أعلنت وزارة الخارجية الأميركية أنه يجري الإعداد لاجتماع بين نائب وزيرة الخارجية الأميركية وليام بيرنز ونظيره الروسي ميخائيل بوغدانوف لبحث الأزمة السورية، وقالت إن الوزيرة هيلاري كلينتون اتصلت في الأيام الأخيرة بالموفد الدولي العربي المشترك إلى سورية الأخضر الإبراهيمي ورئيس الوزراء القطري حمد بن جاسم آل ثاني للغرض ذاته. وقالت المتحدثة باسم الوزارة فيكتوريا نولاند إن الاتصال مع الإبراهيمي كان يرمي إلى الإطلاع على نتيجة زيارته إلى سورية ولقائه بالرئيس بشار الأسد وشخصيات سورية أخرى والخطوات المقبلة التي يتوقعها بشأن متابعة المحادثات مع بيرنز وبوغدونوف بشأن إحياء اتفاق جنيف. وقالت نولاند "إن جهودنا تركز بشكل رئيسي على دعم مساعي يقوم بها الإبراهيمي لإحياء المبادئ التي تم تحديدها في اجتماعات جنيف في نهاية شهر يونيو/حزيران لتشكيل حكومة انتقالية في سورية". وجددت نولاند الموقف الأميركي الداعي إلى ضرورة تنحي الرئيس السوري بشار الأسد عن السلطة وتأكيد أن لا مكان له في العملية الانتقالية. وأعربت نولاند عن صدمتها من وحشية نظام الأسد وذلك في معرض تعليقها على إعلان الأممالمتحدة ارتفاع عدد القتلى جراء الصراع المستمر في سورية منذ 22 شهرا إلى 60 ألف شخص على الأقل. وقالت نولاند إن واشنطن تواصل تحميل نظام دمشق المسؤولية عن المجازر التي تشهدها مختلف المناطق السورية. انتقادات لجهود الإبراهيمي يأتي ذلك فيما قال عضو الائتلاف السوري برهان غليون إن المبعوث الدولي المشترك الأخضر الإبراهيمي فشل في تحقيق الحل السياسي، وأنه لم ينجح في التوصل إلى حل سياسي للأزمة السورية. وكان رئيس المجلس الوطني السوري المعارض جورج صبرا قد انتقد في وقت سابق ما وصفه بعدم وجود مبادرات إيجابية يتخذها المبعوث الدولي والذي قال إنه يتنقل هنا وهناك بدون أي مبادرة حقيقية لتسوية النزاع، حسب تعبيره. وقال صبرا في مؤتمر صحافي عقده في إسطنبول "لا نسمع شيئا حاليا، لسوء الحظ، عما يمكن أن نطلق عليه مبادرة أطلقها السيد الإبراهيمي، إلا زيارة هناك أو هناك وبعض التصريحات والخطب. وفي آخر خطبه وضع شعبنا أمام خيارين: إما نظام الأسد أو جهنم، وهذه ليست اختيارات لأنها متشابهة". وأضاف رئيس المجلس الوطني السوري "إذا كان السيد الإبراهيمي يذهب هنا وهناك بدون مبادرة حقيقية فإنه يضيع الوقت، والوقت بالنسبة لنا يعني المزيد من الضحايا، ونأمل أن يغير رأيه ويفكر في الشعب السوري والثورة السورية". مبادرة لإنهاء الأزمة في سياق متصل، أعلن تحالف قوى التغيير السلمي في سورية أنه يعدّ مبادرة قد تساعد مع الجهود التي يبذلها الإبراهيمي لإنهاء الأزمة. وقال ممثل التحالف طارق الأحمد ل"راديو سوا" "نحن ذاهبون فعليا وجدّيا إلى صنع المبادرة الذاتية التي تخرج الوطن السوري من أزمته، نحن نعرف بأن السيد الأخضر الإبراهيمي يتحرك ونحن أيضا نتحرك، نريد أن يكون هناك توافق دولي على الأقل لترك الشعب السوري يصنع مبادرته بنفسه". وفي هذا الإطار قال المحلل السياسي إلياس إبراهيم إن حل هذه الأزمة والوصول إلى سورية أفضل في عام 2013 يتوقف على التوافقات الدولية التي لها التأثير الأساسي والمباشر على الأزمة السورية الداخلية والآن المجتمع السوري يعول على تقارب رؤى بين الولاياتالمتحدة وروسيا لخلق تفاهم مشترك". "دمشق منفتحة على أي مبادرة سلمية" من جهته، جدد رئيس الوزراء السوري وائل الحلقي انفتاح الحكومة السورية على أي مبادرة تساعد في حل الأزمة التي تمر بها البلاد عبر الحوار والطرق السلمية. وقال الحلقي خلال جلسة لمجلس الوزراء عقدت الأربعاء إن حكومته تسير في الاتجاه الصحيح في معالجة الأزمة الحالية. "رفض أي خطة تطرح بقاء الأسد" لكن المراقب العام لجماعة الإخوان المسلمين في سورية محمد رياض شقفة قال في حديث مع "راديو سوا" إن "أي خطة تطرح بقاء الأسد فهي مرفوضة"، مضيفا أن "الحل السياسي هو أن يرحل الأسد والمجرمين معه ثم من السهل أن يطرح حل سياسي". وتابع أن "أول فقرة في أي حل سياسي خروج الأسد وشلته المجرمة، الشعب السوري لم يعد يطيق رؤية هذه العصابة بما فيها قادة الأجهزة الأمنية وقادة الفرق الذين كانوا يقودون فرقهم لقصف الشعب السوري، فالذي ساهم في قتل الشعب السوري وتدمير سورية يجب أن يخرج من سورية". آمال بعودة الأمور إلى ما كانت عليه ومع اشتداد حدة المعارك في سورية بين المعارضة المسلحة والنظام، أعرب الكثير من السوريين في الخارج عن أملهم في أن يحمل العام الجديد بشارة النصر للثورة وتغيير النظام. وقال لاجئ أوى إلى تركيا "إن شاء الله هذه السنة سنة مباركة علينا والأمن يستتب وترجع الأمور أحسن من الأول". وقال آخر "أتمنى ترجع البلد مثل ما كانت والعالم ترجع تحب بعضها مثل ما كانت بالأول". كما قال لاجئ ثالث "أتمنى يرجع الأمن والأمان للبلد ونخلص من هذه الأزمة التي عايشينها وترجع العالم يد واحدة مثل ما كان في الأول". اعتصام في لبنان وفي لبنان، نظم أهالي تسعة مخطوفين شيعة في سورية اعتصاما بالقرب من مكاتب شركة الطيران التركية وسط بيروت ومنعوا الموظفين من الدخول إليها، وقاموا بوضع الشمع الأحمر على الأقفال لمنع فتحها. وذكر مراسل "راديو سوا" في بيروت يزبك وهبة أن المعتصمين طالبوا أنقرة بالضغط على الثوار السوريين الذين قالوا إنهم "يخضعون لسيطرة تركيا في ريف حلب" لإطلاق سراح أقاربهم المختطفين منذ أكثر من سبعة أشهر. وقالت سيدة شاركت في الاعتصام "معروف أن الأتراك يدعمون الخاطفين، وعليهم أن يسعوا للإفراج عن أهلنا وإلا صعّدنا تحركاتنا، وأقفلنا مصالحهم عندنا". وقالت أم شاركت في الاعتصام "لا نريد بقاء السفارة التركية في لبنان وسنسعى لتخريب مصالحها إذا لم تفرج عن أبنائنا". وقال معتصم آخر "نحن نقوم بالأفعال ولا نكتفي بالأقوال، وإذا هددنا ننفذ". وقد أبلغ وزير الداخلية مروان شربل، الذي أبدى تفهمه لتحرك الأهالي، المعتصمين أن تركيا ترفض الوساطة تحت الضغط، واعدا بتكثيف التحرك الحكومي للعمل على الإفراج عن المختطفين. ورغبة في إعطاء الإتصالات السياسية وقتا إضافيا علّق أهالي المختطفين تحركاتهم ضد المصالح التركية لبعض الوقت، شاكرين لوزير الداخلية متابعته واهتمامه، كما قالوا. اختطاف صحافي أميركي في سياق آخر، أعلنت عائلة الصحافي الأميركي المستقل جيمس فولي الذي قدم في الأشهر الأخيرة تحقيقات لوكالة الصحافة الفرنسية عن الحرب في سورية، إنه تعرض للاختطاف في نهاية نوفمبر/تشرين الثاني في شمال سورية. وذكرت الوكالة أن فولي البالغ من العمر 39 عاما، أوقف في 22 نوفمبر/تشرين الثاني قرب مدينة تفتناز من قبل أربعة رجال مسلحين برشاشات كلاشنيكوف، أفرجوا بعد ذلك عن سائقه ومترجمه. ومنذ ذلك الوقت لم تتلق عائلته أي أخبار عنه. ويعمل فولي، الذي قام بتغطية أبرز النزاعات في السنوات الأخيرة، مراسلا للموقع غلوبال بوست الأميركي المتخصص بالأخبار الدولية، كما يعمل لصالح شبكات تلفزيونية اميركية كبرى. وكانت عائلة الصحافي، الذي أوقف في ليبيا في 2011 مدة 43 يوما من قبل نظام معمر القذافي، قد طلبت التكتم على خطفه على أمل أن يسمح ذلك بتعزيز الجهود لإطلاق سراحه، لكنها قررت إعلان ذلك فيما لم تتبن أي جهة خطفه.