في إطار الجهود المبذولة لإيجاد علاجات تزيل أو تخفف أعراض مرض الزهايمر خضع مريض أمريكي لعملية تم خلالها تركيب منظم إلكتروني في دماغه، يأمل العلماء بأن يسهم في تقليل فقدان الذاكرة الذي يعانيه مرضى الزهايمر . وهذا المنظم الذي يعمل على استثارة الدماغ وتحفيزه، سبق استخدامه على آلاف الأشخاص الذين يعانون مرض باركينسون باعتباره من وسائل تعزيز الذاكرة ومنع التدهور الإدراكي . وهذه هي المرة الأولى التي يخضع فيها مريض يعاني باركينسون لهذه الجراحة في الولاياتالمتحدة، وذلك في مسعى من العلماء لإيقاف آثار العته، الذي يسلب ضحاياه المسنين من ذكريات حياتهم ومن مقدرتهم على تأدية المهام اليومية البسيطة . بدلاً من التركيز على العلاج بالعقاقير، التي أخفق كثير منها في التجارب الإكلينيكية الأخيرة، يدرس الباحثون في كلية الطب في جامعة جونز هوبكنز بالولاياتالمتحدة استخدام شحنات كهربائية مخفضة تنقل مباشرة للدماغ . في ،2010 وفي إطار بحث أولي متعلق بدرجة الأمان أجري في كندا، زرعت الأجهزة في أدمغة 6 مرضى يعانون الزهايمر . وقد أظهرت التجربة أن المرضى الذين يتسمون بأنماط خفيفة من هذا المرض بدت عليهم أمارات زيادات في استقلاب الغلوكوز، وهذا مؤشر يدل على أن أعصاب الدماغ تعمل . كما أظهر أغلبية مرضى الزهايمر انخفاضات في استقلاب الأيض على مدار نفس الفترة التي أجريت فيها التجربة والتي استغرقت 13 شهراً . وقال البروفيسور بول روزنبرغ أستاذ العلوم النفسية والإدراكية في كلية الطب بجامعة جونز هوبكينز: "حثت الإخفاقات التي حدثت مؤخراً في تجارب استخدام العقاقير في علاج مرضى الزهايمر العلماء على السعي لإيجاد استراتيجيات بديلة . وهذه الطريقة الجديدة تعتبر بمنزلة منهجية مختلفة تماماً، يسعى العلماء من خلالها لتسهيل عمل وظيفة الدماغ بشكل آلي . وهي طريقة علاجية جديدة لمرض يزداد شيوعاً" . ومن المتوقع أن يخضع 40 مريضاً لزراعة تحفيز الدماغ في السنة المقبلة في جونز هوبكينز وفي 4 مؤسسات طبية أخرى في الولاياتالمتحدة . ويشمل هذا الإجراء العلاجي حفر ثقوب في الجمجمة لزرع أسلاك في قبو الدماغ على جانبي الدماغ . القبو ممر في الدماغ يسهم في نقل المعلومات لمنطقة "الحصين" في الرأس، وهي المنطقة التي يبدأ فيها التعلم وتصنع فيها الذكريات، ومنها تنطلق الأعراض الأولية للزهايمر . ويتم توصيل هذه الأسلاك بجهاز مشابه لمنظم القلب "المحفز"، حيث يولد نبضات إلكترونية صغيرة في الدماغ "130 مرة في الثانية" . ويقول الدكتور روزنبرغ إن المريض لا يشعر بهذا التيار الإلكتروني . وخلال التجربة سيتم زرع الأجهزة في جميع المرضى . وسيعمل الباحثون على تشغيل المحفزات الإلكترونية بعد أسبوعين من إجراء الجراحة لدى نصف المرضى، في حين سيتم تشغيل المحفزات لدى النصف الثاني من المرضى الخاضعين للتجربة بعد عام من الجراحة، ولن يعلم المرضى ولا حتى الأطباء الذين يشرفون على علاجهم، أي مجموعة ستحصل على بداية مبكرة أو متأخرة للتشغيل . ويقول الدكتور روزنبرغ: "قد يبرهن التحفيز العميق للدماغ على نجاعته باعتباره آلية مفيدة لعلاج مرض الزهايمر، أو يعيننا على تطوير علاجات تقل فيها النفاذية للجسم وتكون مرتكزة على الآلية نفسها" . ويقول الخبراء إنه بحلول العام ،2050 سيتضاعف عدد الناس المصابين بالزهايمر والذين تبلغ أعمارهم 65 عاماً فما فوق، ثلاث مرات، إذا لم يتم إيجاد علاجات فعالة وناجعة لهذا المرض .