دعت الأممالمتحدة المتظاهرين الذين ينظمون احتجاجات في محافظات عراقية إلى الامتناع عن ممارسة العنف والحفاظ على الطابع السلمي لحراكهم وطالبت القوات الأمنية بممارسة أقصى درجات ضبط النفس خلال فرض القانون والحفاظ على النظام وشددت على ضرورة انحراط جميع الأطراف السياسية ودون دون تأخير في حوار سلمي وبناء.. فيما يستعد المحتجون لمليونية جديدة في الانبار الجمعة المقبل تحت شعار "جمعة الرباط". خلال اجتماع مع رئيس النحالف الوطني العراقي "الشيعي" ابراهيم الجعفري أكد مارتن كوبلر ممثل الامين العام للامم المتحدة بان كي مون في العراق سعيه لتكثيف حواراته مع القوى والكتل السياسية كافة للمساهمة في حلِّ المشاكل العالقة، والحفاظ على سير العملية السياسية. ومن جانبه دعا الجعفري الأممالمتحدة إلى "المساهمة الفاعلة في دعم التجربة العراقية والوقوف إلى جانب الشعب العراقيّ، وتفويت الفرصة على كلِّ الأصوات التي تحاول زرع الفتنة بين صفوف أبناء الشعب الواحد" كما نقل عنه بيان صحافي لمكتبه تسلمت "إيلاف" نسخة منه اليوم. وأكد على ضرورة أن تتبنى كلُّ القوى، والكتل والرموز السياسية آلية الحوار الصريح والمباشر وغير المشروط وتوفير مستلزمات نجاحه، وفاعليته بغية التصدِّي لحلِّ المشاكل والخلافات العالقة بين الأطراف. وشدد الجعفري على ضرورة الحفاظ على وحدة الصفِّ، والتجربة الديمقراطية التي تجمع المكوِّنات والشرائح الاجتماعية كافة. وقال ان التظاهرات السلمية تمثِّل حالة ديمقراطية يعبِّر الشعب من خلالها عن صوته بشرط عدم استخدام أيِّ نوع من أنواع العنف والابتعاد عن الشعارات المُثيرة للفتن وتأجيج الأحقاد بين أبناء الشعب الواحد. وناشد الاممالمتحدة المساهمة الفاعلة في دعم التجربة العراقية والوقوف إلى جانب الشعب العراقيّ وتفويت الفرصة على كلِّ الأصوات التي تحاول زرع الفتنة بين صفوف أبناء الشعب الواحد. وبحث الجعفري وكوبلر خلال الاجتماع مُجمَل الأوضاع السياسية في العراق والحلول التي من شأنها الوقوف أمام التحدّيات التي تواجه العملية السياسية ودور الأممالمتحدة فيها. وعلى الصعيد نفسه فقد أكد كوبلر رئيس بعثة الأممالمتحدة لمساعدة العراق"يونامي" خلال اجتماع مع نائب رئيس الوزراء القيادي في الكتلة العراقية صالح ان البعثة الاممية تتابع عن كثب المظاهرات التي تجري حالياً في عدد من المحافظات العراقية وهي تلتزم بدعم الحقوق السياسية وحقوق الإنسان لجميع المواطنين العراقيين فضلاً عن حقوقهم الاجتماعية والثقافية والاقتصادية في إطار سيادة القانون. وأشار إلى أنّ المتظاهرين عبروا عن عدد من الشكاوى التي يعتبرونها انتهاكات لحقوق الإنسان كما رفعوا أيضا عدداً من المطالب موضحا أن الحكومة العراقية كانت قد أقرت من قبل أن الاحتجاج السلمي هو حق مكفول دستورياً لجميع المواطنين العراقيين. ودعا كوبلر المتظاهرين إلى الامتناع عن ممارسة العنف والحفاظ على الطابع السلمي للمظاهرات كما طالب القوات الأمنية بممارسة أقصى درجات ضبط النفس خلال فرض القانون والحفاظ على النظام. وشدد على ضرورة انحراط جميع الأطراف السياسية العراقية ودون دون تأخير في حوار سلمي وبناء وفقا لأحكام الدستور والقانون العراقي. ومن جهته دعا المطلك الحكومة والبرلمان للاستجابة لمطالب المتظاهرين مطالباً الأممالمتحدة التدخل الفوري لوضع حد للمشاكل القائمة في البلاد وأضاف إن على بعثة الأممالمتحدة أن تأخذ دورها الإيجابي وتسعى للتدخل على وفق الأعراف واللوائح الدولية لوضع حد للمشكلات القائمة على الساحة السياسية وقطع الطريق أمام تعقدها أكثر. وشدد على ضرورة استجابة الحكومة والبرلمان لمطالب المتظاهرين الذين يواصلون احتجاجاتهم في عدد من المحافظات العراقية منذ 25 من الشهر الماضي. وعلى صعيد الاحتجاجات فقد أعلنت لجان التنسيق الممثلة لها انها ستنظم مليونية في محافظة الانبار الغربية الجمعة المقبل تحت شعار "مليونية الرباط" من اجل الاستمرار بمطالب المتظاهرين. واليوم انطلقت تظاهرة طلابية حاشدة من جامعة سامراء باتجاة ميدان الحق وسط مدينة سامراء شمال غرب بغداد دعما للمتظاهرين وسط ساحة الحق التي يعتصم فيها المحتجون. وتشهد محافظات الأنبار ونينوى وصلاح الدين وكركوك تظاهرات حاشدة يشارك فيها مواطنون وعلماء دين وشيوخ عشائر ومسؤولون محليون للمطالبة بانهاء عمليات التهميش والالغاء وإطلاق سراح السجينات والمعتقلين الأبرياء وتغيير مسار الحكومة. وفي المقابل خرجت تظاهرات في المحافظات الجنوبية وفي بعض مناطق بغداد تؤيد حكومة المالكي وترفض إلغاء قانون المساءلة والعدالة والمادة الرابعة من قانون مكافحة الإرهاب.