واصل الرئيس باراك أوباما الخميس حملته الانتخابية من ويسكنسون في جولة تشمل ثلاث ولايات رئيسية قبل خمسة أيام من موعد التصويت، مشيدا بتجاوز الانقسامات السياسية في مواجهة الإعصار ساندي الذي ارتفعت حصيلة ضحاياه إلى 72 قتيلا على الأقل في كل أنحاء البلاد. وقال أوباما في مطار غرين باي "أثناء العاصفة، لا ديمقراطيون ولا جمهوريون. الجميع مواطنون أميركيون". ورد ساخرا على انتقاد وجهه منافسه الجمهوري ميت رومني الذي جعل من كلمة "التغيير" إحدى كلماته الرئيسية في خطاباته في الأسابيع الأخيرة، "نعرف ماذا يشبه التغيير، وهو ليس ما يقترحه الحاكم"، متحدثا عن "تلاعب" منافسه "للتستر بالتحديد على السياسات نفسها التي فشلت في بلادنا"، في إشارة إلى ولاية الرئيس السابق جورج بوش. كما وجه أوباما إلى رومني انتقادات أقل لكسب المترددين والوسطيين في الأيام الخمسة الأخيرة المتبقية من الحملة. وسيزور أوباما بعد ويسكنسون، كولورادو ونيفادا، أبرز ولايتين في الغرب الأميركي. رومني يجول في ست ولايات قبل خمسة أيام من موعد الانتخابات الرئاسية الأميركية، يستعد ميت رومني لجولة أخيرة تشمل ست ولايات. وفي هذا السياق، يتوجه رومني الجمعة إلى ويسكونسن وإلى مدينتين في أوهايو بشمال البلاد. والسبت، يعقد المرشح ثلاثة لقاءات انتخابية في نيو هامشير (شمال شرق) وآيوا (وسط) وكولورادو (غرب). والأحد، تم إعلان زيارة واحدة لولاية بنسيلفانيا (شمال شرق) حيث أظهرت استطلاعات الرأي تقدما مريحا لباراك أوباما. لكن برنامج رومني لبقية اليوم لم يعلن. ومساء الاثنين، يعود المرشح الجمهوري إلى أوهايو حيث يعقد آخر اجتماع انتخابي قبل فتح صناديق الاقتراع في نيو هامشير في الساعة 22:00 بالتوقيت المحلي. وعادة ما يسعى المرشحون في الأيام الأخيرة من حملتهم الانتخابية إلى الظهور في مظهر الفائز عبر التوجه إلى ولايات غير محسومة لمصلحتهم. أما المرشح الجمهوري لمنصب نائب الرئيس بول راين فيجول حتى الثلاثاء في كل من كولورادو ونيفادا وايوا واوهايو وبنسيلفانيا وفرجينيا وفلوريدا. من جانبه، أعلن رومني المرشح الجمهوري في أحد مصانع فرجينيا وهي الولاية التي أمضى فيها نهار الخميس "لكي نعيد أميركا بلدا قويا، علينا أن نضع حدا للانقسامات والتهجمات واستخدام أبشع الأوصاف، ينبغي أن نتعاون مع الحزب الآخر وجمع الديمقراطيين الصالحين مع الجمهوريين الصالحين لنعمل أخيرا من اجل الشعب ووضع السياسة جانبا". استطلاعات الرأي متقاربة وتبقى نتائج استطلاعات الرأي متقاربة جدا، وتميل بشكل طفيف لصالح الرئيس المنتهية ولايته بفضل تقدمه في الولايات الأكثر حسما على الخريطة الانتخابية. وأعلنت هيئة أركان حملة أوباما في شيكاغو الفوز وسخرت الأربعاء من "يأس" رومني الذي لم يتوصل بحسب آخر استطلاعات الرأي إلى التعويض عن تأخره في أوهايو الولاية الرئيسية بامتياز. لكن فريق رومني رد بأنه استفاد من "قوة الحملة" وأن هذا الدفع سيسمح له بالفوز في السادس من تشرين الثاني/نوفمبر المقبل. عودة الحياة تدريجيا بعد الإعصار من جهة ثانية، عادت الحياة تدريجيا في المناطق التي تضررت من الإعصار ساندي الاثنين خاصة في نيويورك، لكن ملايين الأشخاص لا يزالون محرومين من الكهرباء أو معزولين عن العالم وعالقين بسبب الفيضانات أو الثلوج حتى الخميس. ولقي 72 شخصا على الأقل مصرعهم على الساحل الشرقي للولايات المتحدة ما يرفع إجمالي عدد القتلى إلى 144 في حصيلة غير نهائية لضحايا لإعصار ساندي الذي ضرب أميركا الشمالية وجزر الكاريبي، بينما قتل 37 شخصا في نيويورك لوحدها، بحسب رئيس بلديتها. وبعودة النشاط إلى ثلاثة مطارات وتسيير الحافلات وفتح بعض المتاجر، يتوقع أن تعيش المدينة وضعا يقترب من أن يكون طبيعيا الخميس، فيما استأنفت شبكة الحافلات في المدينة عملها وكذلك المترو بشكل محدود، لأن قسما من السكة تغمره المياه. وذكرت شبكة التلفزيون الأميركية CNN الخميس أن أكثر من مليون لتر من الديزل تسربت إلى سواحل نيويورك بعد مرور الإعصار المدمر ساندي بينما تستمر الجهود لتنقية المياه. وينظم خفر السواحل الأميركية عملية التنظيف مع حوالي 100 رجل يقيمون سدودا عائمة لتطويق التسرب، كما قالت الشبكة. وفي النهاية، فإن العودة الكاملة إلى الوضع الطبيعي ستحتاج إلى عدة أيام، بحسب ما ذكرت السلطات. في هذه الإثناء، بقيت ستة ملايين عائلة وشركة غالبيتها في ولايتي نيويورك ونيوجرزي محرومة من التيار الكهربائي، الذي قد يدوم أياما، ولا تزال شبكات الهاتف والسكة الحديد مضطربة، فيما ألغيت آلاف الرحلات الجوية. وانتشر حوالي 10 آلاف جندي من الحرس الوطني عبر الولايات المتضررة من الإعصار الذي تقدر شركات التامين خسائره المشمولة بالتأمينات وفقا لتقديرات أولية بين 10 إلى 20 مليار دولار. وأعلنت شركة ايكات المتخصصة في تقدير الأضرار الخميس أن قيمة الأضرار التي خلفها الإعصار ساندي تتراوح بين 30 و50 مليار دولار. وأشار البيت الأبيض إلى أن أوباما يضع الكارثة الطبيعية في أولويات اهتماماته وهو ليس بعيدا عنها. وقبل انطلاقه في حملته، شارك في مؤتمر حول هذا الموضوع مع فريق عمله، و"سيبقى على اتصال مستمر معه"، كما وعد المتحدث باسمه جاي كارني.