كتاب قواعد الملازم.. وثائق عرفية وقبلية من برط اليمن " بول دريش جامعة أكسفورد" (2)    وزير الشؤون الاجتماعية والعمل يؤكد أهمية دعم الجمعيات التعاونية    نائب رئيس الوزراء المداني يطلع على مشاريع التطوير الإداري بوزارة الخدمة المدنية    خلال تدشين العام الدراسي الجديد 1447ه    المرازيق.. جبهة البطولات والانتصارات    الحقيقة لاغير    خدمات التجسس تفاقم الأزمات في المحافظات المحتلة    في معركة الإرادات.. كيف انكسرت مطرقة واشنطن وتل أبيب على صخرة القوة الإيرانية؟    في خطابه بذكرى الهجرة النبوية وآخر التطورات.. قائد الثورة : الإسلام سينهض من مرحلة الغُربة وتعلو رايته    المغرب يهيمن على البطولة الإفريقية للكرة الطائرة الشاطئية بتتويجه في فئتي الرجال والسيدات    بعد عامين من الإغلاق.. الحوثيون ينهبون ما تبقى من مقر شركة برودجي بصنعاء    هل طوفان الأقصى ورطة؟    فِي مَعْرَكَةِ الْأُمَّةِ: إِيرَانُ تَسْقُطُ مَشْرُوعَ الشَّرْقِ الْأَوْسَطِ الصِّهْيَوْأمْرِيكِيِّ    إب.. "اتحاد عردن" يدافع عن لقبه في افتتاح بطولة العدين الكروية بنسختها الرابعة    الرايات البيضاء تغادر الضالع بعد فشلها في إقناع مليشيا الحوثي بفتح طريق الفاخر    الوزير بحيبح يؤكد أهمية التنسيق مع الشركاء لتوسيع التدخلات الصحية في اليمن    - وزيرخارجية صنعاء ينتقدالمانحين: يجففون مشاريع التنمية ويعاقبون الشعب جماعيًا سياسيا    الزُبيدي: لا سلام في اليمن دون حل قضية الجنوب والقضاء على الحوثيين    بداية تفكيك النخبة الحضرمية بدأت مع تغيير البحسني كمحافظ    حجة.. ندوات وفعاليات بذكرى الهجرة واستشهاد الإمام الحسين    رفض مواجهة إسرائيل.. الأردن ينسحب من مباراته في مونديال الشباب    اتحاد كرة القدم يرشح نادي تضامن حضرموت للمشاركة في بطولة الخليج للأندية للموسم المقبل    بن بريك يعلن خطة مزمنة لإعادة تشغيل مصافي عدن    تدشين الامتحانات العامة بمدارس تعليم القران الكريم في المحافظات المحررة    رحيل موجع بطعم الألم    عدم استكمال البنية التحتية لمجاري مدينة شبام التأريخية تعتبر ثلمة    عاصفة رعدية تؤخر سفر بايرن ميونخ إلى ميامي لملاقاة فلامنغو في مونديال الأندية    تنفيذية النازحين تنفي وجود تهجير قسري في مخيم العرق بمأرب    مركز اقتصادي يحذر من التداعيات الإنسانية لتقليص الدعم الدولي للشعب اليمني    فؤاد الحميري.. يمن لا تغيب عنه شمس الحرية    أبين.. تشكيلات تابعة للانتقالي تمنع مرور مقطورات الغاز إلى عدن بعد رفض السائقين دفع جباية مالية    المخدرات.. عدو الحياة    أمجد خالد.. "مهندس التفجيرات" من معاقل الإخوان إلى أحضان الحوثي    تصفية دكتور داخل سجن أمني في لحج    سريع: نفذنا عملية عسكرية في منطقة بئر السبع    من يومياتي في أمريكا .. مع عمدة مدينة نيويورك    احتجاجًا على بدء العام الدراسي في قلب الصيف: نمتُ 18 ساعة!    عدد الخطوات اليومية اللازمة لتقليل خطر الإصابة بالسرطان؟    المكسيك تنهي المغامرة السعودية في الكأس الذهبية    استكمال التحقيقات مع قاتل الفتاة في الفليحي    خصائص علاجية مذهلة للعسل    ب 65 مليونا.. تشيلسي يحسم صفقة جيتنز    في مباراة ال 4 ساعات.. تشيلسي يتأهل برباعية بنفيكا    قرار أحمق وسط هجير يونيو    تقدم مفاوضات وقف النار في غزة وسط تفاؤل أمريكي وتصعيد اسرائيلي في الضفة الغربية    تقرير أممي: نسبة الفقر متعددة الابعاد في اليمن مرتفعة وشدته ثابتة منذ عقد من الزمن    قاضي يطالب النيابة العامة بتحريك الدعوى الجزائية ضد الجهات المعنية ومزارعي الخضروات المروية بالمجاري في صنعاء    فؤاد الحميري السيل الهادر والشاعر الثائر    طقس حار وأمطار متوقعة على المرتفعات وتحذيرات من اضطراب البحر حول سقطرى    - اليمنية عزيزة المسوري تتحرر من اللباس الإسلامي في لبنان بهدوء، بينما هديل تواجه العاصفة في اليمن!     فوضى أئمة المساجد والمعاهد الدينية تؤسس لإقتتال جنوبي - جنوبي    خطأ شائع في طهي المعكرونة قد يرفع سكر الدم بسرعة    عام على الرحيل... وعبق السيرة لا يزول في ذكرى عميد الادارة الشيخ طالب محمد مهدي السليماني    دراسة حديثة.. الصوم قبل العمليات عديم الفائدة    من يومياتي في أمريكا .. أطرش في زفة    ليس للمجرم حرمة ولو تعلق بأستار الكعبة    روسيا.. استخراج كهرمان بداخله صرصور عمره حوالي 40 مليون سنة    حقيقة "صادمة" وراء تحطم تماثيل أشهر ملكة فرعونية    







شكرا على الإبلاغ!
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.



إيران.. شرائح إلكترونية في عمامة الفقيه
نشر في الجمهور يوم 23 - 06 - 2009

بالفعل فالنسيج الإيراني القائم على رؤية دينية أيديولوجية وتنوع وتعدد في مرجعيات العمل الفقهي وبالتالي الإداري والسياسي محكم للغاية، وكأن كل ما كان يحدث منذ الثورة هو نوع من إحكام المنافذ وإغلاقها على كل ما يخالف مبادئ الثورة الخمينية وما تقوم عليه من تصورات عقائدية وخاصة ومعادية للعالم وتحويل إيران إلى إمبراطورية تديرها العمامة وأفكار ولاية الفقيه وتنوعات المراجع السياسية المرتبطة بالمراجع الدينية القائمة، ساعية لأن تحافظ على كل تلك الصفات وأن تجعل من إيران التي تريد أن تواجه العالم دولة عقائدية في عالم مدني.
هذا جانب واضح وكبير جدا من الإشكال الذي تعيشه إيران، فهي تمثل الورطة الحقيقية للعقائدي الأخير في هذا العالم الذي يمثل شعبه طاقة واسعة من العمل والرغبة في الانطلاق والبحث عن التعايش بينما تمثل قياداته ومراجعه حالة من العداء والمواجهة ضد العالم. لا إن الشباب في إيران على العكس من ذلك تماما، إذ يبدو أن باراك أوباما أكثر تأثيرا فيهم من أحمدي نجاد. لأنه على الأقل بالنسبة لهم حالة من الحياة خارج تلك القناعات والأفكار والأيديولوجيات التي يتربى الشباب في إيران وهم يرون فيها مصيرا محكما ومفروضا لقناعاتهم وتوجهاتهم، فيما يمثل أحمدي نجاد بالنسبة لهم لحظة الخصام المستمر مع العالم، والغربة المفرطة التي يعيشونها وهم يلاحظون كيف أصبحت صورتهم عند العالم.
إن البدلة العادية وذات الألوان المكررة والأكمام الطويلة أحيانا التي يرتديها دائما أحمدي نجاد لا تزيد الشباب الإيراني إلا نفورا وإمعانا في التهكم وإيمانا بأن ما يقوله حتى وإن كان يؤمن به فليس هو ما يحتاجون إليه ولا ما يطمحون له أن يمثل صورتهم الحقيقية أمام العالم، خاصة أنهم يتعرفون عن تلك الصورة من خلال الفضاء الجديد المفتوح الذي لا تتحكم فيه قناة سحر، ولا تلفزيون العالم بل تتحكم فيه وتؤثر في أجوائه جوجل والفيس بوك والنت لوج واليوتيوب، ويشاهد فيها كيف يعيش العالم وكيف هم مؤثرون في مسارات صناعة الرؤية الوطنية في أو أوطانهم.
طوال السنوات الماضية مثلت السياسة الإيرانية في عدة جوانب صداعا لنفسها وللمنطقة وللعالم بخلاف الصورة التي تكون عليها حين يكون الصوت الإصلاحي هوالأعلى في إيران مثلما كان الحال أيام الرئيس محمد خاتمي، لكن وصول أحمدي نجاد
إلى السلطة والذي جاء بدعم ومباركة الملالي أوجد حالة من الهوة والمفارقة الواسعة بين ما يريده الإيرانيون لوطنهم وبين ما يريده الملالي لعقائدهم وأيديولوجياتهم، مما أوجد مسافة طويلة من الغربة بين الأداء السياسي الذي تؤديه إيران في المنطقة والعالم، وبين ما تتطلع له الأجيال الجديدة في إيران، ولقد كانت السنوات الماضية خانقة جدا لهذا الجيل، لقد بدأ يتطلع إلى العالم وهو يرى أنه يعيش في ظل رؤية سياسية غنية بالشعارات وأفكار العداء والمواجهة مع العالم وفقيرة جدا في خطط التنمية والاتجاه للمستقبل والتفاعل مع العالم، ولطالما كان دخول الرئيس نجاد وطوال السنوات الماضية إلى جامعة طهران أمراً يجعله يشعر بالحرج كثيرا نظرا لما يلاقيه من استهجان وصيحات الطلاب والطالبات بالموت للديكتاتور (لاحظوا أنها توظيف للعبارة الأيديولوجية في الإعلام الإيراني العقائدي :الموت لأمريكا) وكان يبدو وطوال هذه السنوات أن ثمة جيلا يتشكل في إيران يرى أن العولمة تمثل تطلعه أكثر مما تمثله الحياة السياسية الإيرانية.
كانت الانتخابات الأخيرة فرصة واسعة لتعديل المسار، وهو ما مثل أبرز لحظات المواجهة بين إيران القديمة وإيران العولمة الجديدة، إذ يبدو وبعد قرابة اثني عشر يوما من المظاهرات والاحتجاجات أن الشارع الإيراني الجديد يتظاهر انطلاقا من ثقته في نفسه وفي رؤيته ومن إيمانه أنه لا يمكن أن يعيد انتخاب نجاد، لكن النتيجة أعلنت على خلاف ذلك.
الشباب الذين يتظاهرون الآن في شوارع طهران هم من جيل لا تمثل لهم الثورة سوى معلومة ومادة تاريخية ولكنها لا تمثل حياتهم ولا تطلعهم، والإجراءات التي اتخذتها السلطات في إيران تشير بشكل واضح جدا إلى أن الأزمة تتجاوز البعد السياسي والاحتجاج على الانتخابات لتمثل صراعا بين إيران الجديدة والقديمة، بدليل إقفال كثير من مواقع الإنترنت ومحاولة التشويش على كثير من وسائل الإعلام وإغلاق مكاتب إعلامية أخرى، ذلك أن مثل هذه الإجراءات تكشف حقيقة سعي العقائديين إلى السيطرة والتزوير لأنها نوع من محاولة محاصرة المعلومة والرأي وهي بعض أخلاقيات العقائدي في كل مكان.
يبدو أن إيران المستقبل قادمة جدا، والشباب والفتيات البسطاء الذين يتظاهرون في الشوارع ولا ينتمون لأي تيار أو حزب سياسي هم إنما ينتمون لأنفسهم ولطموحهم وللعالم، وإذا ما وقفت الهراوات في وجوههم وشتتهم الغاز المسيل للدموع، فإن الفيس بوك واليوتيوب هما شوارع عالمية ومؤثرة جدا، سوف تسهم في خنق إيران القديمة وإيران قاموس نجاد العدائي والحاد والشعاراتي باتجاه قاموس الشباب الإيراني الذي يدرك جيدا أنه سئم كثيرا صورته المتردية في العالم، وأن عليه أن يكافح ويبتكر طريقه للحياة وللعالم حتى لو اضطر أن يزرع شرائح إلكترونية في عمامة آية الله الفقيه.
*عن الوطن السعودية


انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.