القاهرة (الاتحاد، وكالات) - أكد رئيس الوزراء ووزير الخارجية القطري الشيخ حمد بن جاسم أن مصر دولة كبيرة بحجمها ومقدراتها البشرية والاقتصادية، ولا يمكن أن يتم فرض عليها هيمنة من قبل أي دولة أخرى. وقال، ردا على سؤال حول أن قطر تستغل الأوضاع الاقتصادية في مصر لتحقيق أطماعها والسيطرة على قناة السويس، "ما يتردد في مصر عن مساعي الهيمنة القطرية مزحة ونكتة سخيفة". وقال بن جاسم -في مؤتمر صحفي مع نظيره المصري الدكتور هشام قنديل أمس- إن أمير قطر الشيخ حمد بن خليفة آل ثاني اعترف علنيا مرارا بدور مصر الريادي ومكانة مصر العالمية ونحن نعتمد على مصر، ونؤيد مصر في كل أدوراها، معتبرا أن قضية "الهيمنة القطرية" رددها البعض للاستهلاك المحلي في قضايا داخلية. وأضاف أن قطر لا تتدخل في شؤون أي دولة لا صغيرة ولا كبيرة، وأكد أن بلاده ترغب في رؤية مصر قوية ومستقرة، وقال" من يختار القيادة المصرية هو الشعب المصري وحتى لو صوت القطريون أنفسهم في الانتخابات المصرية لن يؤثروا في ذلك ومن يختار مسار مصر هو الحكومة المصرية.. إننا لا نعلم عن هذا الموضوع إلا عن طريق وسائل الإعلام المصرية ولم نتطرق مطلقا إلى قناة السويس لا بتطوير ولا بشراء ولا بيع ولم يعرض علينا، وهي إشاعة لا أساس لها من الصحة". وقال رئيس وزراء قطر إننا مؤمنون باجتياز مصر بقيادتها وشعبها المرحلة الاقتصادية الصعبة، مشددا على أنه سيكون هناك تعاون اقتصادي واستثماري ضخم بين البلدين.وأضاف أن هناك إصرارا من قيادتي البلدين على استكمال ما تم الاتفاق عليه من مشاريع، مشيرا إلى أن هناك وفدا من الفنيين القطريين سيزور مصر الأسبوع القادم.وأعرب عن شكره وتقديره لمصر على مجهودها لوقف إطلاق النار في غزة والمصالحة الفلسطينية، ولمساعدتها لإدخال مواد البناء إلى غزة عبر المعابر المصرية لإعادة إعمار المساكن المهدمة في القطاع. كما أعرب عن سعادته للقائه مع الرئيس محمد مرسي ورئيس الوزراء هشام قنديل، مؤكدا على تطور العلاقات المصرية-القطرية، وقال "سنعمل على تطويرها دائما". وقال إن المباحثات ركزت على الشق الاقتصادي بين البلدين، مشيرا إلى وجود حزمة أولى من الدعم القطري تبلغ حوالى 5ر2 مليار دولار، منها نصف مليار منح و2 مليار ودائع.وأشار إلى أن المباحثات تناولت تحويل إحدى الودائع إلى منحة إضافية، موضحا أن المنح المقدمة أصبحت مليار دولار والودائع أصبحت 4 مليارات دولار وتمت مضاعفة حجم الودائع إلى مليارين ونصف مليار إضافية بتعليمات من أمير قطر لمحاولة مساعدة الأشقاء في مصر.وفيما يتعلق بالودائع والمنح التي تم ضخها من قطر لمصر، قال إن الخمسة مليارات وصلت إلى مصر، موضحا أنها عبارة عن منحة مليار وأربعة مليارات وديعة في البنك المركزي.ومن جانبه أكد رئيس الوزراء المصري الدكتور هشام قنديل وجود إرادة سياسية مشتركة بين مصر وقطر لدفع العلاقات الثنائية الاقتصادية للأمام.وقال إن هناك زيارة مقررة الأسبوع المقبل من الفنيين برئاسة وزير المالية القطري لبحث سبل دفع العلاقات الاقتصادية، مضيفا أن المباحثات بين الرئيس محمد مرسي والشيخ حمد بن جاسم تطرقت إلى العلاقات الثنائية بين البلدين كما تطرقا إلى عدة ملفات على رأسها القضية الفلسطينية والسورية. من جهة أخرى، انتقدت منظمة العفو الدولية المحاكمات العسكرية للمدنيين المصريين، وطالبت بالإفراج عن مصور صحفي يحاكم عسكرياً. وأوقف الجيش المصري الأسبوع الماضي محمد صبري، وهو مصور صحفي حر ومدون وناشط في حركة (لا للمحاكمات العسكرية) في سيناء على الشريط الحدودي بين مصر وغزة. وقالت المديرة التنفيذية للمنظمة لمنطقة الشرق الأوسط وشمال أفريقيا حسيبة حاج شعراوي، إن "المحاكمات العسكرية للمدنيين غير عادلة بالأساس وحان الوقت للسلطات المصرية لإنهائها". وأضافت "انه من المثير للقلق على وجه التحديد أن صحفيا يواجه محاكمة غير عادلة أمام محاكمة عسكرية فقط لأنه كان يؤدي عمله، الاتهامات ضد محمد صبري يجب أن تسقط فوراً". وقالت شعراوي، إن "الرئيس المصري كانت لديه الفرصة لإغلاق باب المحاكمات العسكرية للمدنيين، لكن يبدو أن السلطات المصرية ستواصل استخدامها كأداة ضد الانتقادات والمعارضة". ... المزيد