامن من الشهر الجاري، أبدت فصائل في المعارضة المسلحة استعدادها إلى المشاركة في مؤتمر للمعارضة. وكانت تقارير صحافية قد أشارت إلى دور أميركي في هذا الاجتماع بهدف الخروج بجبهة معارضة جديدة تكون مهمتها توحيد المعارضة السورية وتشكيل حكومة انتقالية. وقال رئيس المجلس العسكري للجيش السوري الحر العميد مصطفى الشيخ إن الدور الأميركي مطلوب لأنه سيقود باقي الدول للعمل ايجابيا في سورية. وأضاف في حوار مع "راديو سوا" أن ضعف الموقف الأميركي الراهن أسهم في إحجام المجتمع الدولي عن اتخاذ موقف حقيقي إزاء سورية. وأكد انه في حال عدم مبادرة الولاياتالمتحدة إلى أخذ موقف جدي فإن الوضع في سورية سيتدهور وستزداد حالة التطرف، حسب قوله. لكن نائب رئيس الوزراء السوري قدري جميل قال إن حل الأزمة السورية ليس في اسطنبول أو الدوحة، مؤكدا أن الحل في الداخل. اجتماع ثلاثي في القاهرة في هذه الأثناء، تستضيف القاهرة الأحد المقبل اجتماعا ثلاثيا يضم وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف والمبعوث الدولي العربي المشترك إلى سورية الأخضر الإبراهيمي والأمين العام لجامعة العربية نبيل العربي. وأكد أحمد بن حلي، نائب الأمين العام لجامعة العربية أن العربي سيبحث مع لافروف موقف روسيا للتعامل مع الوضع الحالي في سورية ومبادرتها بشأن الوضع هناك. وكانت الصين قد أعلنت الخميس أنها قدمت اقتراحات جديدة بنّاءة لوقف العنف في سورية تشمل إعلانا لوقف إطلاق النار يتم على مراحل، وتشكيل حكومة انتقالية. ميدانيا، واصل الطيران الحربي غاراته مستهدفا خصوصا ريف دمشق. وأفادت لجان التنسيق المحلية بإطلاق نار كثيف من رشاشات وأسلحة ثقيلة على منطقة دوما في ريف دمشق. وقالت اللجان إن هناك انتشارا مكثفا لقوات الأمن، وحملة اعتقالات عشوائية للمارة بالقرب من سوق عاصم في الطرف الشرقي من حي نهر عيشة. ويأتي ذلك عقب مقتل أكثر من 150 شخصا في عدة محافظات سورية الخميس، بينهم جنود نظاميون تمت تصفيتهم بأيدي مقاتلين معارضين.