اعتبر سياسيون وخبراء أردنيون وفلسطينيون أن تصريحات الرئيس الفلسطيني محمود عباس والتي هدد خلالها بحل السلطة الفلسطينية وإعادة تسليم مفاتيح الضفة الغربية لإسرائيل حال عدم توقفها عن بناء المستوطنات تعكس حالة الجمود التي وصلت إليها المفاوضات بين الفلسطينيين والإسرائيليين . وقال الخبراء والسياسيون - في ندوة نظمتها صحيفة "العرب اليوم" الأردنية اليوم الجمعة - إن تهديدات أبومازن بمثابة مناورة سياسية لا يقصد منها تسليم مفاتيح السلطة كما فهم البعض بل هو تحذير لإسرائيل في حال عدم توقفها عن بناء المستوطنات أو حدوث أي تقدم في مفاوضات السلام والتأثير على مسار الانتخابات الإسرائيلية المقرر أن تجري 22 يناير الجاري . وبدوره ، قال رئيس الوزراء الأردني الأسبق الدكتور عبد السلام المجالي إن إسرائيل جمدت عملية السلام وبالتحديد مع السلطة الفلسطينية برئاسة محمود عباس ، مشيرا إلى أن هناك نظريات خاطئة وهي أن تقام الدولة الواحدة وتجمع الإسرائيليين مع الفلسطينيين وعندها يصبح الوجود الفلسطيني أكثر من الإسرائيلي . وأضاف المجالي " انه قد اسيء فهم تصريحات أبومازن حيث أن حل الدولة الفلسطينية هو يعني إقامة الدولة الواحدة وهو عرض يرفضه الاسرائيليون لأنه شر عليهم " ، واصفا تصريحات الرئيس الفلسطيني ب "المناورة السياسية" لا يقصد فيها تسليم مفاتيح السلطة لأحد كما فهم الآخرون بل هي توجيه تحذير بوجود خطر على إسرائيل . ومن جانبه ، أوضح مسئول العلاقات الخارجية في حركة المقاومة الاسلامية الفلسطينية "حماس " وممثلها في لبنان أسامة حمدان أن تصريح الرئيس محمود عباس هو مؤشر واضح لما وصلت إليه المفاوضات مع إسرائيل بل تكشف حقيقة مسيرة العملية السلمية والتي سعت السلطة الفلسطينية من خلالها إلى استرجاع الحقوق الفلسطينية ولكنها لم تتحقق وأصبحت غير قابلها للتحقيق . وأضاف حمدان أن تصريح أبومازن يجب أن يعزز العودة للطاولة بين الفصائل الفلسطينية لأجل البحث الوطني عن بدائل السلام مع إسرائيل ولأجل حماية المشروع الفلسطيني . وبدوره ، قال الخبير الاقتصادي والسياسي الأردني الدكتور نصير الحمود إن تهديدات أبومازن هي محاولة للتأثير على مسار الإنتخابات الإسرائيلية لتخويف الإسرائيليين من إمكانية حدوث انفلات في الضفة الغربية يعيد الانتفاضة من جديد وهو ما سيؤرقهم من جديد ما قد يدفعهم لعدم التصويت لرئيس الحكومة الحالي بنيامين نتنياهو وتحالفه اليميني المتطرف وهو التكتل الذي ضرب عرض الحائط جميع النداءات الدولية الداعية لوقف الاستيطان ليقابل ذلك بمضاعفة جهوده الاستيطانية . وتابع "إن محمود عباس يريد توجيه رسائل للعالم العربي المنشغل بقضاياه الداخلية مفادها أن السلطة الفلسطينية على شفير هاوية الإفلاس.. فما ردكم حيال ذلك". أخبار مصر - فلسطين - البديل