سمح موروث مونديال 2010 لكرة القدم الذي يكون عادة عبئا على دولة لها اولويات اخرى في الرياضة، لجنوب افريقيا بان تنقذ في اللحظة الاخيرة اقامة كأس الامم الافريقية 2013 التاسعة والعشرين التي عهد باستضافتها الى ليبيا قبل اندلاع الحرب الاهلية في هذا البلد. واتخذ قرار سحب التنظيم من ليبيا في ايلول/سبتمبر 2011، وفي اجل قصير جدا، كانت جنوب افريقيا الدولة الوحيدة في القارة السمراء القادرة على استضافتها. واقر رئيس اللجنة المنظمة للبطولة مفوزو مبيبي في مقابلة مع وكالة فرانس برس "اننا لم نكن لنستطيع القيام بهذا لو لم نملك البنى التحتية التي اقيمت من اجل المونديال". وستقام المنافسات على 5 من 6 ملاعب تم تحديثها او بناؤها لاستضافة مباريات كأس العالم. واضاف "لم يكن لدينا عمل كبير هذه المرة. كان يكفي الذهاب الى الملاعب ووضع بعض اللمسات"، مشيرا الى ان الخبرة التي تم اكتسابها في المونديال ذات قيمة. لكن اختيار الملاعب وضع مشكلة بسيطة وتطلب مفاوضات طويلة تمحورت بشكل خاص حول قلة ارتياد الجماهير خلال امم افريقيا والكلفة الباهظة للتنظيم ما ادى الى تراجع بعض المدن. فمدينة كايب تاون بملعبها الرائع الذي يتسع ل64 الف متفرج، رفضت استضافة منافسات اي مجموعة، وملعب سوكر سيتي (94 الف متفرج) في سويتو/جوهانسبورغ تنصل ايضا بدوره واكتفى باحتضان المباراتين الافتتاحيتين والمباراة النهائية. وبشكل عام، تناضل بعض الهيئات والادارات المكلفة ادارة الملاعب تأمين الايرادات بصعوبة حتى تتمكن من تمويل الصيانة لان اقامة الحفلات واقامة مباريات الدوري لا تكفي لذلك. فخر وطني وصيانة ملعب "غرين بارك" في كايب تاون على سبيل المثال تكلف اسبوعيا 73 الف يورو، حسب الوزير الاقليمي للمالية والتطوير الان ويندي، الذي اشار الى ان فريق الركبي المحلي الذي تعتمد عليه المدينة لم يرغب بترك ملعبه التاريخي والاقامة في الاستاد الجديد. ونقل موقع "وورلد سوكر" في كانون الاول/ديسمبر عن رئيس قسم المسؤولية الاجتماعية في الاتحاد الدولي (فيفا) فيديريكو ادييكي رميه مسؤولية هذه الصعوبات على الدولة المضيفة للمونديال. وقال في هذا الصدد "لا يطلب فيفا هذا الملعب او ذاك. اننا ننتظر مضيفين يملكون خططا لادارة مثل هذه الملاعب ولآجال طويلة. الفيفا لم يعتد على ادارة استخدام المال العام". وكان الفيفا وعد عام 2010 باقامة مراكز تدريبية تحت عنوان "كرة قدم للامل"، وكان من المفترض ان تقام 5 منها في جنوب افريقيا لم يقم منها حتى الان الا واحد في خايليتشا، احد ضواحي كايب تاون. لكن بالنسبة الى سكان جنوب افريقيا خصوصا في الاحياء الفقيرة، يتجاوز موروث المونديال اطار الرياضة حيث تمت اقامة خطوط للحافلات وتم تشغيل قطار سريع بين جوهانسبورغ وبريتوريا واصلحت بعض الشواره فضلا عن الانارة العامة والحدائق. وفي ضاحية هيلبرو التابعة لجوهانسبورغ، يأتي عشرات الصبيان للتدرب على ارض تابعة للمنتخب الهولندي ومؤسسة يوهان كرويف. وعلى الجدران المحيطة بالملاعب، توجد يافطات تشير الى قيم المكان: الاحترام واللعب النظيف والالتزام الاجتماعي. ويظهر اثر كأس العالم على جنوب افريقيا في انه ساهم خلال شهر برص اللحمة في مجتمع غير متساو ومتصدع وانه خلق نوعا من الفخر الوطني الذي سيعيد البريق الى عيون عدد كبير من الجنوب افريقيين بعد اكثر من سنتين على اقامته وذلك من خلال استضافة امم افريقيا التاسعة والعشرين.