حقق منتخب الإمارات بداية صاروخية عندما فاز على قطر 3-1 في الجولة الأولى من منافسات كأس "خليجي 21"، مؤكداً أنه أحد المنافسين الكبار في البطولة، رغم أنه من المبكر الحديث عن ترشيحات فنية . كان منتخب الإمارات هو كل شيء في المباراة مع قطر، في حين اعتمد "الأبيض" على الروح القتالية ومهارة بعض لاعبيه في الوسط، ولاسيما "الفنان" عمر عبدالرحمن و"الأنيق" عامر عبدالرحمن، فإن المنتخب القطري كان غائباً كلياً عن المجريات ولم تقم له قيامة، حتى إن البعض لم يصدق أن هذا الفريق هو نفسه من يلعب في الدور الرابع الحاسم لتصفيات مونديال 2014 . وأكد منتخب الأمل الذي يضم خيرة لاعبي المنتخب الأولمبي سابقاً أنه فريق محترم فنياً، فهو يملك الأدوات القادرة على التألق، وان كنا ننتظر أكثر من كتيبة مهدي علي، على اعتبار أنها قدمت مباريات أفضل في السابق . ومايصب في مصلحة "الأبيض" في عهده الجديد بقيادة مهدي علي أنه أصبح أكثر تمرساً مع الضغوط بسبب المباريات الكثيرة التي خاضها اللاعبون في مراحل منتخبي الشباب ثم الأولمبي ثم الأول، وقد بدا مدى التركيز العالي عندما عادل منتخبنا بعد أقل من دقيقتين من هدف قطر الافتتاحي، قبل أن يسجل علي مبخوت هدف التعزيز وينهي محمد أحمد المهرجان بالهدف الثالث . ويجب على لاعبي الإمارات معرفة ان الفوز ليس نهاية المطاف، فهناك مواجهات مقبلة وكأس الخليج دائماً عودتنا على غير المتوقع، وليس بالضرورة من يكون أفضل هو من يفوز في النهاية . على خط آخر، أكد مهدي علي مدرب "الأبيض" خلال المؤتمر الصحفي: أشكر في البداية جميع اللاعبين على المجهود الذي بذلوه خلال الأسبوعين الماضيين، والحمد لله أن مجهودهم أثمر بنتيجة إيجابية اليوم، وأعتقد أن منتخبنا أدى بشكل جيد وكنا الأفضل في المباراة، ولكن مازال لدينا عمل كبير لنقوم به خلال المباراة المقبلة، وهناك بعض الملاحظات التي يجب أن نأخذها في الاعتبار، والمهم أننا حققنا الفوز وقد عملنا خلال الأيام الماضية على إبعاد اللاعبين عن الضغط الإعلامي الكبير، مؤكداً أنهم عملوا على اللاعبين عن كل ذلك، ولكن بعض الإعلاميين لم يعجبهم الأمر، وتمنى من الجميع التوافق مع العمل المحترف الذي يتم اتباعه بإتاحة الفرصة للإعلام لأخذ التصريحات من اللاعبين خلال الفترات المحددة في التدريبات . وعاد المدرب للحديث مرة أخرى عن المباراة فقال: المنتخب خلال الفترة الماضية كان يسير بخطوات جيدة، واعتبر أن هذه المباراة كانت جيدة وقد أسعدنا ذلك ،ولكن علينا الآن طي هذه الصفحة والتركيز على العمل للمباراة المقبلة، وكرة القدم لا تعتمد على الأسماء ولكن بالمجهود ونحن سعداء بهذا الفوز، والفريق سجل 3 أهداف ليعود إلى رفع معدله التهديفي ونحن سعداء بهذا الأمر أيضاً . وأضاف مهدي علي: أعتقد أن البطولة فيها 5 خطوات، ونحن قطعنا شوطاً جيداً ولكن يجب علينا مواصلة العمل، والتخلص من بعض الأخطاء التي ارتكبها اللاعبون التي اعتبرها شيئاً طبيعياً، وقد تخطينا الرهبة التي تصيب اللاعبين في البدايات ونتمنى أن نواصل بالمنوال نفسه . وعن رأيه في حديث مدرب قطر بأن كل فريقه كان سيئاً قال: ليس لي تعليق على حديث أوتوري، وأنا سعيد بأداء فريقي الذي نجح في التسجيل وعادة الأهداف تأتي عن طريق الأخطاء ونحن سجلنا 3 مرات، والفريق الإماراتي أدى بشكل جيد، ولذلك فالمنتخب القطري وقع في الأخطاء وعن نسبة التطبيق لما قام به قال: أعتقد أن المنتخب لديه أفضل مما قدم بكثير، وقد شاهدناه في أولمبياد لندن 2012 وهو يؤدي بأفضل مستوى، وربما تكون رهبة المباراة الأولى قد أثرت نفسياً في الفريق . وأضاف: منذ البداية ذكرنا ان أهدافنا واضحة وتركيزنا كان في المباراة الأولى، والآن سنركز على المباراة الثانية، وبالنسبة للمنافسة على اللقب فيمكنني القول ان لكل حادث حديث . أوتوري: لم نلعب بهذا السوء من قبل قال البرازيلي باولو أوتوري مدرب قطر: أنا اتحمل مسؤولية النتيجة والفريق لم يقدم المستوى المطلوب منه كأفراد أو جماعة، واهنئ المنتخب الإماراتي لأنه كان أفضل منا في الناحيتين . وأضاف أوتوري: الأسباب الحقيقية للخسارة تتمثل في إننا لم نلعب من قبل بهذه الطريقة السيئة، ومسؤوليتي الآن أن أبحث عن حلول في اللقاء المقبل . وأضاف: فقدنا التركيز في المباراة، والأهداف الثلاثة التي استقبلتها شباكنا توضح ذلك فالأول من ركلة ثابتة والثاني من كرة ركنية وهي بمثل سيناريو لقاء المنتخب مع كوريا الجنوبية في تصفيات كأس العالم الأخيرة، وأنا الآن أفكر في كيفية علاج كل الأخطاء التي ارتكبت قبل الدخول في المباراتين المقبلتين . وفي إجابة عن سؤال حول سبب سوء أداء كل اللاعبين قال اوتوري: دائماً اقف في الواجهة وأدافع عن اللاعبين، ولكن هذا لا يمنع من القول بأنهم فعلاً لم يقدموا المستوى المطلوب منهم كلهم بلا استثناء . الصحف القطرية تنتقد "العنابي" وأوتوري شنت الصحف القطرية الصادرة أمس الأحد هجوماً عنيفاً على منتخبها الكروي بعد الخسارة القاسية التي لقيها أمام الأبيض الإماراتي 1-3 . ووجهت الصحف أيضاً انتقادات حادة إلى المدرب البرازيلي باولو أوتوري، وجهازه الإداري . وكان تركيز الإعلام القطري على أوتوري، فحمله البعض مسؤولية الخسارة والأداء المتواضع، في حين انتقد البعض الآخر اللاعبين "الذين لم يصبحوا يصلحون لتمثيل الكرة القطرية" . وكتبت "الراية" على صدر صفحتها الأولى "من أولها يا العنابي"، وأضافت "بداية محبطة وثلاثية تكشف الأوضاع السلبية"، ووجهت انتقاداً عنيفاً إلى أوتوري "وطالبت بمحاكمته بعد أن فشل في قيادة المنتخب أمام فريق شاب بقيادة مدرب وطني"، وقالت أيضاً "إن المنتخب ظهر بلا خطة وبلا تكتيك" . وعنونت الوطن "بداية تفشل وبلا هوية"، واشارت إلى أن المنتخب "خسر من 3 أخطاء دفاعية أمام الإمارات"، أما الشرق فعنونت "العنابي صدمنا"، ولم تبتعد صحيفة العرب كثيراً فكتبت "منتخبنا محبط" . مدير المنتخب القطري: لاعبو العنابي خدعونا وخدرونا قال عبدالرحمن المحمود مدير المنتخب القطري: لست الجهة التي تقيم عمل المدرب، ونحن جميعاً في الإدارة الفنية للفريق وعلى رأسها المدرب واللاعبون والجهاز الإداري نتحمل مسؤولية الخسارة، ولكن النسبة تتفاوت في تحمل المسؤولية . وتابع: لا أملك أي تفسير للذي حدث للفريق في مباراتنا مع الإمارات، المسؤول الأول والأخير عن الخسارة هو المدرب، وليس من حقي التدخل في الشؤون الفنية، لكن الجهة الوحيدة التي تقرر شأن المدرب هو رئيس الاتحاد واللجنة الفنية بالاتحاد القطري وليس مدير المنتخب . وأضاف: كنا مطمئنين نفسياً قبل المباراة بأن العنابي قادر على اجتياز "الأبيض"، وهذا الشعور تسرب إلينا من لاعبي العنابي، وأعتقد أن لاعبي منتخب قطر خدعونا وخدرونا من خلال الشعور بالطمأنينة الذي لمسناه في أوساطهم خلال االمعسكر والتدريبات قبل المباراة، وبصراحة من المفترض أن ترجح الخبرة كفة العنابي، ولكن ماحدث في أرض الملعب كان العكس . وأشار إلى أن لاعبي قطر يمتلكون خبرة كبيرة مقارنة بمنتخب الإمارات الشاب وقال: ليس لديّ تفسير لما حدث، وليس أمامنا سوى الجلوس مع اللاعبين كي نسمع الرأي منهم . وأضاف المحمود: الخسارة الأولى لا تعني خروج المنتخب القطري، فقد سبق وأن خسرنا في افتتاح بطولة كأس آسيا أمام أوزبكستان 2-صفر، وعدنا وحققنا الفوز في المباراتين الثانية والثالثة وصعدنا للدور الثاني، ومبروك للإمارات ونتمنى أن يعود العنابي بقوة إلى صلب المنافسة بتحقيق الفوز على منتخب عمان في المباراة المقبلة .