المتابع لعشوائية التصريحات الإعلامية الرسمية وتناقضاتها من وسيلة إلى أخرى يعرف جيداً الطريقة التي تدار بها البلاد.. فلا يكاد يمر يوم إلا ونقرأ عن تصريح "رئاسي" نقلته هذه الصحيفة أو تلك، قد يكون المصدر "مُطّلع" أو "مقرب من أصحاب القرار" أو "رفض ذكر اسمه" أو "خاص" أو "موثوق" أو.. أو.. الخ.. المهم أنها أخبار تنشر باسم رئاسة الجمهورية ومعظمها أخبار كاذبة من تأليف القائمون على صحف محلية وأيضا خليجية، وقد يصل الأمر إلى الكذب باسم رئيس الجمهورية بأنه قال في اجتماع "سري" كذا وكذا، وأنه اتصل بفلان وهدد علان وتوعد زعطان و.. و.. الخ.. وطبعا ليس غريباً ان تكون 80% من تلك التصريحات موجهة ضد أطراف أو جهات معينة مثل الرئيس السابق وأركان نظامه والحوثيين والحراك والاشتراكيين وكل من يخالف الإصلاحيين والمتمرد علي محسن الأحمر.. ورغم كثرة الأكاذيب التي تنشر بلسان "مصدر رئاسي" إلا أن "الرئاسة" بجلالة قدرها تلتزم الصمت إزاء ذلك وكأن الأمر لا يعنيها، الأمر الذي خلق حالة من التشويش لدى المواطن البسيط الذي لم يعد يعرف إن كان عبد ربه منصور هادي رئيساً للجمهورية أم موظفا لدى وسائل الإعلام تلك. والأفضع من هذا كله أن تقوم وسيلة إعلامية حكومية بالكذب على رئيس الجمهورية أو بالأصح الكذب بلسان الرئيس، كما حصل في صحيفة "26 سبتمبر" الناطقة باسم وزارة الدفاع والقيادة العليا للقوات المسلحة، عندما "انفردت" بخبر اعتزام رئيس الجمهورية إصدار قرارات جمهورية قريباً تشمل تعيينات في الجهاز العسكري والمدني، وفي اليوم التالي تنشر الصحف الرسمية تصريحاً من مكتب رئيس الجمهورية ينفي ما نشرته صحيفة وزارة الدفاع وموقعها الالكتروني، مؤكداً بأنها أخبار عارية من الصحة ومحذراً من اختلاق مثل هذه الأخبار والفبركات الكاذبة الذي تهدف إلى الإثارة وتخدم أهدافاً معينة. نشر مثل هذه الأخبار الكاذبة في صحيفة ناطقة باسم الجيش لو حدث في دولة أخرى– غير اليمن- لكانت كافية بإقالة المسؤولين عن الصحيفة وأيضا وزير الدفاع ومحاكمتهم بدلاً من الفضائح على وسائل الإعلام.