احتشد نحو مليون يمني من أنصار الحراك الجنوبي، بمدينة عدن، كبرى مدن الجنوب، أمس، في إطار مهرجان«التصالح والتسامح الجنوبي»، وسط دعوات لفك ارتباط الجنوب عن الشمال. وتقاطر عشرات الآلاف من المؤيدين للحراك من عموم المحافظات الجنوبية القريبة من مدينة عدن، إلى ساحة العروض بمديرية خور مكسر، منذ الخميس الماضي، وهم يرفعون صور الرئيس الجنوبي السابق، علي سالم البيض، وأعلام دولة الجنوب التي كانت مستقلة قبل ان تتوحد مع الشمال في مايو 1990. وامتلأت ساحة العروض التي تمتد على طول كيلومترين بجموع مناصري الحراك القادمين من محافظات جنوبية عدة، وتسبب الحشد في إغلاق جميع الشوارع الرئيسة والفرعية بمديرية خور مكسر أمام الحركة المرورية. وألقيت في المهرجان كلمة للرئيس البيض الذي يقود تياراً جنوبياً لفك ارتباط الجنوب عن الشمال، جدد فيها موقفه الرافض حل القضية الجنوبية بالفيدرالية، مؤكداً مطالبته بالاستقلال، قائلاً إن «لدينا إمكانية لإقامة أجهزة الدولة في فترة قصيرة». وحدد البيض شكل الدولة المستقبلية في الجنوب ب«البرلماني التعددي الديمقراطي الفيدرالي في إدارة المحافظات، وعلينا أن نعترف بأننا بحاجة إلى الكل، ورص الصفوف مع حوار جنوبي جنوبي يؤكد على طريق الحراك السلمي». وقال «أتمنى أن تكون هناك مراجعة لقضية الجنوب والبحث عن مبادرة لحلها على أساس الحل السلمي والاعتراف بالهوية والأرض واستحقاق الشعب»، محذراً من أنه «إذا لم تحل مشكلة الجنوب لن يكون هناك استقرار، وإذا لم ينصفنا العالم سنبحث عن وسائل أخرى لنسترد حقنا». وأكد البيض أن الحراك الجنوبي لديه قدرة ان يطرح مهام جديدة «ونستطيع ان نوجد دولتنا». واتهم السفير الأميركي بصنعاء، جيرالد فايرستاين، علي سالم البيض، بتلقي دعم من ايران بغرض تحقيق انفصال الجنوب الذي توحد مع الشمال في مايو 1990. وقال ستاين في مؤتمر صحافي عقده بمقر السفارة بصنعاء «مهرجان التصالح والتسامح» بمدينة عدنجنوباليمن، إن «علي سالم البيض يسكن في بيروت ويتلقى دعماً مالياً من إيران، ليس لدينا شك في تقديم البيض هذا الدعم للحراك الانفصالي وسيكون مسؤولاً عن ذلك». الجزيرة نت مظاهرة حاشدة لأنصار الحراك الجنوبيبعدن تظاهر مئات الآلاف من أنصار الحراك الجنوبي الأحد في عدنجنوبياليمن إحياء لذكرى التسامح والتصالح في استعراض قوة للمطالبة بحق تقرير المصير واستعادة دولة جنوباليمن، كما طالبوا بطي ملفات الصراعات السياسية المسلحة قبل الوحدة عام 1990. وتوافد المتظاهرون على عدن من مختلف محافظات الجنوب للمشاركة في هذا المهرجان الذي أقيم في ساحة العروض بحي خور مكسر في عدن. ورفع المتظاهرون أعلام دولة الجنوب السابقة وصور علي سالم البيض نائب الرئيس المخلوع علي عبد الله صالح والزعيم الجنوبي حسن باعوم. وكان جنوباليمن مستقلا حتى 1990 حين تم توقيع اتفاق وحدة طوعي مع الشمال، تزامنا مع انهيار الاتحاد السوفياتي الذي كانت دولة الجنوب تدور في فلكه. وفي 1994 أخمد صالح بالقوة محاولة جنوبية لاستعادة دولة الجنوب. ملف الحوار واللافت أن المتحدثين في المظاهرة لم يتطرقوا إلى مسألة المشاركة في الحوار الوطني الذي دعا إليه الرئيس اليمني عبد ربه منصور هادي -تنفيذا للمرحلة الثانية من المبادرة الخليجية الخاصة بتسليم السلطة في اليمن- وهي المسألة التي تختلف بشأنها الحركات الجنوبية. وكان من المفترض أن ينطلق مؤتمر الحوار الوطني في منتصف نوفمبر/تشرين الثاني الماضي، إلا أنه تأخر بسبب تحفظات الحراك الجنوبي الذي تطالب فصائله إما بالانفصال والعودة إلى دولة الجنوب التي كانت مستقلة قبل الوحدة عام 1990، وإما بالفدرالية مع الشمال. وسبق أن أعلنت اللجنة التحضيرية للحوار تخصيص 50% من مقاعدة مؤتمر الحوار للجنوبيين، متجاوبة بذلك مع مطالبهم بالتكافؤ والمناصفة بين الشمال والجنوب في الحوار. ويطالب الجنوبيون أيضا بإعادة أو تعويض نحو 60 ألف موظف وعسكري تم صرفهم "تعسفا" أو أحيلوا إلى التقاعد في ظل حكم الرئيس صالح، حسب أحد أعضاء اللجنة التحضيرية. ومن المفترض أن يتوصل الحوار الوطني إلى تعديل الدستور والتحضير لانتخابات رئاسية وتشريعية في ختام المرحلة الانتقالية التي تستمر عامين وتنتهي في فبراير/شباط 2014.