بغداد (إفي) - على الرغم من انخفاض درجات الحرارة والوقت المتأخر فقد خرجت الجماهير العراقية مساء يوم الثلاثاء في شوارع بغداد للتعبير عن فرحتها بتأهل المنتخب العراقي للمباراة النهائية في دورة كأس الخليج لكرة القدم (خليجي 21) المقامة في العاصمة البحرينية المنامة. وخرج المئات من الشباب العراقي في شوارع بغداد وهم يحملون الأعلام العراقية، ويرقصون في الشوارع ويطلقون الألعاب النارية في سماء بغداد. ونجحت العراق في إقصاء صاحبة الأرض بركلات الترجيح 4-2 بعد انتهاء الوقت الأصلي والإضافي بالتعادل الإيجابي 1-1 لتواجه الإمارات في الدور النهائي سعيا للقب الرابع في تاريخها. بدوره هنأ رئيس الوزراء العراقي نوري المالكي الشعب العراقي بفوزه على نظيره البحريني. وطالب مكتب القائد العام للقوات المسلحة الشعب العراقي عدم إطلاق النار للتعبير عن فرحهم، ودعا الأجهزة الامنية إلى اتخاذ الاجراءات القانونية، لكن رغم هذا فإن العديد من العراقيين لم يلتزموا وسمعت أصوات إطلاق النار في أغلب أنحاء بغداد. وقال محمد عبدالله (23 سنة) الذي خرج إلى الشارع للاحتفال بهذا الفوز ل(إفي) "المنتخب الوطني العراقي دائما يفرحنا في احلك الظروف، أتمنى من السياسيين أن يتعلموا من المنتخب ويكون أدائهم في البرلمان او الحكومة جماعيا، لكي تنتهي معاناتنا المزمنة". واضاف "في عام 2007 كان العراق يعيش حالة صعبة وفاز منتخبنا الوطني ببطولة كأس آسيا، وفي حينها خرجت الجماهير العراقية إلى الشوارع رغم العنف الطائفي الذي كان سائدا، واليوم بفوز منتخبنا، والعراق يعيش في ازمات واعتصامات وتظاهرات، فان هذا الفوز يخفف من حدة الاحتقان بين مكونات الشعب العراقي". وايده زميله رعد حبيب الذي كان يقود سيارته ويرفع العلم العراقي قائلا "عودنا منتخبنا الوطني دائما على توحيد الشعب من خلال رسم الابتسامة على وجوه الجميع". وتابع "المنتخب الوطني هو الوحيد الذي يفرحنا، وامنيتي ان يقتدي به السياسيون ويفرحوننا ايضا وينهون خلافاتهم" مضيفا باللهجة العراقية (خلي تصير عدهم روح رياضية) اي تمني ان يمتلك السياسيون الروح الرياضية. وشهدت المدن العراقية الاخرى نفس المشهد من الاحتفالات، والرقصات على الانغام الشعبية، والالعاب النارية ورفع الاعلام. وكان المنتخب الوطني العراقي قد حصد النقاط الكاملة في الدور الأول للبطولة الخليجية بعد فوزه على السعودية والكويت واليمن على التوالي محافظا على نظافة شباكه في المباريات الثلاث، ليتصدر مجوعته (الثانية) ويتأهل للدور نصف النهائي بمواجهة البحرين التي فاز عليها بالضربات الترجيحية، وسيلتقي يوم 18 يناير/كانون ثان الجاري مع نظيره الاماراتي. يذكر أن المنتخب العراقي فاز بلقب البطولة الخليجية ثلاث مرات، منذ انطلاقها أول مرة في البحرين عام 1970، إذ حصل عليها في البطولة التي استضافتها العاصمة بغداد عام 1979، وحصد اللقب الثاني في البطولة الثامنة التي جرت بسلطنة عمان 1984، ومن ثم في نسخة عام 1988 بالسعودية. يشار إلى أن المنتخب العراقي ابتعد عن المشاركة في البطولات الخليجية بعد النسخة العاشرة، نتيجة حرب الخليج، لكنه عاد للمشاركة من جديد في البطولة بنسختها ال 17 التي نظمت في العاصمة القطرية الدوحة عام 2004، ومن ثم النسخة 18 في الإمارات 2006، و19 في سلطنة عمان 2008، و20 في اليمن 2010 لكن من دون أن يحقق النتائج التي كان الجمهور العراقي يتأملها من منتخبه على الأخص من مشاركاته الخليجية. ومن المؤمل ان تقام بطولة الخليج بسختها ال 22 عام 2015 بمدينة البصرة جنوبي العراق، بعد ان وافق المؤتمر العام لرؤساء الاتحادات الخليجية في اجتماعه يوم امس الاول بالاجماع اعتماد. وياتي هذا القرار تتويجا للجهود الكبيرة التي بذلتها الحكومة العراقية ووزارة الشباب والرياضة واللجنة الاولمبية واتحاد كرة القدم والاعلام العراقي حيث شكلوا جميعا فريق عمل واحد لدعم الطلب العراقي في استضافة خليجي 22 .