تستضيف مدينة جنيف السويسرية الجمعة اجتماعا ثلاثيا بين المبعوث العربي الدولي المشترك إلى سورية الأخضر الإبراهيمي ومساعد وزيرة الخارجية الأميركية وليام بيرنز ونائب وزير الخارجية الروسي ميخائيل بوغدانوف، هو الثاني منذ التاسع من ديسمبر/كانون الأول الماضي، ويهدف إلى تعزيز المناقشات من أجل التوصل إلى حل سياسي للأزمة في سورية. وقبيل اللقاء، بحث وكيل وزارة الخارجية التركية فريدون سنيرلي أوغلو الخميس مع نائب وزير الخارجية الروسية ميخائيل بوغدانوف مقترحات ملموسة للحكومة التركية بهدف حل الأزمة في سورية. قال عضو الائتلاف السوري المعارض عبد الباسط سيدا إن تركيا تحاول إقناع موسكو بمقترحها لحل الأزمة، مشيرا في حديث ل"راديو سوا" إلى أن "الحكومة الموقتة تشكل في ظل تواصل مقومات النجاح في مقدمتها الاعتراف الدولي والحماية والقدرة المادية بأن الحكومة تقدم المساعدات للمنكوبين في الداخل واللاجئين في مخيمات خاصة الزعتري الذي يعاني الظروف المعيشية الصعبة للغاية". تجدر الإشارة إلى أن لقاء جنيف يأتي بعد يومين من تصريحات أدلى بها الإبراهيمي وصف فيها مبادرة قدمها الرئيس السوري الأحد لحل الأزمة بأنها منحازة، مؤكدا أن الأسد لن يكون له دور في أي مرحلة انتقالية في سورية. لكن وزارة الخارجية السورية ردت على الإبراهيمي بالتعبير عن استغرابها الشديد لتصريحاته، وقالت إنه قد أظهر انحيازه لمواقف أوساط معروفة بتآمرها على سورية، على حد تعبيرها. هذا وقال أستاذ العلوم السياسية في جامعة باريس خطار أبو دياب ل"راديو سوا" "إن المنتظر من الإبراهيمي أن يقنع الروس أن محاولاتهم ومساعيهم لجذب الأسد للحل السياسي فشلت وينبغي عليهم القبول برحيل الرئيس السوري". من جانبه استبعد أستاذ العلاقات الدولية في جامعة دمشق بسام أبو عبد الله أن تغير موسكو موقفها من الإحداث في سورية "لأن الموقف الروسي واضح وثابت وما يجري الحديث عنه اليوم هو المبادرة السورية التي تأتي متوافقة مع بيان جنيف"، واصفاً رفض المعارضة السورية والولايات المتحدة والأمم المتحدة لهذه المبادرة بأنه ضمن سياسة "المساومة" التي ينتهجها الفرقاء، على حد تعبيره. في هذه الأثناء، قال المتحدث باسم جماعة الإخوان المسلمين في سورية زهير سالم إن موقف الإبراهيمي الأخير من مبادرة الأسد كان بسبب "الوجوم الروسي بعد تلقي هذه المبادرة" وهو "ما أعطى الإبراهيمي تشجيعا للحديث بهذه اللهجة". مباحثات إيرانية مصرية في غضون ذلك، احتلت الأزمة السورية حيزا من المباحثات الإيرانية المصرية. ففي القاهرة، دعا وزير الخارجية الإيرانية علي أكبر صالحي الخميس الدول المجاورة لسورية إلى تشجيع حل سياسي للنزاع في هذا البلد. وأعرب صالحي أمام الصحافيين في ختام محادثات مع الرئيس المصري محمد مرسي عن "أمله في أن تجتمع دول المنطقة لتبحث سبل التوصل إلى حل سوري يقطع الطريق أمام التدخل الأجنبي الذي لا يريد لنا الخير ولكي يقرر الشعب السوري في نهاية المطاف ما يريد". هذا وكشف نائب الأمين العام لجامعة الدول العربية أحمد بن حلي الخميس ل"راديو سوا" أن صالحي عرض على الأمين العام للجامعة نبيل العربي خلال اجتماعه به في القاهرة الخميس تفاصيل مقترح إيراني لحل الأزمة السورية. وقال بن حلي إن المقترح الإيراني المكون من ست نقاط لا ينص على رحيل الرئيس السوري بشار الأسد، مضيفا "بعد سنتين من الأزمة وتعقيداتها وسقوط آلاف الضحايا أعتقد أن الشعب السوري لا بد أن يستجاب له في التغيير بدءا من القمة. هذا هو ما يمكن أن يرضى به الشعب السوري". بحث مرحلة ما بعد الأسد في بريطانيا في سياق متصل، قال رئيس المجلس الوطني السوري جورج صبرا إن كل الأطراف الدولية باتت تدرك أنه لا مرحلة انتقالية في ظل وجود الأسد، وذلك بعد مشاركته في مؤتمر اختتم في لندن الخميس حول مرحلة ما بعد الأسد. وأوضح صبرا في مقابلة مع وكالة أنباء الأناضول أن المؤتمر تطرق إلى الدعم المادي الذي ينبغي أن تلقاه الحكومة الانتقالية حتى تستطيع القيام بمهامها، مشددا على أن المعارضة السورية تلقت وعودا بالدعم من الأطراف الدولية من دون أن تجد هذه الوعود ترجمة على أرض الواقع حتى يمكن للحكومة أن تقوم بمهامها، بحسب تعبيره. من جانبه، قال الائتلاف الوطني السوري في بيان له الخميس إنه قدم في اجتماع عقد في بريطانيا على مدى يومين مسّودة رؤية للمرحلة الانتقالية ترتكز على انتقال منظم للسلطة تستمر مؤسسات الدولة فيه بتسيير الأعمال وينسحب الجيش إلى قواعده ويتم نزع السلاح من المدنيين. وقال الائتلاف إن الهدف من خطة العمل المقدمة، محاولة الانتقال بأقل الخسائر البشرية والمادية مع الحفاظ على مبادئ وأسس الثورة، وعلى استمرارية مؤسسات الدولة والعمل مع المنشقين السياسيين.