ميزة القرية العالمية أنها تسمح لزوارها بمعايشة تجارب فريدة لا تتكرر في كل يوم، وان كانت بغاية اخذ الصور التذكارية فقط . إحدى هذه التجارب التي دفعت زوار القرية للتزاحم حول الجناح التايلندي، هو وجود "التوك توك"، لما يشكله من منظر جديد وغريب للكثير من الناس، الذين اعتادوا على رؤية هذه المركبة في الأفلام الهندية فقط، ما جعل منها فرصة لا تتكرر لتجربتها ولو افتراضياً أو اخذ الصور التذكارية بالقرب منها . و"التوك توك" أو كما يسمى بالإنجليزية "أوتو ريكشو"، ويعرف محلياً "بالركشة"، هي مركبة نارية ذات ثلاث عجلات، تستخدم غالباً نقلاً بالأجرة، وتنتشر بكثرة في البلاد الآسيوية، إذ تنتشر في الهند منذ أوائل الستينات، وبداية ظهورها في البلاد العربية كان في كل من مصر والسودان . وينتشر التوك توك في البلدان النامية ذات الكثافة السكانية العالية، لانخفاض كلفته وقدرته على السير في الشوارع والطرقات الضيقة، ويكثر انتشاره بصورة ملحوظة في كل من: تايلند، وتايوان، والهند، وبنغلاديش، وسريلانكا، وإندونيسيا، والفلبين، وكوبا، والسلفادور، ويتسع "التوك توك" لراكبين بالمقعد الخلفي أو ثلاثة، هذا إضافة إلى السائق الذي يجلس في المقدمة . من أول الشركات المنتجة "للتوك توك" هي شركة "Bajaj" الهندية، لذلك يطلق عليها في بعض المناطق والأرياف النائية في الهند باسم باجاج، وهذه المركبة هي نسخة مطورة من مركبة "الريكاشة" اليابانية القديمة التي كان يجرها سائقها، ثم تطورت إلى أخرى مزودة بترس وبدالين كالمستخدم في الدراجة، وتم تزويدها بمحرك حتى وصل إلى الشكل المتعارف عليه حالياً . وكلمة "توك توك"، في التايلندية مستمدة من الصوت الصادر من الماكينة عند تسارعها . الكثير من الدول المتقدمة تطور اليوم أبحاثاً ومشاريع عن "التوك توك" لتحويلها إلى آلة كهربائية وصديقه للبيئة، وتطابق مواصفات السلامة الأوروبية، بحيث تعمر البطارية ل 12 ساعة أي بما يكفي لقطع مسافة 70 كم، مع ميزة اختيارية بسقف للطاقة الشمسية لشحن البطارية . وربما من الفكاهة ما هو أكثر من منظر هذه المركبة، أي الكتابات التي تكتب عليها كما هو متعارف عليه في مصر مثل كتابة عبارة "دى قصة كفاح مش جاية على المرتاح" أو "الحلوة من دمياط وعليها أقساط" أو "ماتقولش دي بكام دي جت بدهب المدام" أو "الحلوة لما تدلع تخّلى الإسفلت يولع" .