أقيمت أمس الاحد بمعسكر قيادة قوات الأمن المركزي بصنعاء الفعالية التأبينية لأربعينية شهداء قوات الأمن المركزي في مجزرة ميدان السبعين الإرهابية، بحضور رئيس الحكومة محمد سالم باسندوة والذي كان في استقباله لدى وصوله معسكر قيادة الأمن المركزي اللواء علي ناصر لخشع نائب وزير الداخلية, و اللواء فضل بن يحيى بن ناجي القوسي قائد قوات الأمن المركزي, والعميد يحيى محمد عبدالله صالح رئيس أركان قوات الأمن المركزي. وفي فعالية التأبين ألقى الأخ رئيس مجلس الوزراء كلمة حيا في مستهلها قادة وضباط وأفراد الأمن المركزي, مشيراً إلى أن هذه الفعالية التأبينية تذكرنا بفداحة الجريمة النكراء التي اقترفت في ميدان السبعين، قائلاً بأنها جريمة يندى لها جبين الإنسانية ولم تعرف اليمن مثلها من قبل. وترحم رئيس الوزراء على أرواح شهداء السبعين وكل شهداء الوطن, متمنيا الشفاء العاجل للجرحى في هذه الجريمة, مشيراً إلى ان أرواح هؤلاء الشهداء ودمائهم لم تذهب هدرا، فقد أثارت هذه الجريمة غضب الشعب اليمني كله ضد الإرهاب والإرهابيين. من جانبه قال قائد قوات الأمن المركزي اللواء فضل بن يحيى القوسي:" إن عظمة المجد هو الوقوف في صف الدفاع عن الأمة والوطن، وأكرم شرف في الوجود شرف الشهادة في سبيل الله دفاعا عن الحق ودحر الباطل وحماية الضعفاء وتأمين الناس".. وأضاف:" لقد رحل الشهداء عنا وهم يحملون شرف التضحية والواجب ونحن على دربهم لن نتراجع وإن رسالتي ليست موجهة إلى أبطال قوات الأمن المركزي الذين كان لهم النصيب الأكبر في التضحية من أجل الوطن في الاستهداف الإرهابي بميدان السبعين، لكنها رسالة موجهة إلى كل منتسبي القوات المسلحة والأمن الأبطال صناع الانتصارات، بأنكم حماة الوطن ودرعه الحصين وسهام الحق في دحر العدو, وانتم لحمة الصف وحاملي أرواحكم على الأكف إيمانا بالجائزة الكبرى ونيل شرف التضحية ".. وخاطب اللواء القوسي المقاتلين قائلا:" يا حراس وحماة الوطن والعقيدة الأبطال البواسل لكم منا التحية لمواقفكم البطولية ولجهودكم من أجل الذود عن أمن الوطن وكسر شوكة الإرهاب". وأكد أن العمل الإرهابي الجبان الذي استهدف أفراد من الأمن المركزي بميدان السبعين لن يزيد زملائهم إلا قوة وإصرارا وعزيمة لإرساء وتثبيت الأمن والاستقرار باعتبار أن ذلك العمل الإرهابي الجبان لا يمت للرجولة بصلة وليس له مكان في صفحات التاريخ, إلا صفحة الضعفاء والجبناء والخونة . ولفت إلى أن مثل هذه التصرفات لا تأتي إلا من عدو ضعيف متجرد من كل الأخلاقيات والقيم، خارجا عن صفات الإنسانية.. وقال " إن الإرهاب نبته شيطانية غريبة على الدين الإسلامي والمجتمع والأمة التي تنبذ التطرف بكل أشكاله وتدعو إلى الوسطية والتسامح". كما أكد اللواء فضل القوسي أنه بفضل القيادة الحكيمة للرئيس عبدربه منصور هادي رئيس الجمهورية, ومساندة القيادة العسكرية والأمنية الكفؤة, والأبطال من اللجان الشعبية فقد كسرت شوكة الإرهابيين, ونثرت رماد هزيمتهم على رياح الخزي والعار, والتي تلاحقهم إلى حتفهم بثوب الذل والمهانة والنسيان . وعبًّرت كلمة أسر الشهداء التي ألقاها علي أحمد الشامي والد الشهيد شادي عن أحر التعازي بهذا المصاب الجلل الذي أثقل كاهل الجميع وأدمى قلوب الجميع وخلق آلاما موجعة في كل بيت وحزنا عميقا وثكالى وأرامل وأيتام جراء هذا الحادث الإرهابي الذي ارتكبته عناصر جعلت من الدين وسيلة لتحقيق الهدف الدنيء والدين منهم بريء. وذكر أن هذه الجريمة هزة مشاعر العالم كله, باعتبارها سابقة خطيرة تعدت كل القيم والأخلاق, وقال: "لا نريد من أي طرف أن يُحمل الآخر المسؤولية الأمنية".. مضيفاً أنه قد "استبشرنا خيرا بخبر إلقاء القبض على خلية إرهابية كانت وراء هذا الحادث الإجرامي البشع", معربا عن أمل أسر الشهداء في التعجيل في إجراءات التحقيق في هذه القضية, وكشف كل ملابساتها, ومن ورائها, وتقديمهم للعدالة لينالوا جزائهم الرادع ". وطالب الشامي باسم أسر الشهداء بإصدار قرار جمهوري باعتبار شهداء ميدان السبعين شهداء الثورة والواجب، ومحاكمة الجناة علنيا، ومنح أولياء الأمور والدم حق الاطلاع المباشر على سير التحقيق بصورة شخصية من خلال من يمثلهم قانونا, كما طالب بالسماح للمنظمات الحقوقية ومنظمات المجتمع المدني المحلية والإقليمية والدولية بمتابعة القضية، وكذا فتح ملف التحقيق في هذه الواقعة كونها لم تحدث من قبل في تاريخ اليمن المعاصر. تخلل الفعالية عرض عسكري مهيب, قدمته وحدات رمزية من قوات الأمن المركزي، جسد مدى الجاهزية العالية والمعنويات المرتفعة لدى منتسبي قوات الأمن المركزي.