حديث اللواء المتمرد علي محسن الأحمر مع صحيفة "الجمهورية" السبت 29 سبتمبر 2012م حمل الكثير من التناقضات والعجائب والغرائب مع الرجل الأول في نظام صالح كما اعترف بذلك وبأنه كان الحاكم الأول المطلق، وما يؤسف له هو بقاء هذا المتمرد مصراً على الكذب على الشعب والوطن والغوص في التفكير الساذج الذي يقهر اليمنيين ويرفع الضغط لهم في آن واحد، وبالأخص عندما يتكلم ويصف نفسه ب"الثوري والمؤمن والوطني والعسكري المنضبط لخدمة الوطن"، وكأنه يعطي لنفسه شهادة حسن سيرة وسلوك، متناسياً جرائمه في حق أبناء الشعب اليمني على مستوى خارطته الجغرافية بإقصاء علم الجريمة، وكأنه لا يعرف أو متناسيا ترعرعه في محيط الإجرام والضلال والظلمات، وقد أخفى تاريخه الأسود دون حياء.. ومن أول سطر في المقابلة إلى آخرها لم أجد الا الكذب والاشاعات المغرضة تارة والساذجة تارة أخرى دون أدنى تفكير، وكأن الكذب بالنسبة له وحي يوحى وكلام مقدس. ولكشف تناقضات علي محسن المضحكة والمبكية معاً في جزئية مهمة من اللقاء، قال فيها بأن الرئيس صالح متمرد على الشرعية وهذه الصفة لا ندري كيف تم إطلاقها، فلا يتم توجيه تهمة التمرد على الشرعية إلا لقائد عسكري أو مدني ينتسب للدولة ولشرعيتها ويتمرد على قراراتها بعدم تنفيذه لأوامرها وعدم الخضوع لسلطتها، وهذا لا ينطبق على "الزعيم" صالح كونه مواطناً يمنياً ورئيس حزب يقبل ما يراه من قرارات ويحتج عن أخرى كبقية الأحزاب المشاركة في الحكم التي وقعت على المبادرة الخليجية التي نصت على تقاسم السلطة، وأي احتجاج عن قرار صادر لا يعتبر تمرداً على الشرعية.. ومن شدة إيمان "علي محسن" العميق بالكذب وممارسة الدجل والتدليس الذي امتهنه خلال الفترة الماضية، جعلني أشعر وكأنني لا أفهم شيئاً حتى أصبحت أشك انه على صواب وإنني بلا ريب في جهل عظيم وفي أكثر الأحيان لا أملك الا ان اضحك على حالنا نحن اليمنيين اهل الحضارة والتاريخ الذي لا زال يوجد بيننا من هذه النوعية من البشر الذين لا يزالون يعيشون ويفكرون على نمط الحكم الإمامي البائد، وكأْننا في القرون الوسطى لا في زمن القرن الواحد والعشرين.. كما أن كلامه وسخافاته واتهاماته للنظام السابق والرئيس علي عبدالله صالح لا يصدقه إلا جاهل أو منافق او واحد من الضالين، في الوقت الذي تناسى علي محسن الأحمر أن لليمن سقفاً اسمه السماء ولجباله الشامخة قيعان اسمها السفوح ولأشجاره العاطرة اوتاد اسمها الجذور، ولا شيء في الكون غير تكوين وكائن يكونه ويحفظه من الزوال، فلا ثورة شبابه الكاذبة ولا عسكريته القبلية العفنة تطابق ما يقوله، وما قامت كل تلك الثورة الا أسيرة أحلام يقظة الجشع بشعارات كاذبة تطلق العنان لحبل فكر آل الأحمر القبلي المتخلف العفن كالعاشق الفاشل الفاقد الأمل.. لم يع هذا المتمرد انه لن تنفعه أو تشفع له "ثورة الشباب" التي يتحدث عنها في كل مقابلاته، وما عليه إلا ان يعلم علم اليقين ان الثورة التي يتحدث عنها كثيرا ما هي إلا كتفاحة آدم غسلها شيطان الجهل فعراها ولوثها وأصبحت متاحة لكنها مستباحة، الأمر الذي جعل من هذه الثورة عفنه يشوبها الكذب والتدليس والخيانة لوجدان اليمنيين واغتصاب ارادتهم وحصار قدراتهم والاستيلاء على كرامتهم، تتعاطى مع الوطن وكأنه سلعة يمكن المساومة عليها والمتاجرة بها.. وللحديث بقية.