تقول نساء اليمن: "دخلنا ساحات التغيير مع مطلع 2011 باسمائنا وكل واحدة مرتبطة بلقبها: استاذة، صحفية، ربة بيت، أديبة، ناشطة، دبلوماسية، حقوقية قاضية... الخ.. لم تمر سوى أيام إلا ودثرنا فقهاء الثورة بالقاب مخصوصة تبعا للحدث، ثوريات، أم الثوار، أخت الثوار، جارة الثوار، أم الشهيد، أخت الشهيد، و.. و.. و.. (حلو) قليلاً ومع زحمة الربيع اليمني المحتدم المتزامن مع الحركة النوبلية العالمية فصل لقب "المرأة الحديدية" لتملكه امرأة واحدة ولا سواها.. قلنا خير وبركة يا أهل نوبل كثر الله خيركم جعلتمونا نتساوى نحن والنصارى، فليست مارجريت تاتشر هي المرأة الوحيدة الحديدية، بل ومعنا امرأة حديدية مسلمة ومن اليمن وثورية ومدماك من مداميك حزب الإصلاح بل وحديدنا أقوى وأعز لأنه حديد اسلامي لا يلين ولا يستكين، وأيضا غير مغشوش بمعادن خبيثة إنه حديد صافٍ100% ويختتم ب"الهي".. والآن "عر" على أي أجنبي يطلق على تاتشر امرأة حديدية. ** * نعم دخلنا الساحات الثورية بأسمائنا وخرجنا محوطات بألقاب السماء من: حرائر وقوارير، امة الله طيبة و.. و.. لتضاف إلى موروث مكلف، وحريم عزكم الله. ومثل هذه الألقاب الربانية تاج على رؤوسنا، الله يعزكم مثلما عزيتمونا، وتوجتمونا بألقاب ومكارم لن نحصل عليها إلا في عهدكم الميمون بعد أن كنا في عهد النظام السابق في غي من أمرنا، بلا ألقاب.. فالله يقلعه علي عبدالله صالح والأئمة بيت حميد الدين شمتوا وزروا بنا، حتى ما لقيناش في عهدهم ولا شقف قارورة، أو قلص أو "سيسر" من زجاج أو رمل، أو طحين. والآن نحن في عهد الربيع اليمني المزهر والمنتصرة ثورته، أكرمتمونا بدلاً عن شقف الزجاج بقوارير ثورية.. شي ترموس، وشي ثلاجة قشر، وشي جمنة مع الصياني، وشي صحون وكتالي، كلها زجاج في زجاج، والزجاج الثوري ابو قوارير أقوى وأعز. ليس ذلك فحسب، بل لقد اغدقتم علينا، والله يفتح عليكم مثلما فتحتم ابواب التغيير على كل الحديد الثوري/الالهي، ذكوراً واناثاً، ومنحتمونا لقباً دسماً وخطيراً بجانب القوارير، اسمه "حرائر"، والله اننا خازيات منكم. عاد نحن ما استوعبنا لقبكم الكريم "قوارير" إلا وسفختمونا– عفوا– اهديتمونا "الحرائر" الثورية المشكلة ومن أجود أنواع الحرير الطبيعي والصناعي كحرائر "بيور سلك" وحرير أصلي 100%، شي بفصوص، وشي متلل، وشي مشجر، وشي سادة، والأهم ألاَّ تغسل في مغاسل اليمن، حتى لو كانت اوتوماتيكية، أو بالبخار، بل لا بد ان يذهب بها إلى مغاسل السعودية أو قطر أو تركيا جوا، فمغاسلهم هي من رعت ونمت وسمنت وغرزت الربيع العربي/ اليمني، خصوصاً رموز ربيع "الحديد الالهي". ** وبهذه الألقاب الربانية الثورية التي طبخت بسمنة مشائخنا وأبنائنا من جامعة الإيمان، فقد أحدثوا سبقاً تاريخياً، إذ هيكلونا هيكلة رجل واحد هيكلة مخلوطة من حديد وقوارير وحرائر بزامل وبرعات، وبهذا سبقتم "هيكلة الجيش" الفاشلة، ونجحتم معنا والله يكتب لكم الأجر.. قولوا آمين. ** * ونحن نساء اليمن اذ نثمن نجاحكم الخارق في توحيدنا بلقب وزي ثوري واحد، وما ينقصنا سوى العسكرة والبندقة التي تليق بمقام القوارير والحرائر الماجدات، الحديديات الثوريات. ** * بس نعتب عليكم، لماذا لم تدرجوا لفظ "قناني"، ليتمشى مع التراث العربي الإسلامي؟!! ف"قارورة" لفظ عام أمام لفظ "قنينة" الراكدة في بطن التراث، ثم إنها قريبة من لفظ "قينان" مع فارق تقدم وتأخر الحروف.. صحيح الاسم ينطبق على نظام الجواري، لكن مش ضروري بمقدوركم تجيبوا عصر هارون الرشيد والقناني في هيئات مستحدثة من شيخ وداعية والعمامة نكبرها والجبة نقصرها بس. ** * أنا عن نفسي اشكر "شقاة" الحركة النسوية في ساحة التغيير المنوبلات وهن يجاهدن ليسبطن على رؤوسنا تيجان الألقاب: "القارورة التي أذهلت العالم"، وعندهن حق ان ينعتن الرافضات للألقاب الربانية بأنهن "جاحدات"، فكل جاحد للبذخ الثوري (امثالنا الله واكبر علينا) من بقايا العائلة، وفعلا طلعنا نسوان قليلات حياء، متجردات من الحياء الثوري إذ نصر أن ندعى بأسمائنا فقط، وبرفضنا هذه الألقاب الثورية نحن نرفض الثورة الالهية، أي أننا خائنات ومندسات، أي فلووووول.. ** * و(بحكم اننا من العائلة وبقايا العائلة– كما لقبتنا اللجنة الأمنية الحديدية الثورية) وبما أن الثورة انتصرت كما قال صناعها الحديديون الجنرالات والمشائخ والفقهاء وحشود الشقاة، وما دام النظام السابق قد اندحر فما رأيكم أن نرجع لكم كل تلك الألقاب في مطلع 2013؟!.. نريد ان نتجرد منها فقد اثقلتنا وحولتنا الى محنيات الظهر لثقلها الثوري، وتكدسها بتراث مليون عام، وبهذا بضاعتكم ردت اليكم.. تنويه: نخبركم ان القوارير لم تطلع مثل القلاصات الحجري التي تباع بعربيات الحراج، بل لقد تكسرت من أول لمسة، وان طاقات الحرائر اشتطت من أول لبسة.. لقد كانت الخيوط مهترئة "سفتة" كونها مخزونة في "تخت" كهفية لا تنفذ اليها الشمس ولا الهواء، وتعرفون "العثيات" غير الثوريات، نفذن إلى الحرائر ومزقنها ولم يبق من طاقات الحرير سوى خيوطها "السفتة" التي اهديتمونا إياها إبان الربيع الثوري، وبالرغم من انها مختومة ببراءة اختراع إلا أنها طلعت "خثثة" فعمرها الافتراضي انتهى منذ آلاف السنين. ** * أخيرا نشكر دحابة وصعتر والحزمي والزنداني وكل شقاة "الإسلام السياسي" ومقاولي "الثورة انتصرت" على كل ما يفعلونه من اجل الثورة ومن أجلنا نحن النساء.. بس نرجوكم لا (تنشغلوا) بنا ولا تقرب هداياكم مدارس أولادنا وبناتنا.. فابتعدوا عنهم، ابتعدوا عنهم!!.. فكيف تشوفوووووووووا؟!!..