قال محمد الشافعى رئيس تحرير مجلة الهلال الثقافية إن مع كل ما يحدث الآن من لغط وتناحر سياسى بين جميع القوى السياسية فى مصر وبين تيار الإسلام السياسى قد يؤدى بنا إلى المزيد من المشاكل والمتاعب، والتى ستكون عائقا صعبا أمامنا فى بناء المستقبل الذى حلمنا به جميعا وقت الثورة. مشيرا إلى أنه ليس أمامنا سوى طريق التوافق الوطنى فبالتوافق الوطنى نستطيع أن نعبر إلى بر الأمان ونخرج من عنق الزجاجة، وبالتالى نستطيع أن نرسم ملامح الغد الذى ننتظره جميعا لأجل أبنائنا وكذلك من أجل الأجيال القادمة، لافتا إلى أن التجربة الناصرية كانت من أصدق بل وأفضل التجارب على الأرض من حيث النتائج التى حققتها سواء على المستوى السياسى أو الاقتصادى بغض النظر عن نكسة 67 حيث إن لكل نظام أخطاءه لكن فى المجمل التجربة الناصرية كانت من أفضل التجارب على الأرض. وأضاف الشافعى خلال الصالون الثقافى "ذاكرة الوطن" الذى أداره مساء أمس السبت بمركز "طلعت حرب الثقافى" تحت عنوان "ثورة 25 يناير وتحديات المستقبل" أن ثورة يناير قامت من أجل إقامة العدالة الاجتماعية والحرية والكرامة الإنسانية وتحسين أوضاع الحالة المعيشية وهو ما يؤكد أن ثورة يناير إنما جاءت لاستكمال أهداف ثورة 23 يوليو، مشيرا إلى أن الشعب المصرى الذى قام بالثورة وخاصة الشباب لم يقم بها من أجل استبدال حكم مستبد بآخر مستبد جائر حيث كانت أهداف الثورة "عيش حرية عدالة اجتماعية"، لافتا إلى أن حكم الإخوان هو حكم يمينى أى يميل للتعاون مع أمريكا تماما مثل النظام السابق وهذا ما قد يعجل بسقوطه أن لم يتراجع ويدرك أن الشعب هو القائد والمعلم. ويقول الدكتور ويئام سالم إن مع انطلاق ثورة 25 يناير ظهرت تحديات جديدة للفلاح المصرى الذى عانى كثيرا فى هذا البلد مع مختلف الأنظمة، لكن مع التحديات الجديدة أصبح الأمر أصعب وأكثر تعقيدا خاصة فى ظل التناحر السياسى بين جميع القوى السياسية، مشيرا إلى أنه مع كل هذا لكن يوجد بصيص من الأمل حيث إننا نمتلك الأرض الخصبة وكذلك خبرة الفلاح المصرى فى التعامل مع كل هذه الظروف الصعبة، فمن الممكن أن يصبر الفلاح على الجوع والفقر ولكن ينتفض من أجل الكرامة، فإذا ما ضاعت كرامة الفلاح وأحس أن حقه قد أهدر بعد كل هذا العناء الذى مر به فحتما سينتفض ولن يقف أمامه أحد. وأضاف سالم أن على مر الثورات التى مرت بها مصر، كانت هناك طبقة تريد التحرر وتحقيق العدالة الاجتماعية، ولكن على الجانب الآخر توجد طبقة تخون هذه الطبقة الفقيرة الحالمة بالحياة الكريمة، لافتا إلى أن هذا حدث منذ ثورة عرابى ومن خانه من ضباطه وكذلك ثورة 19 وثورة يوليو، وحلم الضباط الأحرار إلى ثورة 25 يناير ومن سرقوها من أصحابها حيث إنه لابد لليل أن ينجلى.