-مثلما ان الإرهاب أداة تدمير وعنف وفوضى فإنه لا يستطيع أن يتواجد ويسجل حضوراً قوياً وبارزاً إلاّ في بيئة فوضوية تغيب عنها سطوة القانون ومفردات النظام والضوابط والقوانين العامة التي يحتكم إليها البشر لحفظ حقوقهم وواجباتهم .. - ومن هذا المنطلق وعلى أساسه ظهرت في الآونة الأخيرة كثير من المؤشرات التي تؤكد أن عناصر تنظيم القاعدة توافدت ولا تزال تتوافد على بلادنا، محاولة الاستفادة من الظروف السياسية والاقتصادية والاجتماعية التي تعيشها البلاد، لتشكل في مناطق عدة من الوطن بؤر تواجد تجعل منها منطلقاً لتنفيذ أعمالها الإرهابية ضد المصالح والمنشآت اليمنية والأجنبية . -هذه المعطيات دفعت بكثيرين من الأشقاء والأصدقاء لاستيعاب هذه الحقيقة، وبدأوا يراجعون مواقفهم تجاه اليمن وما يدور فيها، وانبرى كثير من السياسيين والإعلاميين يحثون المجتمع الدولي على ضرورة تفهم هذا الوضع والتعاطي معه بإيجابية، واتخاذ خطوات وتدابير عملية لدعم اليمن في حربها المفتوحة مع الإرهاب، الذي يمتد خطره إلى خارج حدود اليمن . - لكن المؤسف حقاً ان نجد من داخل اليمن بعض الأصوات التي تتعامل بشكل سلبي مع هذا الواقع، إذ نجد ثمّة من يجاهر بامتعاضه من العمليات الأمنية الاستباقية التي نفذتها أجهزة الأمن بمساندة القوات الجوية , لضرب أوكار ومواقع لعناصر الإرهاب , في وقت حاسم كانت فيه هذه العناصر تضع لمساتها الأخيرة على مخططات لتنفيذ عمليات إرهابية ضد مصالح ومنشآت يمنية وأجنبية , بالتزامن مع مخططات لعمليات إرهابية في أماكن أخرى خارج اليمن , كان من ضمنها مخطط تفجير الطائرة الأمريكية . - ولعل من البديهي القول بأن التعاطف مع عناصر الإرهاب , والوقوف بالصف المضاد للإجراءات الحكومية المتخذة أو التي ستتخذ لاحقاً لإحباط الأعمال الإرهابية هو دعم سياسي "مقصود أو غير مقصود" للإرهاب والإرهابيين، يضاف الى هذا النوع من الدعم السياسي دعم آخر يتمثل في تأجيج أعمال الفوضى والتخريب والعنف التي تقوم بتنفيذها عناصر ما تسمى بالحراك الجنوبي، وتحظى بدعم وتأييد من بعض القوى السياسية المعارضة، وهي أعمال تعزز حضور الفوضى التي يعدها الإرهابيون أهم خصائص البيئة التي تمنحهم فرص التواجد والبقاء . -ما يجب أن يستوعبه الجميع الآن أن اليمن تمر بظروف سياسية واقتصادية واجتماعية سيئة، فرضتها عليها كثير من التراكمات، وفي ظل هذه الظروف انبرت إلى الساحة عصابات التخريب والإرهاب الحوثية المدفوعة من قوى خارجية لها أهداف توسعية , تريد تحقيقها منطلقة من اليمن، وليس بعيداً ان تكون اليد الخارجية ذاتها هي التي تؤجج أعمال الفوضى في بعض المحافظات الجنوبية، وذلك ما تؤكد عليه مؤشرات التحالف بين قيادات الحراك وقيادات تنظيم القاعدة من جهة، وبينها والحوثيين من جهة ثانية .. وتلك هي المعطيات التي على ضوءها أكدت الحكومة اليمنية وبدأت فعلياً حرباً مفتوحة على الإرهاب . - وبقي ان يستوعب الجميع ان الحرب المعلنة ضد الإرهاب والإرهابيين لن تتوقف عند عناصر القاعدة وعصابات الإرهاب الحوثية , بل يجب ان تمتد . - والأكيد أنها ستمتد إلى كل من يساند عصابات وعناصر الإرهاب والتخريب بما في ذلك دعاة الفوضى الذين يوفرون للإرهاب والإرهابيين بيئة الحضور والتواجد .