تن هاغ يعترف بمحاولةا التعاقد مع هاري كاين    معركة مع النيران: إخماد حريق ضخم في قاعة افراح بمدينة عدن    اخر تطورات الانقلاب المزعوم الذي كاد يحدث في صنعاء (صدمة)    الهلال السعودي يهزم التعاون ويقترب من ملامسة لقب الدوري    أفضل 15 صيغة للصلاة على النبي لزيادة الرزق وقضاء الحاجة.. اغتنمها الآن    "سيتم اقتلاعهم من جذورهم": اكاديمي سعودي يُؤكّد اقتراب نهاية المليشيا الحوثية في اليمن والعثور على بديل لهم لحكم صنعاء    وزير الخارجية الدكتور شائع الزنداني يطلع نظيره الباكستاني على آخر مستجدات جهود إنهاء حرب اليمن    أخيرًا... فتيات عدن ينعمن بالأمان بعد سقوط "ملك الظلام" الإلكتروني    حوثيون يرقصون على جثث الأحياء: قمع دموي لمطالبة الموظفين اليمنيين برواتبهم!    شعب حضرموت يتوج بطلاً وتضامن حضرموت للبطولة الرمضانية لكرة السلة لأندية حضرموت    تتقدمهم قيادات الحزب.. حشود غفيرة تشيع جثمان أمين إصلاح وادي حضرموت باشغيوان    في اليوم العالمي لحرية الصحافة.. الإرياني: استهداف ممنهج وغير مسبوق للصحافة من قبل مليشيا الحوثي    وكلاء وزارة الشؤون الاجتماعية "أبوسهيل والصماتي" يشاركان في انعقاد منتدى التتسيق لشركاء العمل الإنساني    بالفيديو.. داعية مصري : الحجامة تخريف وليست سنة نبوية    د. صدام عبدالله: إعلان عدن التاريخي شعلة أمل انارت دورب شعب الجنوب    فالكاو يقترب من مزاملة ميسي في إنتر ميامي    الكشف عن كارثة وشيكة في اليمن    أمين عام الإصلاح يعزي في وفاة أمين مكتب الحزب بوادي حضرموت «باشغيوان»    الوزير البكري يعزي الاعلامي الكبير رائد عابد في وفاة والده    خادمة صاحب الزمان.. زفاف يثير عاصفة من الجدل (الحوثيون يُحيون عنصرية أجدادهم)    الرئيس الزبيدي يعود إلى عدن بعد رحلة عمل خارجية    بعد منع الامارات استخدام أراضيها: الولايات المتحدة تنقل أصولها الجوية إلى قطر وجيبوتي    ميلاد تكتل جديد في عدن ما اشبه الليله بالبارحة    مارب.. وقفة تضامنية مع سكان غزة الذين يتعرضون لحرب إبادة من قبل الاحتلال الصهيوني    البنتاجون: القوات الروسية تتمركز في نفس القاعدة الامريكية في النيجر    كارثة وشيكة ستجتاح اليمن خلال شهرين.. تحذيرات عاجلة لمنظمة أممية    تعز تشهد المباراة الحبية للاعب شعب حضرموت بامحيمود    وفاة امرأة عقب تعرضها لطعنات قاتلة على يد زوجها شمالي اليمن    انتحار نجل قيادي بارز في حزب المؤتمر نتيجة الأوضاع المعيشية الصعبة (صورة)    صحيح العقيدة اهم من سن القوانين.. قيادة السيارة ومبايض المرأة    دوري المؤتمر الاوروبي ...اوليمبياكوس يسقط استون فيلا الانجليزي برباعية    لماذا يُدمّر الحوثيون المقابر الأثرية في إب؟    بعد إثارة الجدل.. بالفيديو: داعية يرد على عالم الآثار زاهي حواس بشأن عدم وجود دليل لوجود الأنبياء في مصر    أيهما أفضل: يوم الجمعة الصلاة على النبي أم قيام الليل؟    طقم ليفربول الجديد لموسم 2024-2025.. محمد صلاح باق مع النادي    ناشط من عدن ينتقد تضليل الهيئة العليا للأدوية بشأن حاويات الأدوية    دربي مدينة سيئون ينتهي بالتعادل في بطولة كأس حضرموت الثامنة    الارياني: مليشيا الحوثي استغلت أحداث غزه لصرف الأنظار عن نهبها للإيرادات والمرتبات    استشهاد أسيرين من غزة بسجون الاحتلال نتيجة التعذيب أحدهما الطبيب عدنان البرش    "مسام" ينتزع 797 لغماً خلال الأسبوع الرابع من شهر أبريل زرعتها المليشيات الحوثية    إعتراف أمريكا.. انفجار حرب يمنية جديدة "واقع يتبلور وسيطرق الأبواب"    أثر جانبي خطير لأدوية حرقة المعدة    الصين تجدد دعمها للشرعية ومساندة الجهود الأممية والإقليمية لإنهاء الحرب في اليمن    ضلت تقاوم وتصرخ طوال أسابيع ولا مجيب .. كهرباء عدن تحتضر    صدام ودهس وارتطام.. مقتل وإصابة نحو 400 شخص في حوادث سير في عدد من المحافظات اليمنية خلال شهر    الخميني والتصوف    تقرير: تدمير كلي وجزئي ل4,798 مأوى للنازحين في 8 محافظات خلال أبريل الماضي    جماعة الحوثي تعيد فتح المتحفين الوطني والموروث الشعبي بصنعاء بعد أن افرغوه من محتواه وكل ما يتعلق بثورة 26 سبتمبر    انتقالي لحج يستعيد مقر اتحاد أدباء وكتاب الجنوب بعد إن كان مقتحما منذ حرب 2015    مياه الصرف الصحي تغرق شوارع مدينة القاعدة وتحذيرات من كارثة صحية    إبن وزير العدل سارق المنح الدراسية يعين في منصب رفيع بتليمن (وثائق)    كيف تسبب الحوثي بتحويل عمال اليمن إلى فقراء؟    المخا ستفوج لاول مرة بينما صنعاء تعتبر الثالثة لمطاري جدة والمدينة المنورة    النخب اليمنية و"أشرف"... (قصة حقيقية)    عودة تفشي وباء الكوليرا في إب    - نورا الفرح مذيعة قناة اليمن اليوم بصنعاء التي ابكت ضيوفها    من كتب يلُبج.. قاعدة تعامل حكام صنعاء مع قادة الفكر الجنوبي ومثقفيه    الشاعر باحارثة يشارك في مهرجان الوطن العربي للإبداع الثقافي الدولي بسلطنة عمان    







شكرا على الإبلاغ!
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.



البيئة التربوية منبر إبداع
نشر في الجنوب ميديا يوم 08 - 01 - 2013

للإبداع أهميته ودوره في صناعة مستقبل الأمم، وقيمته التي تقدرها المؤسسات والهيئات التربوية في الدولة، من خلال البرامج والاستراتيجيات التي ترعى وتهتم بالمبدعين والموهوبين، خيوط تلقتها بعض المدارس التي سارت على درب رعاية الموهوبين، عبر أنديتها الطلابية التي تكتشف الطلاب الموهوبين وتصقل وتنمي مواهبهم، ليصبحوا قادرين على تمثيل مدارسهم في المسابقات المحلية والدولة في المحافل الدولية، لدرجة أن بعضاً من تلك المدارس أصبحت متخصصة في اقتناص جوائز بعينها، بما توفره من بيئة خصبة للإبداع . ولبيئة الإبداع مقوماتها وأطرها التي تبدأ بوضع المعايير الموحدة بتعريف الموهوب وطرق اكتشافه، والوقوف على طبيعة فروقه الفردية، ومن ثم وضع البرامج التي تصقل موهبته وقدراته الخاصة، وتحتاج برامج الموهوبين إلى إدارة واعية تستعين بمتخصصين في مجال الموهبة، لتساعدها على وضع برامج متقدمة تتناسب وحاجة الطالب الموهوب في الحصول على المعرفة .
استغلوا ما توفره الوزارة من أجهزة وإمكانات
طلاب يرفعون مدارسهم للقمة
توفر وزارة التربية والتعليم العديد من برامج التدريب والورش لتهيئة وصقل مواهب الطلاب المبدعين في المجالات المختلفة، كما تمد مدارسها بالأدوات والأجهزة التي تساعدهم على إبراز مواهبهم بالشكل الأمثل الذي يمكنهم من خوض وحصد جوائز المسابقات المحلية والدولية، ومن خلال تلك البرامج والدورات تمكنت بعض مدارس الدولة من تأسيس بيئة إبداعية، توفر لطلابها من خلال النوادي العلمية الدعم والتدريب الكافيين للحصول على عدد من الجوائز المحلية وتأهلهم إلى المسابقات الدولية، وبعض هذه المدارس تخصص في حصد جوائز بعينها، وتمكنت فرقها من اكتساب الخبرة المحلية والعالمية لخوض المسابقات في مجالات عدة، لكن ما هو السر في اكتساب مدارس من دون غيرها تلك الخبرات؟ خاصة أن الإمكانات، والمناهج، والبرامج، والكوادر متشابهه .
تخصص فريق الروبوت بمدرسة عمر بن الخطاب النموذجية بدبي، في حصد أغلب جوائز مسابقات الروبوت على مستوى الدولة، وتمكن من الحصول على المركز الأول العام الماضي لبطولة الروبوت في كرة القدم على مستوى الدولة، وفاز بجائزة حمدان بن راشد عن فئة أفضل ابتكار علمي، وبالمركز السابع على مستوى العالم في مسابقة المدينة الخضراء، كما حصل الفريق هذا العام على المركز الأول على مستوى الدولة عن فئة أفضل إعداد لمشروع الروبوتات، وتأهلوا مؤخراً من التأهل لأولمبياد العالم للروبوت التي أقيمت نهائياتها في ماليزيا .
عن قصة نجاح المدرسة في مجال تصميم الإنسان الآلي، يقول جمال الشيبة، مدير مدرسة عمر بن الخطاب النموذجية دبي، إن المدرسة بدأت منذ سنوات التفاعل مع مبادرات الوزارة الخاصة باكتشاف، وصقل مواهب الطلاب في المجلات كافة، وقامت بتأسيس ناد علمي بإشراف معلم الفيزياء بالمدرسة، مهمته التعرف إلى المواهب الموجودة في المدرسة وتطويرها، مستغلين الخامات والأدوات التي وفراتها الوزارة ووزعتها على مدارس الدولة .
وحول تفاعله مع الفريق وتوفيره للدعم الكافي له، يضيف: مهمتي الأساسية تهيئة بيئة جيدة للإبداع، وتوفير الإمكانات اللازمة لذلك، ومتابعة العمل عن قرب للتعرف إلى الاحتياجات والمعوقات التي قد تواجه الفريق . وبما أن الإمكانات المادية والبشرية متوفرة، فما الذي يمنع الطلاب من الإبداع وتعبيرهم الأمثل عن قدراتهم ومواهبهم .
ويضيف: كلما حضرت إحدى المحاضرات والورش للفريق، أجد لديهم الحمية والحماس لمزيد من الإنجاز، وأفاجأ كل مرة بتطور أداء الطلاب، واكتسابهم مهارات جديدة، وهو ما دفعني لمواصلة دعم الفريق وتوفير كل ما يحتاجون إليه من معدات إضافية، تساعده على الظهور بمستوى يليق بالمدرسة والدولة، من خلال المشاركات في المسابقات المحلية والدولية .
حول كيفية اختيار الفريق والتعرف إلى أعضائه، يقول أيمن النجار، مدرس الفيزياء، والمسؤول عن فريق الروبوت بالمدرسة، إنه اعتمد على الأسلوب العلمي في اختيار أعضاء الفريق، حتى يتمكن من التعرف إلى قدراتهم الحقيقية، من خلال استبيان علمي وزع على طلاب المدرسة، تتمحور أسئلته حول رغبة الطلاب في الانخراط في أحد المجالات العلمية، وخبرتهم السابقة في تلك المجالات، ومدى استعدادهم للعمل ضمن إحدى مجموعات، وخوضهم معسكرات خارجية بعيد عن أسرهم، وقدرتهم على المكوث داخل المدرسة بعد ساعات الدراسة الرسمية، وبعد انتهاء الاستبيان بدأنا بتصفية الطلاب تبعاً لقدراتهم وفروقهم الفردية، إلى أن تمكنا من اختيار أعضاء الفريق المكون من أربعة طلاب، وبعد برنامج تدريبي نظري وعملي مكثف، اكتشف المشاركون قدراتهم كل في تخصصه، فمنهم من اختار مجال البرمجة، ومن تعرف إلى موهبته في الفك والتركيب والتوصيل، وآخر أستطاع تصمم الشكل النهائي للروبوت وتنفيذه . ويضيف: بعد رحلة الصقل والتدريب بدأت رحلة تصميم هيكل الروبوت الذي أخذ قرابة عام ونصف، تمت إعادة وتطوير أدائه وشكله سبع مرات، حتى وصلنا إلى التصميم النهائي الذي يماثل الأشكال والمواصفات العالمية للجيل السابع للروبوتات، والمعتمد في المسابقات الدولية .
ويشير النجار إلى حرص المدرسة على تصعيد جيل جديد من المبدعين في هذا المجال، ليحصل على الخبرة من قدامى الأعضاء، خاصة بعد أن أشرف بعض أعضائه على التخرج في المرحلة الثانوية، وهو ما أستدعى تدريب أعضاء جدد من الصفوف الأقل عمراً حتى يحملوا شعلة الإبداع وتظل المدرسة مركز إشعاع مستمر لهذا النشاط .
بعد حصدها جوائز عدة على مستوى المنطقة والدولة، حصلت مدرسة المجد النموذجية بالشارقة، على المركز الأول في عدد المشاركات في المسابقات المختلفة والفوز بها بنسبة 76% على مستوى منطقة الشارقة .
عن تلك المشاركات والجوائز يقول جاسر المحاشي، اختصاصي التربية الخاصة، والمشرف على الموهوبين في المدرسة: حصلت المدرسة على العديد من الجوائز منها جائزة الشارقة للتميز التربوي، وجائزة حمدان بن راشد، والمركز الأول في مسابقة رموز العطاء التي تنظمها منطقة الشارقة التعليمية، وجائزة أفضل مدرسة نموذجية، ومؤخراً بالمركز الأول على مستوى الدولة في فعاليات اليوم الوطني 41 .
وبحسب المحاشي، يكمن السر في تميز المدرسة وحصولها على العديد من الجوائز بشكل متكرر، في أسباب عدة أهمها انتقاء المدرسة للطلاب المتقدمين إليها، بحيث لا يقل معدلهم الدراسي عن 70%، وتتابع المدرسة مستوياتهم حتى إذا قلّت عن هذا المعدل بعد انتسابهم إلى المدرسة، يحول الطالب إلى مدرسة أخرى .
ويضيف: تخضع الهيئة التدريسية والإدارية لتقييم مكثف قبل الانضمام إليها، إضافة إلى التقييم المستمر للتأكد من إنجازهم للمهام الموكلة إليهم .
وفي ما يخص الاهتمام بالأنشطة المدرسية والمشاركة في المسابقات والاستعداد لها يشير المشرف على الموهوبين بالمدرسة إلى ساعة النشاط اليومية المقررة على كل صفوف المدرسة، والتي تمكن الطلاب من التعبير عن مواهبهم وتصقل قدراتهم .
وتقول حصة الطنيجي، معلمة تقنية المعلومات بالمدرسة: إن المدرسة ضمن 34 مدرسة اختارتها الوزارة لتكون نواة لنشر ثقافة تركيب وبرمجة الروبوت على مستوى الدولة، وجاء تميزها من خلال الجهد الذي بذلته المدرسة في تدريب الطلاب وتوفير كل الإمكانات لتدريبهم صقل مواهبهم في هذا المجال . وتتابع: تأهلت المدرسة لتصفيات اولمبياد الروبوت العالمي في أبوظبي ،2011 وحصلت على المركز الأول في التصفيات المؤهلة إلى أولمبياد ماليزيا ،2012 وكان للمدرسة حضور خاص، حيث اختارتني الوزارة لأكون العربية الوحيدة التي تقدم ورشة عن جهود الدولة في مجال نشر ثقافة الروبوت بعنوان "روبوت من قلب الصحراء" .
وتضيف: بعد حصول طالبات المدرسة على الخبرة الكافية في هذا المجال، كان من الواجب على المدرسة نقل تلك الخبرة خارج أسوارها، فبدأنا بالتعاون مع إدارة الأنشطة في الوزارة، بتنظيم ورش من يومين في أكثر من إمارة، يدرب فيها أعضاء الفريق طلاب المدارس الأخرى على كيفية تركيب وبرمجة الروبوت .
عن مشاركتها في روبوت المدرسة وحصدها مع زميلاتها لكثير من الجوائز، تقول إيمان سعيد، طالبة بالصف الحادي عشر بمدرسة السيجي للتعليم الأساسي والثانوي للبنات بالفجيرة، إنها بدأت الاهتمام بهذا المجال وهي في الصف التاسع، حيث اشتركت لأول مرة في فريق الروبوت بالمدرسة، بعد أن سمعت عنه من إحدى زميلاتها، وبمجرد أن انخرطت في الفريق وحضرت بعض الورش النظرية والعملية، تمكنت من تركيب أجزاء الروبوت بشكل كامل في فترة وجيزة .
وحول مشاركتها في تعليم نظيراتها في مدارس أخرى تضيف: أتفهم تردد بعض الطالبات في المشاركة في تلك الأنشطة، لكني كزميلة لهم أستطيع أن أبدد تلك المخاوف وأنقل لهم خبرتي بسهولة ويسر .
أما زميلتها وفاء محمد راشد، طالبة بالصف الحادي عشر علمي، فأشارت إلى دعم الأسرة والمدرسة لها في توفير كل ما تطلبته تلك الهواية الممتعة، حتى أصبح يمكنها أن تعلم أي شخص تركيب الروبوت خلال أيام معدودة .
وتقول: لا يمكن أن ندخل عقل إنسان ونعلمه تلك الهواية إلا إذا كان لديه استعداد لاكتساب تلك المهارات، وتكون سهلة وسريعة التعلم في حال أقبل عليها، بينما يكون الأمر مستحيلاً إذا كان الطالب ليس لديه الاستعداد من البداية .
وتقول زميلتهما آمنة سعيد أحد أعضاء الفريق، أنها لم تتوقع أن تصل لهذا المستوى من الخبرة بعد عدة أسابيع، تمكنت خلالها من التعرف إلى تركيب وبرمجة الروبوت . وتشير آمنة إلى تضافر أعضاء الفريق وحرصهن على تبادل الخبرات، ونقلهن كل جديد تتعرف إليه إحداهن في هذا المجال . حتى أصبحن على درجة كبيرة تمكنهن من خوض أصعب المنافسات المحلية والدولية .
عن تميز المدرسة يقول نسيم الغزاوي معلم الفيزياء، والمشرف على الموهوبين فيها، إن الفوز بمراكز متقدمة على مستوى المكتب، والمنطقة، والدولة مؤشر على نضوج موهبة الطلاب، واستيعابهم للبرامج والورش التعليمية والتدريبية، وقدرتهم على هضمها والتفوق في بعض الأحيان عليها . من خلال ما يضعونه من لمسات إبداعية .
* * *
عبر اللجان المدرسية التي تتواصل مع الطلبة المبدعين
اكتشاف المواهب أولى خطوات التميز
تحتاج الموهبة بصفة مستمرة لمن يكتشفها ويتعرف إلى مواطن إبداعها، ومن ثم صقلها وتدريبها ببرامج تتناسب مع ميول كل موهبة وفروقها الفردية، وللوصول إلى هذا الهدف، شكلت الوزارة والمناطق التعليمية لجاناً متخصصة في رعاية الموهوبين، انبثقت منها لجان مدرسية مهمتها الأساسية اكتشاف الموهوبين، وتصنيفهم كل حسب ميوله ومن ثم تأهيلهم . لكن ما الطرق التي يتم من خلالها البحث عن الموهوبين؟ وما أوجه التميز التي يقاس بها هؤلاء الطلاب، وما البرامج والورش التي يخضع إليها المبدعون ليتمكنوا من إبراز مواهبهم؟ وبعد تطبيق البرامج، ما المستوى المطلوب من صغار المبدعين، حتى يعترف المحيطون بهم بأنهم موهوبون .
توضح الدكتورة هنادي السويدي، أستاذة الفلسفة تخصص تربية الموهوبين، ورئيسة لجنة الموهوبين بمنطقة الشارقة التعليمية، أن هناك خلطاً شائعاً عند البعض بين الطالب المتفوق ونظيره الموهوب، وليس بالضرورة أن يكون الموهوب متفوقاً دراسياً، لكنه طفل لديه قدرات عقلية يتفوق بها على أقرانه، ووجوده في الصف العادي يجعل فرص تطور تلك القدرات محدودة، بخاصة في ظل تركيز البيئة التربوية والصفية على تعلم المهارات الأساسية والمحتوى العلمي، ما يضطر المعلم إلى تجاهل حاجات الموهوبين العقلية .
وحول طرق اكتشاف الموهوبين تضيف: هناك طرق عدة للكشف عن الموهوبين، منها استخدام الاختبارات العقلية التي تقيس مستوى الذكاء العام والقدرات العقلية الخاصة للموهوبين، إضافة إلى الاختبارات التحصيلية والوسائل المساندة مثل ترشيح المعلمين، وأولياء الأمور لبعض الطلاب .
وتشير السويدي إلى مرونة التعامل مع الموهوبين، حيث أكدت الدراسات أنه لا توجد طريقة واحدة يمكن من خلالها التعرف إلى جميع مظاهر الموهبة، لكن الثابت أن استخدام وسائل منوعة ومثمرة تصب في مصلحة الموهوبين وصقل مهاراتهم .
وتشدد رئيسة لجنة الموهوبين بالشارقة على أهمية وجود حاضنة للطلاب الموهوبين في المدارس، وأن يتمتع المشرفون عليها بسمات وأساليب خاصة تمكنهم من الكشف عن الطلاب الموهوبين والتعرف إلى قدراتهم العقلية، ومن ثم اتباع أسلوب علمي متخصص في صقل تلك القدرات عن طريق التدريب المناسب، تبعاً لتخصص كل موهبة على حدة .
وتلفت السويدي إلى أهمية العلاقات الاجتماعية للموهوبين، حيث يجد أغلبهم صعوبة في تكوين علاقات مع أقرانهم في السنة العمرية نفسها، لأن حصيلتهم اللغوية تكون متقدمة، واهتماماتهم مختلفة ومتنوعة عن أقرانهم، كما أن الأطفال الموهوبين يستطيعون تكوين علاقات جيدة ومستمرة، لكنهم بحاجة إلى وجود من يساعدهم على ذلك .
تؤكد الدكتورة هيا سيفان، رئيسة قسم الأنشطة بمنطقة دبي التعليمية، أهمية الأنشطة المدرسية في تفريغ طاقات الأطفال واكتشاف مواهبهم، سواء من خلال ممارستهم حصص النشاط أو الورش والبرامج التي تعد خصيصاً لهذا الغرض .
ففي حصة التربية الفنية يتم التعرف إلى المجال الدقيق الذي يجيده الطالب سواء كان رسماً وتصويراً، أو تشكيلاً مجسماً، أو طباعة، أو أشغالاً فنية، وليس كما هو معروف بين البعض من أن التربية الفنية مجرد كراس يلون فيه الطالب فقط .
وفي حصة التربية الموسيقية يتعرف معلم المادة إلى الطلاب الموهوبين في العزف ولديهم قدرات خاصة في التحكم بالآلات المختلفة، كما يتعرف إلى مدار العام الدراسي إلى المستمعين الجيدين وأصحاب الأذن الموسيقية، وهو ما يؤسس لموهبة العزف أو الإنشاد .
وتتابع: يتعرف معلم التربية الرياضية من خلال قياس مستوى الطلاب في مختلف الألعاب، إلى الموهوبين رياضياً، وأصحاب اللياقة البدنية العالية، ومن ثم يقيم لهم برنامجاً خاصاً لتقوية مهاراتهم، تمهيداً لإشراكهم في المنافسات المحلية والدولية .
وتشير سيفان إلى أن الأهل لهم دور كبير في اكتشاف الأبناء الموهوبين وترشيحهم بعد ملاحظة تفوقهم في الأنشطة والمواد العلمية والنظرية، كما أن المعلم له دور في التعرف إلى ميول الطلاب أثناء الحصص الدراسية، ووضع الخطط والبرامج التي تصقل مواهبهم .
يوضح عماد المدرك موجه تربية خاصة، والمشرف على لجنة الموهوبين بمنطقة عجمان التعليمية، خطوات اكتشاف الموهوبين عبر خطوات عدة، أولاها المسح الأولي والترشيح، وفيه يوزع على الطلاب وأولياء أمورهم استمارة يتم تعبئتها للتعرف المبدئي إلى ميولهم وقدراتهم والمجالات المتميزين فيها .
أما الخطوة الثانية فتسمى بتحديد التخصص الدقيق، وفيها يتم قياس مستوى ذكائهم وإبداعهم، وتوزيعهم كلاً بحسب مجاله ومستوى التحصيل المدرسي وملف الإنجاز العلمي . ومن ثم تأتي المرحلة الأخيرة وهي تصفية الطلاب وتحديد واختيار الموهوبين، حيث يتم تجميع البيانات والإحصاءات والدرجات التي حصل عليها الطلاب، تمهيداً لإعداد البرامج والخدمات الخاصة لصقل قدراتهم وتطويرها .
ويتابع: يتخلل تلك المراحل ما يسمى بأساليب الإثراء، وتعني إدخال تعديلات أو إضافات على المناهج المقررة للطلاب العاديين، حتى تتلاءم مع احتياجات الطلاب الموهوبين والمتفوقين في المجالات المعرفية والانفعالية والإبداعية والحركية .
ويشير عماد إلى الأماكن التي يتم فيها تطوير مهارات الطلاب وقدراتهم المختلفة، مثل الصف الدراسي، وغرفة مصادر الفائقين والموهوبين بالمدرسة، والمؤسسات المجتمعية والنوادي التي تقدم خدماتها للموهوبين على مستوى الدولة .
وتشير هبة الله محمد، موجهة خدمة اجتماعية عضو لجنة الموهوبين بمنطقة الشارقة التعليمية، إلى الاحتياجات الخاصة للطلاب الموهوبين التي إذا ما اكتشفت مبكراً وتوافرت لها الرعاية بالشكل الصحيح، أثرت على مستوى الطالب الأكاديمي وعلاقته الاجتماعية .
وتلفت إلى البيئة العامة تسهم ظهور الموهبة، وكذلك العنصر الوراثي ووجود إحدى المهارات الفردية أو الإبداعية عند الأهل أو أحد أفراد الأسرة، ولاسيما الأبوان، وهو ما يتيح للطالب الموهوب أن يكون امتداداً طبيعياً لها .
كما تساعد البيئة المحيطة الموهوب على التعبير عن موهبته بالطريقة المثلى، ومن العناصر البيئية الداعمة التي تشكل مدارك الموهوبين، تواصلهم من الصغر مع شخصيات تؤثر فيهم، وتعدل من سلوكهم ورسم مستقبلهم . كما تسهم الدورات والمحاضرات والورش في صقل وتدعيم إحدى المهارات الإبداعية لدى الطلاب، إضافة إلى الرحلات الاستكشافية والخاصة التي يؤخذ إليها الموهوبون بغرض الإطلاع والمعرفة .
وتؤكد عضو لجنة الموهوبين بمنطقة الشارقة التعليمية على ملاحظة سلوك الطلاب الموهوبين منذ الصفوف الأولى، ودور معلم الصف في تحديد الطلاب الموهوبين والفائقين عن أقرانهم، وهو أمر يتدرب عليه المشرف على لجان الموهوبين في المدارس، بحيث يمثل حاضنة أولى للموهوب، تمهيداً لصقل مواهبه من خلال البرامج الإثرائية المحددة لكل مجال على حدة .
وحول البرامج التي تطبقها لرعاية الموهوبين في مدرسة مشيرف النموذجية، تقول ملك شحروري، المشرفة على الموهوبين والفائقين في المدرسة: إن هناك خطوات عدة تتبع في المرحلة الأولى، حيث يتم متابعة الطلاب المتفوقين الحاصلين على معدلات متقدمة تفوق 96%، لمدة عامين للتأكد من مستوى ثباتهم وتفوقهم، ومن ثم إخضاعهم لاختبارات ذكاء بسيطة لقياس مدة قدرتهم على استيعاب برامج تنمية مواهبهم .
وتضيف: توزع لجنة الموهوبين استبيان المعرفة لتلقي ترشيحات الطلاب لأنفسهم ولزملائهم، وترشيح معلميهم وأولياء أمورهم لهم . تمهيداً لانخراطهم في الدورات والورش المعدة لهم كل حسب التخصص المفضل له .
يشير محمد عمار، معلم تربية خاصة ومنسق الموهوبين بمدرسة النعمان بن بشير الثانوية، إلى أهمية الورش المدرسية التي تساعد الطلاب على الكشف عن مواهبهم، والتعبير عن شخصيتهم الإبداعية بطريقة علمية . فالطالب الموهوب يجد في تلك الورش بيئة صحية للتعبير عن ميوله وتفوقه في أحد المجالات، ويتضح ذلك جلياً من خلال نتاجات تعلمه التي تختلف بشكل كبير عن أقرانه المنخرطين معه في النشاط نفسه .
الموهبة الدفينة
تقول إيمان نوح، معلمة مصادر تفوق وموهبة بمدرسة مزيرع للتعليم الأساسي والثانوي بعجمان: إن استراتيجيات التدريس الحديثة واحدة من العوامل الأساسية في مجال اكتشاف الموهوبين ومواهبهم الدفينة، لأنها تتيح لمعلم الصف التعرف إلى موهبة الطلاب الخفية، ولاسيما في المراحل الأولى من التعليم، التي لا يستطيع الطالب التعبير فيها عما بداخله، لذلك يعمل المعلم على أكثر من خيار لتحديد الطالب الموهوب، أولها ملاحظة ما ينتجه الطالب نفسه خلال الحصة المقررة، واستطلاع رأي أقرانه الذين تعرفوا إلى موهبته في أحد المجالات، كما يأخذ المعلم بترشيح الوالدين لابنهما، لأنهما أكثر الناس مكوثاً معه، ومعرفة بميوله وفروقه الفردية .
وتشير نوح إلى أهمية الجلسات الخاصة التي يعقدها المعلم للتعرف إلى موهبة الطلاب، بخاصة بعد ملاحظته تفوق أحدهم في أحد المجالات، ومن ثم متابعته للتعرف إلى التخصص الدقيق الذي يجيده الطالب ويبذل فيه عن غيره مزيداً من الجهد والإبداع، ومن ثم إعداد البرامج المتخصصة لصقل تلك المواهب والقدرات الخاصة .
* * *
تضع الخطط والبرامج وتعدهم للمستقبل
الإدارة الواعية حاضنة المواهب
تصنع الإدارة الواعية بما توفره من إمكانات، وتخطيط، وبرامج، الفارق بينها وبين بقية المدارس، سواء على صعيد الاهتمام بالقدرات الناشئة أو المشاركة في المسابقات المحلية والدولية، وتعتبر الإدارة الناجحة بمثابة كلمة السر في المستوى الذي يظهر عليه الموهوبين، حيث توفر لهم البيئة والإمكانات التي تمكنهم من التميز والابتكار، وبينما يتوجب على إدارة المدرسة تطبيق معايير محددة لاكتشاف الموهوبين أو التعامل معهم بعد اكتشافهم .،يرى بعض المتخصصين أن قطاع الموهوبين في الدولة مازال يخطو خطواته الأولى في ظل غياب معايير علمية محددة تسمح لإدارة المدرسة أن تكتشف، وتختبر، وتؤهل موهوبيها .
يرى أحمد اليحيى، مدير مدرسة النعمان بن بشير الثانوية بعجمان، أن إدارة المدرسة تلعب دوراً كبيراً في اكتشاف مواهب الطلاب في مختلف التخصصات والأنشطة، وتوفر للمتميزين البيئة والمناخ الملائمين لإبراز مواهبهم، فالمتفوقون دراسياً هم الذين يجب الاهتمام بهم، فالموهبة ليست مقصورة على التفوق الأكاديمي فقط، ويؤكد اليحيى على ضرورة وجود متخصصين في مجال اكتشاف الموهبة، وبرامج وورش تصقل مواهب الطلاب العلمية والفنية والرياضية، وهو ما افتقدته المدرسة لعدة سنوات تولى خلالها معلمي المواد الإشراف الموهوبين، حتى عُيّن معلماً للتربية الخاصة والموهوبين في المدرسة .
ويشير اليحيى إلى متابعة إدارة المدرسة لمستوى موهوبيها بشكل دوري، من خلال الاجتماعات المستمرة مع معلمي المواد والأنشطة المدرسية، والاطلاع على أجنداتهم المستقبلية، ومن أجل إعداد الطالب للمسابقات المحلية والدولية . ودور الإدارة في توفير كافة الإمكانات التي تضمن للمدرسة التمثيل المشرف، والحصول على مراكز متقدمة على مستوى المنطقة والدولة .
يشير الدكتور نجيب محفوظ، أستاذ التربية بجامعة الإمارات، إلى أن البنية التحتية للموهوبين داخل الدولة مازالت بحاجة للكثير من العمل، بخاصة في مجال اكتشاف القدرات غير العادية التي تميز الموهوبين عن أقرانهم في العمر والسنة الدراسية نفسها .
وعلى الرغم من التطور الذي يشهده قطاع التعليم، إلا أن محفوظ يرى أن البرامج التي تتبعها وزارة التربية والتعليم مازالت بدائية وتفتقد معايير قياسها إلى الثبات والتعميم، والحرفية، والخبرة، موضحاً أنه إلى الآن لا توجد إجراءات علمية يمر بها الطلاب الموهوبون، وأن اختبار الذكاء الذي يخضع إليه الموهوبين في المدارس ليس هو المعيار الوحيد الذي يدل على موهبة الطلاب .
ويؤكد أستاذ التربية جامعة الإمارات على نظرة المجتمع والقائمين على العملية التعليمية للطالب الموهوب، والتعامل غير الصحيح معهم، فجرت العادة على أن الطالب المتفوق هو الموهوب، وأن الطالب كثير الحركة والمتمرد فاشل دراسياً، بينما الحقيقة غير ذلك تماماً، فالسبب في وصول الطالب لحالة الملل التي تصل إلى العدوانية في بعض الأحيان، هو تمتعه بقدرات ذهنية عالية، تمكنه من الوصول للمعلومة أسرع من أقرانه، وحاجته إلى مناهج إضافية تحاكي خياله وقدراته العقلية . ويشدد محفوظ على ضرورة أن توفر إدارة المدرسة بيئة متكاملة للإبداع، فيها يجد الطالب ضالته في المناهج المناسبة، والرعاية النفسية والاجتماعية التي تساعده على المضي قدماً في تطوير موهبته التي حباها الله إياه، لكن الحاصل في مدارسنا عكس ذلك فمازلنا نعاقب الموهوبين، بوضعهم مع أقرانهم من الطلاب العاديين، ونطلب منهم السكوت عندما يصلوا إلى المعلومة قبل غيرهم .
تقف الإمكانات والبنى التحتية في بعض المدارس حائلاً دون رغبة الإدارة في الاهتمام بموهوبيها مثلما يقول محمد عمر الشملي، مدير مدرسة الراشدية الثانوية بعجمان، فالمدرسة عمرها 26 عاماً، ولا يوجد بها صالات رياضية ومعدات تساعد الموهوبين رياضياً على التدريب والمشاركة في المسابقات .
وعن حال الموهوبين في المرحلة الثانوية يقول: تنقطع صلة طالب المرحلة الثانوية بموهبته التي كان يمارسها في المراحل التعليمية السابقة، وذلك لغياب التنسيق بين المدارس وبعضها بعضاً من ناحية، والمناطق التعليمية من ناحية أخرى . فجرت العادة على أن يكون لكل موهوب ملف شخصي، يسجل فيه أوجه تميزه، ونتاجات تعلمه، والمراكز التي حصل عليها في المسابقات المختلفة، لكن هذا الملف لا ينتقل مع الطالب حال ما انتقل إلى مرحلة تعليمية أخرى، وهو ما يضيع على الطالب والمدرسة والدولة الكثير من الجهد الذي بذله الطالب والمشرفين على النشاط وإدارات المدارس في المراحل السابقة . ويشير الشملي إلى دور إدارة المدرسة في التواصل مع أولياء أمور الطلاب الفائقين دراسياً، والموهوبين في مجالات عدة، وحرصها على استكمال مشوار الموهوبين فيها في حدود الإمكانات المتاحة .
يتفق معه جاسم القعود مدير مدرسة الأمير الثانوية بأم القيوين، في غياب التنسيق بين المراحل التعليمية الحاضنة للنشاط، والمرحلة الثانوية، فالكثير من الموهوبين المكتشفين في المرحلتين الابتدائية والإعدادية، يتوقف نمو مواهبهم في المرحلة الثانوية، لعدم علم القائمين على لجان الموهوبين فيها بهؤلاء الطلاب ومواهبهم، وهو ما يضيع جهد سنوات بذله القائمون على اكتشاف وصقل هؤلاء الطلاب في تلك المراحل، كان من المفترض أن يستكمل في المرحلة الثانوية .
ويشير القعود إلى غياب أنشطة التربية الفنية، والموسيقية في المرحلة الثانوية، وغياب مدرسي هاتين المادتين عن الساحة التعليمية، وعدم تواصل مسيرة بعض الموهوبين في الرسم والعزف .
ويضيف: لطالب المرحلة الثانوية طبيعة خاصة يحكمها ضيق الوقت، وزيادة المتطالبات الدراسية، والضغوط المحيطة بالطالب من أنها مرحلة تحديد المصير وترسم المستقبل، من خلال حصوله على أعلى المعدلات الأكاديمية، وهو ما يؤثر بالسلب في موهبته وتحوله بشكل كبير عن الأنشطة التي كان يزاولها في المراحل السابقة . ويشدد القعود على الجهد الذي يبذله منسقو المواد العلمية في مدرسته، في إعادة اكتشاف موهبة الطلاب، ومساعدتهم لهم داخل مختبرات المدرسة، وصقل مواهبهم في المجالات الفنية أو الأدبية والعلمية .
وتؤكد نعمة أبو سمرة علي، مديرة مدرسة عجمان الخاصة، على دور الإدارة الواعية في تشجيع الموهوبين، وتوفير كل ما يلزمهم لتطوير مواهبهم، فبعد حصول أحد طلاب المدرسة على المركز الأول في مسابقة القراءة على مستوى الوطن العربي العام الماضي، وحصد آخرون لجوائز الشعر وتأليف القصص والإلقاء، وفرت إدارة المدرسة العديد من مشرفي النشاط، لاكتشاف مواهب الطلاب الأسوياء والمعاقين في مختلف التخصصات العلمية، والأدبية، والفنية . وتقول: بعد إقبال الطلاب الملحوظ على لجان الموهوبين بالمدرسة، وزيادة حجم نتاجات التعلم في الورش والدورات، أقمنا معرضاً دائماً داخل المدرسة لعرض إبداعات الطلاب، وهو ما حفز الكثير ممن لديهم موهبة في أحد التخصصات، التقدم لتسجيل أسمائهم والمشاركة بإبداعاتهم .
وتؤكد مديرة مدرسة عجمان الخاصة على تواصل منسقي الموهوبين بشكل مستمر مع أولياء أمور الطلاب المتميزين والفائقين، والتنسيق والتعاون المستمرين بين المدرسة والأسرة، حتى تتأكد من وصول المفاهيم الأساسية للبرامج والورش التي تبدأها المدرسة وترعاها الأسرة .
تشدد سهى تقي الدين، نائبة مدير مدرسة الروافد بأبوظبي، على أهمية توفير الكوادر المتخصصة والمدربة على اكتشاف الموهوبين، لاسيما في المراحل الأولى من التعليم، حيث لا يستطيع الطلاب التعبير بشكل صحيح عن ما يجيدونه من مهارات .
وتقول: مازلنا بحاجة إلى تغيير ثقافة المجتمع تجاه الموهوبين والموهبة بشكل عام، فمعظم أولياء الأمور ينظرون إلى النشاط الإضافي على أنه مضيعة للوقت، وأن الطالب عليه الانكفاء على دفاتره طوال الوقت حتى يحصل على أعلى المعدلات العلمية، لكن العكس من ذلك يحدث في المدارس الأوروبية، فعندما يتقدم الطالب إلى الالتحاق بإحدى الجامعات، يدرس ملفه كاملاً، وتعزز موهبته ومشاركته في الأنشطة المدرسية، وحصوله على جوائز في أحد المجالات . فرص قبوله، لأنهم ينظرون للمعدل الأكاديمي على أنه جانب من جوانب التميز، وأن هناك الكثير من الجوانب التي يجب أن تتمتع بها شخصية الطالب، كالمشاركات الاجتماعية، وغيرها .


انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.