الإبراهيمي يبحث مع الروس والأميركيين بجنيف تسوية الأزمة دعا الائتلاف الوطني السوري المعارض إلى انتقال منظّم للسلطة في سوريا, وقال إنه يعمل على تشكيل حكومة انتقالية لإدارة المرحلة التي تعقب الانهيار المفترض لنظام الرئيس بشار الأسد, في حين يبحث الموفد الأممي العربي الأخضر الإبراهيمي مع الروس والأميركيين في جنيف الجمعة سبل تسوية الأزمة في سوريا. وقال الائتلاف في بيان إنه عرض خلال المؤتمر، الذي نظمته الخارجية البريطانية أمس الخميس وأول أمس الأربعاء، "مسودة رؤية للمرحلة الانتقالية ترتكز على انتقال منظم للسلطة تستمر مؤسسات الدولة فيه بالعمل وتسيير الأعمال، وينسحب الجيش مباشرة إلى قواعده". وتتضمن هذه الرؤية في المرحلة التالية نزع السلاح من المدنيين, والتركيز على الوحدة الوطنية وإعادة البناء. ويشترط الائتلاف -الذي يرأسه أحمد معاذ الخطيب- رحيل الأسد ضمن أي تسوية سياسية محتملة. وقال في البيان الذي نشره أمس الخميس إنه "لا يوجد حل سياسي مع بقاء الأسد وزمرته الأمنية". وكان الائتلاف قد رحب أمس بتصريحات الإبراهيمي التي قال فيها بالخصوص إنه لن يكون للأسد مكان في أي حكومة انتقالية قد يتم تشكيلها مستقبلا. رؤية للحل وفي البيان ذاته, قال الائتلاف الوطني السوري إن الهدف من الرؤية أو الخطة التي عرضها في لندن هو تحقيق انتقال سياسي بأقل الخسائر البشرية والمادية مع المحافظة على مبادئ الثورة وأسسها وعلى تواصل مؤسسات الدولة, والعمل مع المنشقين السياسيين. وأضاف أنه لا يوجد حل سياسي بمعزل عن العمل العسكري على الأرض, مطالبا المجتمع الدولي بتنفيذه وعوده في مؤتمر أصدقاء الشعب السوري بمدينة مراكش بشأن المساعدات الموعودة للمعارضة السورية بما في ذلك دعم المجالس البلدية في المناطق التي باتت تحت سيطرة المعارضة. وقال الائتلاف إنه يعمل على تشكيل حكومة مؤقتة بعد توحيد العمل العسكري من خلال هيئة الأركان. وطالب المجتمع الدولي بسحب ما تبقى من شرعية لنظام الأسد عبر تسليم مقعدي سوريا في الجامعة العربية والأمم المتحدة وأموال النظام المحجوزة إلى الائتلاف الوطني والحكومة المنبثقة عنه. وفي السياق نفسه, أعلن رئيس المجلس الوطني السوري جورج صبرة أن توفير الأمن والاستقرار للسوريين في مرحلة ما بعد الأسد هو الركن الأساسي في المرحلة الانتقالية. وقال للجزيرة في لندن إن مهام المرحلة الانتقالية تتمثل أيضا في توفير الخدمات وإغاثة المنكوبين والنازحين. وجاء بيان الائتلاف وتصريحات صبرة قبل ساعات من اللقاء الذي يجمع اليوم الجمعة في جنيف الإبراهيمي بكل من وليام بيرنز مساعد وزيرة الخارجية الأميركية, وميخائيل بوغدانوف نائب وزير الخارجية الروسي لبحث الأزمة في سوريا. وقبل هذا اللقاء, شدد الإبراهيمي على أن إعلان جنيف الذي توصلت إليه القوى الكبرى في يونيو/حزيران الماضي ينبغي أن يكون أساس الحل. وينص الإعلان على انتقال سياسي في سوريا دون أن يحدد مستقبل الأسد. " قال وزير الدفاع الأميركي ليون بانيتا أمس إن بلاده تبحث الإجراءات اللازمة لحماية الأسلحة الكيماوية السورية في حال سقوط النظام السوري " وكانت دمشق انتقدت أمس تصريحات الإبراهيمي التي استبعد فيها أي دور للأسد في المرحلة الانتقالية المحتملة, لكنها قالت إنها لا تزال تأمل في نجاح مهمته. وفي هذا الإطار أيضا، قال رئيس الوزراء التركي رجب طيب أردوغان أمس إن المهلة التي منحها الشعب السوري للأسد انتهت, مستبعدا من جهته أي دور له في مرحلة الانتقال. الأسلحة الكيماوية على صعيد آخر, قال وزير الدفاع الأميركي ليون بانيتا أمس إن بلاده تبحث الإجراءات اللازمة لحماية الأسلحة الكيماوية السورية في حال سقوط النظام السوري, مستبعدا في الأثناء إرسال قوات أميركية إلى سوريا لهذا الغرض. وأضاف بانيتا في مؤتمر صحفي "النقاش الذي نجريه ليس مع الإسرائيليين فقط بل مع دول أخرى في المنطقة، هو حول الخطوات الواجب اتخاذها لضمان أمن هذه المواقع, وعدم وقوعها في الأيدي الخاطئة". من جهته, قال رئيس هيئة الأركان المشتركة الأميركية مارتين ديمبسي إنه ليس بإمكان واشنطن القيام بأي شيء لمنع نظام الأسد من استخدام الأسلحة الكيميائية ضد الثوار. وكانت دمشق قالت سابقا ردا على تخوفات من هذا القبيل إنها لن تستخدم الكيماوي "إن وُجد". اخبارية نت – الجزيرة نت