ابلغ المرجع الشيعي الاعلى في العراق آية الله السيد علي السيستاني خلال اجتماعه مع المبعوث الاممي معارضته لحل البرلمان لما في ذلك من مخاطر على البلاد في ظل الشد الطائفي الذي تشهده حاليا وخروج تظاهرات في محافظات سنية وشيعية ترفع شعارات طائفية متقابلة. أٍسامة مهدي من لندن: ابلغ المرجع الشيعي الاعلى في العراق آية الله السيد علي السيستاني مبعوث الاممالمتحدة في العراق مارتن كوبلر رفضه محاولات المالكي حل البرلمان في موقف داعم لمعارضة واشنطن وبعض مكونات التحالف الشيعي لذلك وأكد ضرورة حل الازمة الحالية من خلال الحوار بين الاطراف السياسية بعيدا عن الطائفية، فيما شكا كوبلر من مطالب غير واقعية وقاسية للمحتجين لكنه دعا الحكومة الى المرونة وتنفيذ مطالبهم المشروعة. وابلغ مصدر عراقي "إيلاف" ان السيستاني اكد لكوبلر خلال اجتماعهما في مدينة النجف (160 كم جنوب بغداد) اليوم معارضة المرجعية لحل البرلمان لما في ذلك من مخاطر على البلاد في ظل الشد الطائفي الذي تشهده حاليا وخروج تظاهرات في محافظات سنية وشيعية ترفع شعارات طائفية متقابلة مشددا على ضرورة دخول القوى السياسية في حوارات مباشرة من شأنها حل الازمة. وقال كوبلر خلال مؤتمر صحافي اثر اجتماعه مع المرجع السيستاني ان بعض مطالب المتظاهرين غير مشروعة لكن على الحكومة التعامل معهم بمرونة وتنفيذ المشروع من مطالبهم. وأضاف ان مباحثاته مع السيستاني كانت مكثفة حول التظاهرات التي تشهدها البلاد والازمة الراهنة موضحا ان المرجع شدد على ان الازمة لا تحل الا بجلوس جميع الاطراف على طاولة الحوار والابتعاد عن الخطابات الطائفية. وقال "سننقل هذه الرسالة الى مجلس النواب وباقي الاطراف السياسية وهي تتطابق ورسالتنا في الاممالمتحدة حول ضرورة الحوار والسلم والمرونة والاعتدال وعدم تعريض العراق الى الخطر". واشار كوبلر الى ان بعض المطالب التي يرفعها المحتجون واقعية ويجب تنفيذها لكنه في المقابل هناك مطالب قاسية وغير واقعية "لكن حق التظاهر مكفول للجميع بحسب الدستور العراقي مع ضرورة الحفاتظ على سلميته". ودعا الحكومة العراقية الى ضبط النفس واظهار المرونة والحفاظ على السلم وتوفير الاجواء المناسبة للتظاهرات". وقال "لامانع من التظاهر وهو حق دستوري ولكن يجب على المتظاهرين ان تكون مطالبهم وفق القانون والحفاظ على السلم واظهار المرونة".واشار الى ان هناك سبلا للتعامل مع الازمات عن طريق مجلس النواب ". وقال "انا سعيد لاستماعي لكلام السيد السيستاني واستفد كثيرا من ارائه وتوصياته وان ماتفضل به هو نفس ما نحن ندعو اليه حول الحوار السلمي والحفاظ على القانون والمرونة والاعتدال والابتعاد عن الخطابات المتشنحة وكل هذه الامور والرؤى لمسناها من توصيات المرجعية الدينية العليا". وكان كوبلر قد دعا الخميس الماضي المتظاهرين إلى الامتناع عن ممارسة العنف والحفاظ على الطابع السلمي لحراكهم وطالب القوات الأمنية بممارسة أقصى درجات ضبط النفس خلال فرض القانون والحفاظ على النظام وشددت على ضرورة انحراط جميع الأطراف السياسية ودون دون تأخير في حوار سلمي وبناء. واثر اجتماعات عقدها مع عدد من القادة العراقيين فقد اكد كوبلر ان البعثة الاممية تتابع عن كثب المظاهرات التي تجري حالياً في عدد من المحافظات العراقية وهي تلتزم بدعم الحقوق السياسية وحقوق الإنسان لجميع المواطنين العراقيين فضلاً عن حقوقهم الاجتماعية والثقافية والاقتصادية في إطار سيادة القانون. واشار الى ان المتظاهرين عبروا عن عدد من الشكاوى التي يعتبرونها انتهاكات لحقوق الإنسان كما رفعوا أيضا عدداً من المطالب موضحا أن الحكومة العراقية كانت قد أقرت من قبل أن الاحتجاج السلمي هو حق مكفول دستورياً لجميع المواطنين العراقيين. ودعا كوبلر المتظاهرين إلى الامتناع عن ممارسة العنف والحفاظ على الطابع السلمي للمظاهرات كما طالب القوات الأمنية بممارسة أقصى درجات ضبط النفس خلال فرض القانون والحفاظ على النظام. وشدد على ضرورة انحراط جميع الأطراف السياسية العراقية ودون دون تأخير في حوار سلمي وبناء وفقا لأحكام الدستور والقانون العراقي. رفض داخلي وخارجي لمحاولات المالكي حل البرلمان واشار المصدر الى ان ائتلاف دولة القانون بزعامة المالكي يسعى حاليا لكسب تأييد مكونات التحالف لاتجاهه بحل البرلمان واجراء انتخابات عامة مبكرة عن موعدها المقرر في اذار (مارس) من العام المقبل 2014، موضحا ان المجلس الاعلى الاسلامي بزعامة عمار الحكيم والتيار الصدري بزعامة مقتدى الصدر يعارضان بشده حل البرمان الامر الذي شكل عقبة امام نجاح محاولات المالكي هذه. واكد المصدر ان السفير الاميركي في العراق قد ابلغ بدوره قوى سياسية فاعلة في الساحة السياسية العراقية رفض واشنطن للتوجه نحو حل البرلمان مؤكدا ضرورة انهاء الازمة الحالية ألاستجابة لمطالب المتظاهرين المحتجين في عدد من محافظات البلاد وبما يتوافق والقوانين ودستور العراقي. واليوم قال التحالف الوطني انه يقوم باتصالات وتحركات جادة لحل جذور الازمات في البلاد مشددا على حق المواطن العراقي في التظاهر والتعبير عن رايه في اطار القانون والدستور داعيا القوى السياسية الى الحوار واللقاء المباشر والصريح للتوصل الى الحلول المناسبة لجميع المشاكل. واشار نائب رئيس التحالف القيادي في ائتلاف المالكي الشيخ خالد العطية خلال مؤتمر صحافي في بغداد الى انه ادراكا من التحالف لخطورة الاوضاع والظروف الحساسة التي يمر بها العراق فقد قام خلال الأيام القليلة الماضية باجراء اتصالات مكثّفة مع جميع الأطراف السياسية العراقية وعقدَ اجتماعات متعددة ودرسَ بعمق طبيعة ما يجري من تظاهرات في مختلف مناطق العراق. واضاف ان التحالف وهو يشدد على حق المواطن في التظاهر والتعبير عن رأيه والمطالبة بحقوقه في اطار القانون والدستور فانه يعلن عن مساعيه الجادة وحراكه المستمر في معالجة جذور الازمات التي تمر بها البلاد بالتعاون مع كل القوى السياسية المخلصة ويدعوهم الى الحوار واللقاء المباشر والصريح للتوصل الى الحلول المناسبة لجميع المشاكل. وطالب السياسيين وعلماء الدين ومؤسسات المجتمع المدني وشيوخ العشائر بممارسة واجباتهم في تهدئة الأجواء العامة لاعطاء فرصة حقيقية للحوار لكي يصل الى نتائج تحفظ وحدة العراق وتلاحم أبنائه وتماسك نسيجه الاجتماعي. وكان نائب رئيس الجمهورية خضير الخزاعي قد ابلغ رئيس مجلس النواب اسامة النجيفي امس ان المالكي يتجه لحل البرلمان وتشكيل حكومة طواريء وذلك لإحتواء احتجاحات اهالي المنطقة الغربية في اجراء استباقي لاستجوابه من قبل مجلس النواب. وتشهد محافظات الأنبار ونينوى وصلاح الدين وكركوك تظاهرات حاشدة يشارك فيها مواطنون وعلماء دين وشيوخ عشائر ومسؤولون محليون للمطالبة بانهاء عمليات التهميش والالغاء وإطلاق سراح السجينات والمعتقلين الأبرياء وتغيير مسار الحكومة. وفي المقابل خرجت تظاهرات في بغداد والمحافظات الجنوبية وفي بعض مناطق بغداد تؤيد حكومة المالكي وترفض إلغاء قانون المساءلة والعدالة والمادة الرابعة من قانون مكافحة الإرهاب.