دمشق: شنت الصحف السورية الخميس هجوما عنيفا على الموفد الدولي الاخضر الابراهيمي بعد انتقاده طرح الرئيس بشار الاسد لحل الازمة في بلاده، معتبرة انه "نزع قناع الحيادية" وكشف عن "وجهه الحقيقي" الذي يرى الازمة "بعين واحدة تلائم اسياده". وتحت عنوان "المبعوث الاممي يخلع عن نفسه... ثوب الحياد ويكشف عورته السياسية"، قالت صحيفة "الوطن" الخاصة القريبة من النظام ان الابراهيمي نزع "قناع النزاهة والحيادية الذي ارتداه منذ تعيينه خلفا لكوفي عنان، وكشف عن وجهه الحقيقي الذي يرى الأزمة السورية بعين واحدة تلائم أسياده". واضافت ان الموفد الدولي "فضح نفسه، فتبين انه ليس إلا أداة لتنفيذ سياسة بعض الدول الغربية والإقليمية تجاه سوريا". وكان الابراهيمي اعتبر الاربعاء في مقابلة مع هيئة الاذاعة البريطانية "بي بي سي" ان ما قاله الاسد في خطابه الاخير "ليس مختلفا في الواقع، ولعله اكثر فئوية وانحيازا لجهة واحدة". وطرح الاسد "حلا سياسيا" للازمة المستمرة في بلاده منذ 21 شهرا يقوم على ان توجه الحكومة الحالية دعوة الى مؤتمر وطني يصدر عنه ميثاق وطني يطرح على الاستفتاء، قبل تشكيل حكومة جديدة واجراء انتخابات برلمانية. ولم يتطرق الاسد الى احتمال التنحي، وهو ما تطالب به المعارضة السورية والعديد من الدول الغربية. واعتبرت صحيفة "البعث" الناطقة باسم الحزب الحاكم ان سوريا "مصممة على اجتراح معجزة الحل السياسي" وتمد يدها "لكل مخلص يريد مساعدتها على انجاز خطتها الوطنية للحل السياسي". ورفضت الصحيفة في المقابل "كل مساعدة مزعومة او ملغومة على طريقة الدول التي تدعي ظاهريا حرصها على حل الأزمة السياسية، وتعمل في السر على إذكاء نارها عبر الاستمرار في تصدير الارهاب الى سوريا وتمويله، او على طريقة (...) الإبراهيمي الذي أكد تصريحه الأخير" انه يستمع الى صوت تلك الدول "أكثر بكثير مما يستمع الى صوت الشعب السوري المحترق بنار الأزمة". وتحدثت صحيفة "الثورة" الحكومية عن دور بريطاني "في تنسيق أمر العمليات الأميركي للمرحلة القادمة"، بعد فشل الدور الفرنسي "في قيادة الحملة الكونية المنظمة لاستهداف سورية"، مشيرة الى "تناغم الإبراهيمي" مع هذا الدور، "كجزء من التعويض الغربي الفاشل وإعادة تجميع الأوراق". واضافت ان جديد المرحلة القادمة "الجوكر البريطاني مع احتفاظها ببيدق المبعوث الأممي". وتستضيف بريطانيا منذ الاربعاء اجتماعا مغلقا يشارك فيه خبراء ومسؤولون في المعارضة السورية، تحضيرا لمرحلة ما بعد الرئيس السوري.