لم تعد خافية حالة الانهيار التي تعيشها عناصر التمرد والإرهاب والتخريب في بقية الجيوب والأوكار والجحور المحاصرة بقوات الجيش والأمن وضربات الأبطال الذين يفتدون بأرواحهم ودمائهم سيادة واستقرار الوطن، ويتصدون باستبسال لحماقات المنتحرين الذين تلقي بهم ارتعاشات الأنفاس الأخيرة إلى مهاوي الطيش ومحارق الجنون.. التي أشعلوا نيرانها وكانوا بعض حطبها.. وسيكونون آخر وقود لها قبل أن تخمدها أيادي حماة الوطن ومن خلفهم إرادة شعب اليمن الثائر الحر المنتصر. وليس جديداً أن يحقق أبطال الجيش والأمن اليمني على أرض المواجهة وفي مختلف معاقل الخونة مآثر بطولية لقَّنت الإرهابيين دروساً قاسيةً ردعت تهورهم وأعادت مكائدهم إلى نحورهم.. وجرًّعتهم مرارة الموت الذي يرفعون شعاره... ويصرٌّون على السير إليه بأقدامهم..! كما ليس جديداً ولا غريباً على تجار الموت وسماسرة الفوضى ودهاقنة المكر والدجل والخداع أن تتلوَّن جلودهم وترتعش فرائصهم وتتهدَّج أصواتهم وتسيل مدامعهم ليس – كما يزعمون - حرصاً على أرواح ودماء الأبرياء التي سفكوها قبل وأثناء وبعد كل المواجهات السابقة.. بل خوفاً وهلعاً من الموت الذي ظلوَّا ينسجون فتائله ويزرعون بذوره ويحيطون به الأبرياء في كل قرية وشعب وجبل وطريق وواد، ولم يتح لهم الغي والغرور فرصة استشعار خطورة ما يقترفون من مذابح وجرائم إلاَّ حينما أحسُّوا بأجراس النهايات التي صنعوها لضحاياهم تحيط بهم وتقض مخابئهم، وشاهدوا حمقاهم يتذوقون طعم الموت الذي أذاقوه الأبرياء.. فارتفعت أصوات الاستعطاف والمسكنة، وعلت صرخات الاستغاثات.. ومعها تعالت أصوات الأفاقين تبحث عن مخرج او هدنة أو ذريعة أو خديعة جديدة تحبط أو تؤجل ساعة النهاية التي حانت..؟! ها هي النداءات ترتفع من جهات وواجهات وهيئات ومطابخ داخل وخارج الوطن.. يؤججها هلع المرتجفين ويسوقها سدنة الفتنة.. وتتداولها أبواق حاضنات العملاء والمذبذبين في الداخل والخارج.. جميعهم ينشدون فرصةً ليس لإيقاف نزيف الدم وصون الأرواح والأموال وما بقي من ماء في وجوه سود الوجوه.. بل لاستراحة يتحسَّس فيها محترفو المكر والخديعة سُبُلاً بدلية للسُّبل التي تقطعت بهم.. كنتيجة طبيعية لما اقترفت وتقترف أيديهم. وحتى لا يتكرَّر الخطأ الذي كان أساسه حسن النوايا والحرص على الأرواح والدماء تحدَّدت - وبشكل نهائي - فرصة النجاة والسلم لمن يريد النجاة والسلم.. بأن يلتزم بالشروط الستة البسيطة التي لا يرفضها أو يدعي ثقلها أو صعوبة تنفيذها إلاَّ ماكر ومخادع ومنحرف ومغرور ومتأبط شر ومضمر خداع وجريمة.. ولا يطالب بتوقف قوات الجيش والأمن عن أدا واجبها في حماية الوطن والمواطنين خارج هذه الشروط إلاَّ أحمق أو متآمر.