ديوان شعري حروف ابجدية مواضيع ذات صلة إيلاف: عن دار الشؤون الثقافية العامة التابعة لوزارة الثقافة العراقية صدر مؤخراً للشاعر العراقي عبد الرحمن الماجدي ديوان جديد يحمل عنوان "حروب أبجدية". الكتاب جهد تجريبي يجمع بين علم الأوفاق والشعر من خلال نسبة كل حرف لعدد معين مع الاستعانة بحساب الجمّل حيث لكل حرف عددٌ هو بمثابة روحه، كما جاء في غلاف الكتاب. توزعت نصوص الكتاب حسب عدد الحروف العربية مضافاً لها الهمزة، مع تخصيص وفقٍ عددي لكل نص. واستعان الشاعر بحساب الجمّل في توثيق تاريخ الكتاب حسب التأريخ العربي الهجري. هذا الديوان هو الثالث للشاعر عبد الرحمن الماجدي بعد ديوانيه (ممالك لغد حيران- دار مخطوطات في هولندا 2002) و المعنى في الحاشية- دار مخطوطات 2005). في مقدمة الديوان كتب الماجدي: " لِكُلِ حَرْفٍ رُوْحٌ. وَرُوْحُ الْحَرْفِ عَدَدُهُ. قَوْلُ الْحَرْف وِلَادَته مَعَ حَبْلهِ الْسُّرّيَّ الْمُرْتَبِطِ بِرُوْحِهِ الْعَدَدِيَّةِ. وَالحَرْفُ الَّذِيْ يَجِدُ عُسْرَاً فِيْ وِلَادَتِهِ أَوْ فِيْ مُرُوْرِهِ نَحْوَ عَالَمِ الْقَوْلِ يَمُوْتُ فِيْ رَحِمِ خَالِقِهِ. ثُمَّةَ حَرْف يَمُرُّ بِيُسْرٍ عَبْرَ آَلَةٍ الْنُّطْقِ، وَآَخرُ يَتَطَلَّبُ مرورُ مَوْكِبِهِ أَفْوَاجَاً مِنَ الْهَوَاءِ وَالْأَعْصَابِ. وَالَّا تَعَسَّرَتْ الْوِلادَةُ. فَكُلُّ كَلِمَةٍ كَيْ تُنْطقُ تَمُرُّ بِحَرْبٍ عَلَىَ عِدَّةِ جَبَهَاتٍ. فَلِكَيْ تَنْطِقَ كِلْمَةً يَتَطَلَّبُ الْأَمْرُ كَمِّيَّاتٍ مِنْ الْهَوَاءِ الْسَاخِنِ لِلرِئَتَينِ يجْلبُها جُنُوْدُ الْتَّنَفُّسِ مِنْ خَارِجٍ الْأَنْفِ لَتَمُرَ بِطُرُقٍ وَتَعَرَجَاتٍ حَتَّىَ تَصِلَ لُحُوْمَةِ الْرِئَتَيْنِ كَتَائِبُ الْأُوْكْسِجِينِ لِتَقُوْمَ بِطَرْدِ أَسْرَىَ ثَانِيَ أوكسِيدِ الْكَرْبُونِ مِنَ سَاحَةِ الْرِئَتَيْنِ، مَارّةً، بِحَوَاجِزَ مِنَ حِبَالٍ عَظِيْمَةٍ، مُتَّبَعَةٍ الْأَوَامِر مِنْ غُضْرُوفٍ هُوَ الْآَمِرُ وَالْنَّاهِي فِيْ خُرُوْجِ الْكَلِمَةِ نَحْوَ فَضَاءِ الْقَوْلِ." وَجَاءَتْ تَسْمِيَتُهُ "حُرُوْبٌ أبجَدِيَّةٌ" لِمَا تُعَانِيْهُ الْكَلِمَةُ، وَحُرُوْفُهَا، قَبْلَ خَلقهَا، مِنْ حُرُوْبٍ قَدْ تُقْتُلهَا قَبْلَ أَنْ تَظْهَرَ لِلْنُّطْقِ. وَمِنْ خِلَالِ أَنْسَنَةِ هَذِهِ الْحُرُوْفِ الْمكْسِيّةِ لَحْمَاً وَعَظْمَاً ومَنْفُوخَةٍ فِيْهَا الْرُّوْحُ الَّتِيْ تُكَوِّنُ مَمْلَكَةَ الْكَلَامِ "الْأَبْجَدِيِّة" بَصِيَغِهَا الْمُتَعَدِّدَةِ." الكتاب في 105 صفحات من القطع الكبير. لوحة الغلاف للفنان ناصر مؤنس. من نصوص الكتاب: الْغُصَّةُ الْأَبَدِيَّةُ، تَقِفِيْنَ فِي الْحُلْقُوْمِ، بِكُلّ جَيْشِكِ: هَوَاءِ الْحَيَاةِ، وَ بَعْدَ انْتِهَاءِ الْنِّزَاعِ، تَعُوْدِيْنَ: ذَلِيلَةً، مَحْنيةً هَيْبَتُكِ مَكْسُورَةً أَجْنحَتُكِ تُطاردُكِ أَصداءُ العِلَلِ تَتحَينُ فُرصةً للفَتكِ بِكِ مِنْ ثَأرٍ قَدِيمٍ تَوارَثَتْهُ أجْيالُهم. تَعُودِينَ: مَجْرُوْرَةً بِحِبَالِ الْحُرُوْفِ، مَضْمُوْمَةً بَيْنَ الْشِفَاهِ، مَفْتُوْحَةً أَسْتَارُكِ عَنْوَةً. مَسْبِيَّةً، فِي هَوْدَجِ كَلِمَةٍ، تُقالُ، وَ تَمْضِي.