ذكرت كتب التاريخ بأن يافع من أقدم المناطق التي ينتمي اليها اليمنيون والسبب وقوع سلاسل جبلية حولها وقفت طيلة 3 آلاف عام في وجه الطامعين والمحتلين والغزو الثقافي. من هذا الموقع وعلى مدى تلك السنوات الطوال نشأت قبيلة تفرقت على طول "القارة" وهي مناطق شاسعة من محافظتي لحج وأبين وكونت موروثها الثقافي الخاص بها وحدها!!.. فمن هي تلك القبيلة؟. جذور سبئية لم تخلو المصادر التاريخية من ذكر قبيلة "يافع" اذ وردت في عدد من المؤلفات، أهمها برأيي "الاكليل" للهمداني و "الانساب" للسمعاني واللذان اتفقا على أن نسبة يافع تعود إلى حمير.. وحمير إلى سبأ. أكليل الهمداني يعيد الحسن الهمداني في كتابه القيّم نسب يافع إلى "يافع بن قاول بن زيد بن ناعتة بن شرحبيل بن الحارث بن زيد بن يريم بن ذي رعين الاكبر" إلى حمير. السمعاني أما المؤرخ والعالم السمعاني فيعيد في كتابه "الأنساب" النسب مباشرة إلى يافع بن زيد بن رعين، في اتفاق مع الهمداني إلى انتهاء نسبة يافع بحمير وحمير إلى سبأ وهي إحدى الأيدي التي تفرقت. إنسان.. وبناء ذاك هو الإنسان اليافعي المعروف بانتمائه إلى هذه المنطقة والتي تميزت ببنائها.. فكيف تميزت عمارات يافع؟. أصالة.. معاصرة تتميز يافع بمبانيها وعماراتها.. فالمرور من بين مدنها وقراها ذات الطابع الهندسي وكأنها مدن صغيرة مشيدة بتصاميم هندسية فائقة، تكشف بانها جمعت بين الاصالة والمعاصرة، فالمباني تتميز بنمطها الحميري رغم حداثة التقسيم الداخلي للبناء.. ولكن هناك أمراً خطيراً!! الأمر الخطير هو تعرض عمارات يافع للكثير من الهدم نتج في البداية، عند نشوب عدد من الحروب آخرها رفض حاكم يافع –ابان الاحتلال البريطاني للجنوب- الانضمام لاتحاد الجنوب العربي فتعرضت يافع لقصف مدنها وتدمير الكثير من مبانيها. سلسلة التدمير هذه لم تتوقف.. إذ اتخذت منحى آخر وذلك بهجرة المئات من اليافعيين إلى امريكا وبريطانيا وتمكنهم من بناء عمارات حديثة على حساب هدم المباني القديمة. دعوة إن "الجمهور" وأمام ذلك الهدم الواقع لمبانيها والذي يهدد بزوال موروثها المعماري لا يسعها سوى مناشدة الجهات المعنية للقيام بدورها تجاه الحفاظ على هذا الموروث المعماري.. فهل من مجيب؟!.