بقلم: نيازي عبدالعزيز للوهلة الأولى ظننت أنه نداء استغاثة أو مناشدة لذوي القلوب الرحيمة لعذوبة كلماته وفرط تهذيب مفرداته واختيار العبارات التي تثير العواطف وتحرك المشاعر إضافة إلى دغدعة المذيع لمشاعر المستمعين بإنكسار صوت . ولكن اتضح لي فيما بعد إنه إعلان من المؤسسة العامة للكهرباء بأمانة العاصمة تدعو بل (ترجو) المشتركين إلى التفضل بتسديد فواتيرهم المتراكمة عليهم منذ عدة أشهر، حيث عجبت لصيغة الإعلان- المناشدة- لغياب عبارات الحزم والشدة التي عهدناها في الإشعارات المماثلة في فرع المؤسسة بحضرموت، فقد صدمت عندما علمت من الإعلان أن المؤسسة تناشد المشتركين إلى تسديد فواتيرهم وهي- أي المؤسسة- على استعداد كذلك لتقسيط الشهور التي امتنع المواطنون خلالها عن السداد، واختتمت المناشدة بتوسل المشتركين إلى المبادرة لتسديد فواتيرهم، لأن تأخرهم سيجعل المؤسسة عاجزة عن الايفاء بالتزاماتها لدى الجهات الأخرى ويقصد هنا الجهات الموردة للمحروقات والزيوت..الخ , والذي زاد من دهشتي خلو الإعلان من أي إشارة إلى قطع الخدمة عن المشتركين في حالة الامتناع عن السداد.. الخ. في حين يحدث العكس عندنا في حضرموت فعندما يتلى إشعار بل إنذار مؤسسة الكهرباء يعلو صوت المذيع الأجش معلناً صدور فاتورة الكهرباء للشهر الماضي، مهيباً بالمواطنين سرعة التسديد خلال 30 يوماً وإلا ستضطر المؤسسة آسفة إلى قطع التيار. أننا نعيش في بلد واحد وتدير شؤون الكهرباء في البلد مؤسسة واحدة فلماذا تتعدد صيغ الاشعارات من محافظة إلى أخرى؟ وفي حين نكون أشعاراتنا أقرب للتهديد في حضرموت نجدها مناشدة وتضرع في صنعاء، إننا نطالب المعنيين في المؤسسة إلى توحيد إشعارات الكهرباء في الجمهورية , كما نطالب الجهات المختصة الى سرعة اعتماد شريحة الاستهلاك الخاصة بالمحافظات الحارة التي يزيد استهلاك التيار الكهربائي فيها على مدار العام وفي فصل الصيف القائض على وجه الخصوص , والتي تاهت تلك التوجيهات في خضم الأزمات المتلاحقة التي عاشتها البلاد خلال الفترة الماضية.