تزايدت شكاوى المواطنين في مدينة المكلا وساحل حضرموت من انتشار مليشيات أمنية دينية خلال الأسابيع الماضية تعمل تحت غطاء الأجهزة الأمنية في المحافظة على غرار ما تسمى "هيئة الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر" في السعودية. وبحسب مواطنين فإن هذه المليشيات التابعة للجناح المتطرف بحزب الإصلاح بقيادة عبدالمجيد الزنداني، تداهم منازل المواطنين في أوقات متأخرة من الليل بمزاعم مكافحة الرذيلة وتطبيق الشريعة، وتقوم بتلفيق التهم لهم وتقتادهم إلى مقرات الأجهزة الأمنية حيث يتم ضربهم والاعتداء عليهم بصورة وصفوها ب"الوحشية". وفي هذا الصدد كشف فرع حزب التجمع الوحدوي اليمني بساحل حضرموت عن واقعة اقتحام متشددين لشقة مواطن يدعى(ع.م.ب)، واقتياده وزوجته إلى إدارة مكافحة المخدرات وقيامهم هناك بتعذيبه بتهمة ترويجه للمخدرات دون اثبات لتلك التهمة. وأشار فرع حزب التجمع الوحدوي اليمني في بيانه إلى تواطؤ مدير أمن ساحل حضرموت مع هذه المليشيات المتطرفة التي باتت تشكل خطراً على حياة المواطنين والسلم الاجتماعي. واستنكر البيان تخاذل سكرتير أول منظمة الحزب الاشتراكي بحضرموت محمد الحامد ورئيس فرع حزب التجمع اليمني للإصلاح في المحافظة محسن باصرة في هذه القضية، ودعا البيان الأمين العام لحزب التجمع الوحدوي اليمني إلى تقديم استقالته من الحكومة. وفي تطور لاحق فند مسؤول حزب التجمع الوحدوي اليمني بحضرموت ناصر باقزقوز إدعاءات مدير الأمن العقيد فهمي محروس- المحسوب على حزب الإصلاح- بعدم وجود مثل هذه المليشيات الدينية المتطرفة أو دعمه لها ومزاعمه بشأن قضية المواطن (ع.م.ب). وأوضح باقزقوز ان مدير الأمن صب عليه جام غضبه بعد ان تعرض للمساءلة من قبل المجلس المحلي للمحافظة وذلك إثر نشر بيان فرع التجمع حول تشكيل المليشيات المتطرفة، وأنه اتهمه في صفحته الشخصية في الفيس بوك بالسفيه ومتعاطي المخدرات وممارس الرذيلة، وزعم بأنه جاء للدفاع عن الشاب المتهم بقضية ترويج المخدرات. مشيراً إلى ان مدير الأمن اتهم زوجة المتهم بأنها عشيقته ليبرر اعتقالها، طاعناً بهذه التهمة في شرفها. وسرد باقزقوز تفاصيل هذه الواقعة بدءاً بمجيء عدد من رجال الأمن ومعهم بعض أفراد المليشيات المتطرفة إلى المقهى الذي كان يجلس فيه مع أحد أصدقائه، وطلب أولئك الأشخاص من صديقه المجيء معهم إلى إدارة مكافحة المخدرات، بدون أي أوامر من النيابة، فذهبوا إلى هناك وسألوا صديقه عن سيارته التي كانت بحوزة المتهم.. مشيراً إلى ما شاهده وصديقه من تعذيب للمتهم وزوجته التي وجداها أمامهما في مكتب مدير إدارة مكافحة المخدرات وحضور شقيقها لاستلامها وغيرها من التفاصيل. ونشر باقزقوز في صفحته صورة لوثيقة تثبت تعرض المتهم للتعذيب، وصورة لوثيقة أخرى لعقد زواجه من المرأة المتهمة في شرفها من قبل مدير الأمن. مؤكداً بأنه سيتجه للقضاء ليقول كلمته في هذه القضية وفيما وجه له من قذف وسب وتشهير من قبل مدير الأمن، بحسب باقزقوز.