لقد أفلست نخبنا جميعها.. أفلست نخبتنا( الحاكمة) فلم تجد إلا مجموعة من أهل الثقة والخبرة تتناقلهم هم هم من مجلس الشعب, إلي الجمعية التأسيسية, إلي مجلس الشوري, وكأن رحم مصر عقمت بعد أن أنجبت هؤلاء! أفلست فظلت تتباكي وتشتكي من حملة إعلامية ممنهجة ضدها ينفق عليها المليارات دون أن تتحرك هي فتعيد تنظيم صفوفها وأدواتها الكثيرة لتواجه هذه الحرب الممنهجة.. إنه الشعور بالعجز والإفلاس. أفلست نخبتنا( السياسية).. فشلت في اعتلاء( كرسي الرئاسة) فرفضت الحوار, وقررت النضال بحشد أنصارهم والمغرر بهم حول المنشآت الحيوية ليهتز الاستقرار, ويهرب الاستثمار.. فشلت في التواصل مع الجماهير في الشارع فلجأت إلي تشكيل( جبهة إسقاط) الرئيس المنتخب, والبلد بأكمله.. أفلست في( إقناع الداخل) فلجأت علنا ودون حياء إلي( الاستقواء بالخارج). أفلست نخبتنا( القضائية).. تباطأت عن مواجهة الفساد, ونهب الشعب وظلمه لأكثر من ثلاثين سنة, ولم تتحرك دفاعا عن قضاة الاستقلال وسحلهم أمام دار القضاء العالي عام2006 لنراها تستأسد فجأة مدافعة عن استقلال القضاء!! تدافع عن نائب عام سابق طالبت ملايين المصريين في ميادين ثورتها بإقالته بادعاء أن ذلك غير قانوني, وكأن خلع المخلوع كان قانونيا! أفلست نخبتنا( الإعلامية).. فشلت في شغل الجماهير بقضايا الوطن ونهضته في هذه المرحلة الحساسة فإذا بها تأخذهم لقضايا تافهة سرعان ما يتم نفيها من نوع صحة الرئيس, وهل هو بخير أم يعاني صداعا.. فشلت في الحشد ضد تيارات الإسلام السياسي, وضد مشروع الدستور فسارعت وفور ظهور النتائج بتنغيص فرحة المصريين بوضع الدستور عن طريق تخويفهم وترهيبهم بإفلاس وشيك, وانهيار تام للدولة ولأرزاقهم حتي وإن أجمع خبراء اقتصاديون علي أن دخول مصر مرحلة الإفلاس شبه مستحيل!! يا( نخبتنا).. يا( نكبتنا).. أنتم صنيعة وبقايا نظام بائد, فارفعوا وصايتكم علينا.. لقد أفلستم, والشعب أسقطكم.